فيلم ‏«جيوستورم» .. كثير من الجرافيكس وقليل من التشويق

فيلم ‏«جيوستورم» .. كثير من الجرافيكس وقليل من التشويق
فيلم ‏«جيوستورم» .. كثير من الجرافيكس وقليل من التشويق

بعد مرور ثلاثة أعوام على تألقه في فضاء هوليوود من خلال مشاركته بطولة  فيلم "لوسي ـ Lucy"، الذي جمعه مع النجمة الأمريكية سكارليت جوهانسون، والنجم العالمي مورجن فريمان، انتقل النجم المصري، عمرو واكد  إلى الفضاء الخارجي لإنقاذ العالم والكرة الأرضية، من خلال فيلم الخيال العلمي والأكشن ‏‎"جيوستورم ـ ‎"Geostorm، حيث يجد نفسه مسؤولا عن أمن المحطة الفضائية الدولية التي تعد أكبر مركز للبشر خارج المعمورة. لكن اللافت في هذه التجربة ليس خروج واكد سينمائيا إلى الفضاء بل ترسيخ نجوميته ومكانته التمثيلية في رحاب هوليوود إلى جانب أسماء أمريكية لامعة جدا مثل أندي جارسيا وإد هاريس وغيرهما.

موضوع مستهلك

رغم أن موضوع الكوارث الطبيعية، ليس موضوعا جديدا في السينما العالمية، فهناك عدد كبير من الأفلام التي تتطرق إلى فكرة نهاية الحياة على الأرض نتيجة لكوارث طبيعية مدمرة، إلا أن هذه النوعية من الأفلام تلقى رواجاً ومشاهدة عالية. لكني على المستوى الشخصي لا تجذبني هذه الأنواع لاعتقادي أنها باتت مبتذلة ومكررة لبعضها البعض وتنتهي إلى نفس النهاية، إلا أن مشاهدتي عن طريق الصدفة لأحد الفيديوهات الترويجية للفيلم المتضمنة مقلبا مضحكا أجراه فريق عمل بعض المارة في الولايات المتحدة، المتعلق بقصة "جيوستورم"، أثار حشريتي ودفعني إلى الانتظار بفارغ الصبر نزول الفيلم إلى الصالات السينمائية في لبنان.
تتمحور قصة فيلم ‏"‎جيوستورم" الذي أنتجه استديوهات "وارنر بروس" السينمائية، حول العواصف الطبيعية العالمية والتغيرات المناخية التي تهدد البشرية، ويبدأ الفيلم أحداثه بسرد تعريفي حول الاتفاق الذي توصل إليه قادة العالم لإنشاء نظام التحكم في مناخ الأرض من أجل حمايتها، بعد سلسلة من الكوارث ‏الطبيعية التي حلت على الإنسانية، وابتكار برنامج "دتش بوي"، وهو عبارة عن شبكة من الأقمار الصناعية التي تحيط بالأرض، ‏مهمتها إطلاق أجراس الإنذار للحماية من أي كارثة طبيعية، وبالفعل يستطيع نظام التحكم في السيطرة على الكوارث الطبيعية ‏لمدة عامين، لكن فجأة يتعرض الجهاز لخلل، ويظهر إنذاراً بحدوث كوارث.‏

خيال علمي

ينسج الكاتب كيران مولروني خيوط قصته في إطار من الخيال العلمي الواسع حيث يتعرض العالم إلى خطر الإبادة إثر خروج الأقمار الاصطناعية المسؤولة عن ‏التحكم في المناخ عن السيطرة نتيجة فيروس مدسوس، لتقع البشرية في مواجهة عواصف هائلة خارجة عن المألوف. فكان أول ضحاياه ‏أفغانستان، إذ تحول مناخها إلى ثلجي، بعد ما كان صحراوياً دافئاً، ويذهب ضحيته الآلاف الذين قضوا متجمّدين، ‏ما يستدعي ‏القائمين على مشروع التحكم العالمي في المناخ إلى إرسال رائد الفضاء جيكوب ويلسون، الذي يجسد دوره النجم الاسكتلندي العالمي جيرارد باتلر، بطل فيلم "300”"، ‏في مهمة إلى ‏الفضاء ‏لإصلاح العطل، وهناك يكتشف أن الأمر مدبر‎‏، عندها يقوم جيكوب بإجراء عدد من الاتصالات حول العالم، ومن بينهم المحقق الفرنسي ‏دوسيت الذي يعمل كرئيسٍ للأمن في محطة ‏فضاء دولية، يؤدي دوره الممثل المصري عمرو واكد، من أجل تجميع عدد من ‏المعلومات‎.

خطف رئيس الولايات المتحدة

وفي أثناء هبوب عواصف "الجيوستورم" المدمرة على الأرض، مهددة بابتلاعها، وبعد اكتشافه المؤامرة، يضطر رفاقه إلى خطف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يلعب دوره الممثل آندي جارسيا، لغرض الحصول منه على رمز المرور السري للبرنامج ذي التقنية المعقدة من أجل التحكم في المناخ العالمي، وإنقاذ العالم من عاصفة لا يمكن تخيل مدى دمارها.
ومن الطرافة أنه بعد أن تولى مهمة إنقاذ الرئيس الأمريكي في فيلميه المشهورين "أوليمبس هاز فيلين" و"لندن هاز فيلين"، يتصدى الممثل باتلر هذ المرة إلى كارثة مناخية في فيلمه الجديد "جيوستورم"، عن طريق اختطاف الرئيس، لإنقاذ العالم.
في حين يبدو أن دور محقق فرنسي، بات يستهوي النجم المصري الصاعد عمرو واكد، فها هو يعود مجدداً لارتداء بذلة المحقق مرة ثانية، وذلك بعد نجاحه في أداء نفس الدور الذي قدمه قبل ثلاثة أعوام في فيلم "لوسي" الذي حقق آنذاك إيرادات تجاوزت 463 مليون دولار عالمياً. ‏

للنقاد رأيهم

رغم احتواء الفيلم على عنصر التشويق وأداء رائع للمثلين وإبداع المخرج في الجرافيكس الا أن بعض النقاد السينمائيين كانت لهم أراؤهم النقدية، حيث قال البعض إن الحبكة في الفيلم لم تكن على المستوى المطلوب، أو على الأقل لم تكن على مستوى التوقعات، وذلك على الرغم من أن القصة جيدة لكن ينقصها عنصر التشويق والإثارة. ولعل المشاهد الأكثر تأثيرا في الفيلم هي التي يكثر فيها استخدام الجرافيكس التي تسترسل في شرح كيفية حدوث الكوارث وخطرها على البشرية، لكن يؤخذ عليها أيضا أنها لقطات سريعة جدا، تكاد تكون كلها أو معظمها في الفيلم الترويجي القصير. وبالتالي فإن أي مشاهد يستهويه هذا النوع من الأفلام، فهو حتما ينتظر بشغف رؤية الكوارث تتزايد ويطمح إلى مشاهدة مزيد مما سيحدث، إلا أنه سيصاب بالصدمة لأن الفيلم لن يروي ظمأه، مع الإشارة إلى أن الفيلم الذي ضم مجموعة من الممثلين من جنسيات مختلفة منها اسكتلندا ورومانيا وألمانيا والمكسيك ومصر، قد تم تصوير مشاهد كثيرة منه في موقع سابق لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا في نيو أورليانز، كما صورت بعض المشاهد في دبي. وقد تعاون كل من الكاتب والمخرج‏ لتقديم فيلم خيال عملي باحترافية، وتمكنا من عرض صورة حقيقية لبعض الأعاصير المدمرة التي تحدث في بعض البلدان، بطريقة مليئة بالتشويق والإثارة.

تجارب عمرو واكد

أصداء واسعة صاحبت الفيلم عقب تصدره الـ "بوكس ‏أوفيس" بعد ثلاثة أسابيع من طرحه في دور العرض الأمريكية، ومن ثم في باقي الدول العربية، ويعد عمرو واكد واحدا من الفنانين العرب القلائل الذين نجحوا في الوصول إلى هوليوود، وطرق ‏أبواب السينما العالمية من خارج بوابة تجسيد شخصيات عربية، كما جرت العادة‎.‎ ولم يكن هذا الفيلم التجربة الأولى لواكد في فضاء هوليوود، بل سبق له أن  شارك في فيلم Syriana من بطولة جورج كلوني، الذي حاز عنه أوسكار أفضل ممثل مساعد، وجسد "واكد" دور إرهابي يفجر موقعا نفطيا يعمل فيه أمريكيون في الخليج العربي، وتدور قصة الفيلم، المقتبس عن رواية روبرت باير، في عدة مسارات توضح تأثير النفط في السياسة العالمية، إضافة إلى مشاركته في فيلم لوسي.
أما عنSalmon Fishing in the Yemen فشارك عمرو واكد في بطولته مع إيميلي بلانت وإيوان ماكريجور، والفيلم مقتبس عن رواية بول توردي، وحولها إلى فيلم سينمائي السيناريست سيمون بوفوي الذي سبق أن حول قصة "المليونير المتشرد" إلى فيلم.
وشارك واكد أيضًا في المسلسل التلفزيوني House of Saddam الذي رصد قصة صعود الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أربعة أجزاء، وتم إنتاجه بتعاون مشترك بين BBC وHBO، وعرض على قناة BBC عام 2008.
تجدر الإشارة الى أن الفيلم حقق 71 مليون دولار بعد عرضه فى أكثر من ‏‏3.246 دار عرض سينمائي، ‏وفقًا لما ذكره موقع "بوكس أوفيس موجو" الأمريكى.‏ ويتوقع أن يحظى الفيلم بإيرادات عالية، نظراً لما تضمه قائمة أبطاله من أسماء ذات وزن ثقيل، منهم ‏آندي جارسيا، وإد هاريس، وكاثرين وينيك، وآبي كورنيش، وغيرهم‎.‎

الأكثر قراءة