خسوف الهلال الفارسي

حالة الاستعلاء التي تتعامل من خلالها الآلة الدعائية الإيرانية تجاه العرب وشؤونهم، كانت ولا تزال، تجد لها مجموعة من العرب المتشدقين بالكلام الإنشائي، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولكنه يعطي تبريرا ومسوغا لا منطق فيه.
كان بعض المتشدقين العرب، يزعم أنه يتحدث عن طيفين متقابلين، ولكن واقع الحال أن الإشكالية ليست في أطياف أو تنوع أو تعددية. هناك صورة ذهنية تستحوذ على العقل الفارسي، وترى في المخيال الشعبي أن معركتها ضد العرب مستمرة، منذ سقوط إيوان كسرى.
وقد سعت إيران إثر سقوط نظام الشاه ووصول الخميني إلى بناء استراتيجية حاولت من خلالها التغلغل في العالم العربي. لقد أعطتها الأحداث السياسية التي شهدتها العراق في أعقاب احتلال الكويت ومن ثم تحريرها فرصة للولوج إلى البوابة الشرقية والتحكم فيها. وأنشأت في لبنان «حزب الله»، وأنشأت لاحقا في اليمن «أنصار الله» الحوثي. وحاولت من خلال هذا الوجود المكثف أن تجعل من هذه الأقليات قوى غالبة ومتحكمة في الأغلبية.
وفي صحوة مستحقة، فاجأت القوى اليمنية أنصار التيار الفارسي، الذي يتدثر برداء الحوثي بصحوة كبيرة، أعادت رسم الخريطة بشكل مبشر.
لقد بدأت مسيرة الانتصار للعرب والعروبة، وللوطن المختطف من قبل الحوثي والعراب الفارسي الذي كان ولا يزال يتبجح بهيمنته على القرار في عدة عواصم عربية.
أعطت صنعاء شارة الخروج من حالة اليأس التي ملأت نفوس الناس في اليمن، بسبب هيمنة الحوثي والإيراني. وكانت الأصداء إيجابية في مختلف أرجاء العالم العربي.
وعلى الصعيد اللبناني، ردد كثير من الأصوات في بيروت الحاجة إلى مواجهة هيمنة «حزب الله» واختطافه استقلالية القرار هناك، اعتمادا على سلاحه وميليشياته التي تمثل تهديدا مستمرا، ليس فقط على لبنان، بل على اليمن وسواها.
خسوف الهلال الفارسي أمر يتسق مع طبيعة المشهد في العالم العربي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي