حروب عبثية

الحروب مطحنة البشر ومع ذلك يسعون إليها لأتفه الأسباب يشعلون فتيلها من أجل لاشيء وأحيانا لمجرد إشباع غرورهم وأطماعهم!
فقد دارت رحى حرب دامت 12 سنة لسبب تافه ومضحك بين مدينتي بولونيا ومودينا الإيطاليتين وذلك عام 1325. وقع نتيجتها عدد كبير من الضحايا بين الطرفين.
بسبب قيام جنود من مدينة مودينا بالإغارة على مدينة بولونيا وسرقة دلو خشبي قديم مصنوع من خشب البلوط كانت له مكانة عند أهالي مدينة بولونيا، فما كان من أهالي بولونيا إلا أن أعلنوا الحرب على مودينا لاستعادة مكانتهم ودلوهم المسروق.
لتنتهي هذه الحرب عام 1337، لكن دون تحقيق الهدف منها حيث لم يفلح أهالي بولونيا في استرجاع دلوهم الذي ما زال موجودا حتى يومنا هذا في مدينة مودينا!
ولعل من أسباب العداوات والحروب بين الأشخاص والأزواج والأصدقاء اختلاف الميول الرياضية والتعصب الأعمى الذي قد يصل إلى حد الطلاق والقتل والعداوات بين الدول كما حدث في "حرب المائة ساعة" التي نشبت بين هندوراس وجارتها السلفادور عام 1969. كانت العلاقة بين البلدين متوترة بسبب هجرة أبناء السلفادور إلى هندوراس حيث المعيشة الأفضل فعملوا وتملكوا الأراضي ما أثر في سكان البلد الأصليين ليتم طرد السلفادوريين ومصادرة أراضيهم وقطع العلاقات بين البلدين. وما عمق المشكلة تنافس منتخبي الدولتين على التأهل لنهائيات كأس العالم 1970 التي فازت فيها السلفادور بنتيجة 3ــ2. ومع نهاية المباراة كانت الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود بينهما، واندلعت الحرب بين الدولتين واستمرت لمدة أربعة أيام تقريبا وانتهت بكارثة وأكثر من أربعة آلاف قتيل وعشرة آلاف مشوه و120 ألف مشرد ودمار شامل. وبعد تدخل ووساطات الدول توقفت هذه الحرب رسميا عام 1980.
أما الحرب التي اعتبرها المؤرخون الأبرز في التاريخ التي لم يكن لاندلاعها أي ضرورة على الإطلاق وعرفت باسم حرب الحلف الثلاثي، فقد نشبت بين الباراجواي من جهة وكل من البرازيل والأرجنتين والأوروجواي من جهة أخرى، وقد خلفت هذه الحرب عددا هائلا من الوفيات يزيد على وفيات أي حرب من حروب التاريخ الحديث واستمرت ست سنوات منذ عام 1864 حتى عام 1870. خسرت فيها الباراجواي 90 في المائة من سكانها إما بالقتل وإما نتيجة الجوع والأمراض التي انتشرت في البلاد. ولم تنته إلا بقتل الرئيس لوبيز الذي أجمعت الآراء على أن هوسه الشديد وتعلقه بشخصية القائد الفرنسي نابليون بونابرت ومحاولته تقليد شخصيته وأفعاله دفعته لخوض غمار هذه الحرب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي