default Author

أسباب صغر حجم الشركات في البلدان النامية «2 من 2»

|
نواصل اليوم الحديث في هذا الحلقة عن أسباب صغر حجم الشركات في البلدان النامية فإن الخطوة الثانية: الصيادون الذين يزورون أسواقا مختلفة يتعلمون المزيد عن سوق القوارب غير المحلية. يقوم الباحثان «روب جنسن» و«نولان ميلر» بعمل استقصاء بين الصيادين بشأن صناع القوارب الذين يعرفونهم، وبشأن المدة التي تعيشها قواربهم. وهم أكثر دقة بالنسبة لقوارب صناع القوارب المحليين لديهم، مقارنة بصناع القوارب غير المحليين. ولكن عندما ظهر الهاتف المحمول، انخفض متوسط نسبة الخطأ بشأن المعلومات عن صناع القوارب غير المحليين، وكذلك تقديراتهم بالنسبة للقوارب التي يصنعها صناع القوارب المحليون في هذه الأسواق. الخطوة الثالثة: بدأ الصيادون في شراء القوارب من خارج السوق المحلية. هذا غير موضح بشكل مباشر - أعتقد لأن شراء القوارب من قبل الصيادين عملية تتم بشكل نادر، كما أن المؤلفين لا يأخذان سوى عينة تضم 15 صيادا كل فترة زمنية، وليس لديهما ما يكفي من المعلومات عن جانب المستهلكين لتوثيق ذلك. وقد أكد "روب" لي أن توافر وتغير البيانات يمثل أمرا مؤثرا في هذه القضية، ولكنه يعتقد أنه قد يكون لديهما المزيد مما يستطيعان قوله. الخطوة الرابعة: يكسب صناع القوارب عالية الجودة حصة في السوق وينمون، في حين يخسر صناع القوارب منخفضة الجودة حصتهم في السوق، وربما يخرجون منها. يتم توارث صناعة القوارب في العائلات نفسها، ويشير مؤلفا الدراسة إلى أن عدد الشركات ظل ثابتا ومستقرا على مر الزمن في الفترة التي سبقت ظهور واستخدام الهاتف المحمول. ثم عندما بدأ استخدام الهواتف المحمولة، انخفض عدد شركات صناعة القوارب من 59 إلى 23 شركة في المنطقة الأولى، ومن 48 إلى 19 في المنطقة الثانية، في حين بقي عددها على ما هو عليه في المنطقة الثالثة، حيث لم يتم استخدام الهواتف. ويتضح انخفاض عدد شركات صناعة القوارب مع ظهور واستخدام الهواتف المحمولة في المنطقة الثانية، ولكن ظل العدد ثابتا مع مرور الوقت في المنطقة الثالثة حيث لم يتم استخدام الهواتف المحمولة. وهي تظهر أن الشركات التي تخرج من السوق تتركز في الشركات ذات الجودة المنخفضة - كل سنة إضافية من مستوى جودة خط الأساس تقلل من احتمال الخروج بنسبة 6 نقاط مئوية. ثم تنمو الحصة السوقية للشركات الجيدة، وتنخفض بالنسبة للشركات السيئة. وبحلول جولة المسح النهائية، استحوذت عدة شركات على 4 إلى 7 في المائة من إجمالي السوق، وكسبت الشركة التي نمت عند المئين 75 في مؤشر الجودة نقطتين مئويتين في حصتها في السوق. وتزداد هذه الشركات التي كانت تتمتع بجودة أعلى عند خط الأساس في الحجم، ويزيد لديها متوسط العمالة لكل شركة في النهاية إلى خمسة عمال وهو أعلى من الحد الأقصى البالغ أربعة عمال في أي شركة عند نقطة الأساس. الخطوة الخامسة: زيادة حجم الشركة يسمح بالتخصص وزيادة الإنتاجية ظل عدد القوارب التي يتم إنتاجها في المنطقة ثابتا إلى حد ما مع مرور الوقت - ولم يؤد تحسين الجودة هنا إلى زيادة الطلب الإجمالي. ومع ذلك، فإن هذا العدد نفسه من القوارب يتم إنتاجه حاليا من قبل عدد أقل من الشركات، وذلك باستخدام عدد أقل من العمال بنسبة تراوح بين 28 و40 في المائة، وبرأسمال أقل بنسبة 34 ـــ 35 في المائة، ما يعني زيادة هائلة في الإنتاجية. وفي مثال آخر على القياس الدقيق، سأل المؤلفان عن قدر الوقت الذي يقضيه العامل في المهام الـ 11 الأكثر استهلاكا للوقت في هذه الشركات. وفي البداية، كان متوسط أداء العامل نحو 7 ـــ 8 من هذه المهام. وفي غضون عامين من استخدام الهواتف، أصبح العامل المتوسط لا يؤدي سوى ثلاث مهام – وركز أصحاب الشركات أكثر على المهام الأكثر مهارة المتعلقة بالتشطيب والتجميع، فضلا عن علاقات العملاء والإدارة والإشراف، في حين يتخصص الموظفون الجدد في المهام الأقل مهارة مثل التقطيع، والحصول على البيانات والمدخلات، والتنظيف. ويحصل المستهلكون على مكسب أيضا - فسعر القوارب يزيد بنسبة 12 في المائة، ولكن العمر المتوقع للقارب يزيد 1.3 سنة (31 في المائة)، وبالتالي تنخفض تكلفة القارب عن كل عام من عمره. الخلاصة هذه ورقة واضحة ومقنعة جدا، وإضافة إلى مساهمتها في المكاسب المتحققة من الانفتاح على التقارير التجارية، فإنها مثال جيد على كيف يمكن أن يكون النمو الذي يقوده الطلب وسيلة فعالة لمساعدة الشركات على النمو. ومع ذلك، ففي حين أنها توضح أن معلومات المستهلكين يمكن أن تكون عائقا أمام النمو، فإنها تثير تساؤلات حول سبب عدم قدرة جهود التسويق الأفضل على حل هذه المشاكل. والمؤلفان لديهما عديد من الحواشي والملاحظات التفسيرية حول كيف يجعل عدم وجود الضمانات، والكفالات، ومواقع مراجعة للمستهلكين على شبكة الإنترنت مثل Yelp أو شركات مثل تقارير المستهلك Consumer Reports، من الصعب على الشركات أن تشير إلى الجودة. وأشار "رون" لي إلى أنه قد يكون من الصعب جدا التغلب على هذا الحاجز المعلوماتي بالنسبة للشراء غير المتكرر للمنتجات المعمرة باهظة الثمن، أكثر مما هو الأمر بالنسبة لشراء السلع الأقل تكلفة حيث يمكن ملاحظة الجودة بسرعة عند الشراء. ويبدو أن التفكير في الإجراءات التدخلية في الأسواق الذي يمكن أن يساعد على حل هذه المشاكل، أصبح مجالا مهما للعمل في المستقبل.
إنشرها