FINANCIAL TIMES

سوينكا .. مواجهة الطغاة ضريبتها الوقوع في «الماء الساخن»

سوينكا .. مواجهة الطغاة ضريبتها الوقوع في «الماء الساخن»

سوينكا .. مواجهة الطغاة ضريبتها الوقوع في «الماء الساخن»

تماما في اللحظة التي يصل فيها الطبق الرئيسي، وول سوينكا - الكاتب المسرحي، والشاعر، والروائي، وكاتب المقالات، الذي كان محرضا خلال فترة من حياته – يمد يده إلى جيبه ويخرج حبة من الفلفل الأخضر الكبير الحار. قال وهو يشرح بنبرة جهورية: "في الواقع، عندما أسافر، دائما ما أحمل معي معجون الفلفل الخاص بي، الذي صنعته لنفسي - المعجون الذي أضعه في جيبي". "هذا"، كما يقول، شارعا في تشريح الفلفل الأخضر المرقط، "حصلت عليه عندما وصلت إلى لندن. لأني نسيت معجون الفلفل في الثلاجة في سوتشي".
هناك شيء من العفوية في الإيماءة التي تلخص هذا الشخص اللافت للنظر بسبب مظهره غير العادي، والذي يبلغ 83 عاما من العمر. سوينكا، أحد الشخصيات الأدبية العظيمة في عصر ما بعد الاستعمار - حصل على جائزة نوبل للآدب، وهي أول جائزة لشخص إفريقي، في عام 1986 – يشجب الطغاة بلا خوف، وهو مغامر مشاء على ما يبدو مرتاح تماما من نفسه ومن قدراته. في قصة الفلفل هناك نوع من الشذوذ، وإيماءة ذكية لسفرات في روسيا، وثقة رجل سعيد بأن يخرج من جيبه نوعا ناريا خاصا به من البهارات في مطعم سمك في لندن. هذا رجل لطيف يفعل الأشياء نفسها كل يوم ويتصرف كما ينبغي. لحيته البيضاء الشائكة ببياض الثلج وهيئته الإفريقية، التي تستحضر صورة حمام الفقاعات الفخم، تكمل عناصر الصورة.
أميل عليه لأقترب منه، لأن سوينكا، على الرغم من أنه ذو عقلية حادة مثل الأسلاك الشائكة، إلا أنه يجهد لكي يسمعني من خلال ضجيج موسيقى السبعينيات الإنجيلية وضجيج رواد المطعم في عصر يوم جمعة. كنا قد طلبنا تخفيض صوت الموسيقى في بداية تناول الوجبة لأن السماعة التي يضعها سوينكا تضخم الأصوات المحيطة. عادت النادلة دون أن تخفض الصوت، لكنها اعتذرت وعللت السبب بأن هذا من "قوانين الشركة".
من تلك اللحظة أخذت أشعر بالابتهاج من فكرة أن سوينكا، نتيجة لذلك، لم يكن يجيب عن أسئلتي أنا، وإنما على استفسارات زبائن المطعم على الطاولات الأخرى. حكاياته تتدفق في اندفاع نهري دون عراقيل من جهودي لتغيير مسارها.
اختار سوينكا مطعم "بيسكاتوري" في فيتزروفيا، وهي جزء راق من لندن على مرمى النظر من برج الاتصالات البريطانية الطويل، لأنه مكان يلتقي فيه النيجيريون منذ عقود. لم يأت إلى هذا المكان منذ سنوات وليست هناك علامة تدل على أن الموظفين يعرفون من هو. في اللحظة التي يجلس فيها تعرض عليه النادلة صب الماء له، الأمر الذي رفضه كما لو كانت تصر على أن يبدأ بطبق من السبانخ.
قال: "سأتناول شيئا من النبيذ". وعندما طلبت من النادلة أن تقترح لنا شيئا، تدخل سوينكا. قال، وهو ينظر إلي نظرة تنطوي على مسحة من الاستهانة: "بما أنك لن تختار، هل لديهم أرنيس دي رويرو؟".
قال: "لن أدع النادلة تختار، من حيث المبدأ"، في الوقت الذي كانت تصب لنا فيه كوبا مليئا بالأرنيس ـ نوع من العنب الأبيض من بيدمونت في إيطاليا.

قناعات راسخة
هذا نوع من القناعة الراسخة، حول المسائل كبيرها وصغيرها، التي كثيرا ما جعلت سوينكا يقع فيما يسميه "الماء الساخن". الماء الساخن، كما يتبين، يمكن أن يتسبب في "جحيم المشاجرة بسبب وجهات النظر المتضاربة" للغوص، تحت تأثير حمى الملاريا، في بركة أحد فنادق أتلانتا - "كانت تلك هي المرة الأولى التي يغمر فيها أي شخص أسود جسده في بركة السباحة المذكورة" – إلى قضاء عامين وهو قابع في أحد سجون نيجيريا.
على الرغم من أنه يكتب باللغة الإنجليزية، إلا أن سوينكا يقدم وجهة نظر إفريقية للعالم، ونثره منغمس في أساطير أهل يوروبا. وهو نادرا ما يتساهل مع الطغاة الأفارقة. بعد أن حث مواطنيه على التوقف عن دفع الضرائب خلال منتصف التسعينيات، في ظل الحكم الدكتاتوري العسكري برئاسة ساني أباتشا، وهروبه من نيجيريا بدراجة نارية، حكم عليه بالإعدام غيابيا في عام 1997 ولم يتمكن من العودة إلا عندما أعيد الحكم المدني في عام 1999.
مغامرات سوينكا، والخدوش والمناوشات مع القانون - التي لا شك في أن بعضها يتحسن عند الحديث عنها - شكلت المادة لعدة مذكرات، من كتاب "مات الرجل: ملاحظات من السجن" (1971) إلى كتاب "يجب عليك أن تنطلق عند الفجر" (2006). جنبا إلى جنب مع 30 مسرحية، وروايتين، وعدة مجموعات شعرية، وعدد لا يحصى من المقالات المدوية، تشكل مجموعة ضخمة من المؤلفات التي تجعل سوينكا نوعا من صامويل جونسون في عصره.
لم يتعب قط من لاغوس أو لندن، وبالتأكيد لم يتعب من الحياة. في عام 1965، عندما بدأت السياسة الفئوية والعرقية تبسط قبضتها في نيجيريا ما بعد الاستقلال، اعتقل بسبب اقتحامه محطة إذاعية تحت تهديد السلاح. كانت الفكرة هي منع اوزير من التوجه إلى موجات الأثير. عندما أسأله عن هذا الحادث، لم يسمعني جيدا. يسألني: "هل قلت بندقية مقلدة؟" (لم أكن قد قلت ذلك) "إحدى الخرافات، ولدي كثير من الخرافات المحيطة بي، هي أنني دخلت محطة الإذاعة ومعي لعبة على شكل بندقية، الأمر الذي أعتبره مضحكا جدا. دعنا نقول فقط إنني لم أحمل قط بندقية لعبة في حياتي".
عند هذه النقطة، يظهر نادل مختلف مع أطباق المقبلات، ذراع كبيرة لأخطبوط وردي اللون (مثل ذراع مقطوعة) لسوينكا وما يفترض أن يكون كوكتيلا من الجمبري وجراد البحر لي. ألقيت نظرة على شريحتين ملفوفتين من لحم الخنزير، واعترضت بقولي إن هذا ليس ما طلبته. عبس النادل ودفع به إلي على أية حال. وبعد ذلك بوقت قصير يظهر المدير، ويخطف الطبقين بعيدا عنا مع حيرة واضحة تظهر على وجه سوينكا، الذي بقي رافعا سكينه وشوكته استعدادا لتناول الطعام على مفرش المائدة.
بعد بضع دقائق، أعيد تقديم أطباقنا الصحيحة، ونحن نناقش طفولة سوينكا في أبيوكوتا، وهي مدينة في غابة سافانا خصبة جنوب غربي نيجيريا. ولد في عام 1934، وهو الثاني بين ستة أطفال، والدته كانت صاحبة متجر وناشطة سياسية، ووالده رجل دين أنجليكاني ومدير مدرسة بطرس الابتدائية. "نشأت مع مسرح الشارع بشكل أو بآخر. المشاهد التنكرية التي يعتقد كثير من الناس أنها مقدسات بحتة لديها جانب الأداء. لقد كانت مهرجانا لا يصدق. أيقظت الغرائز المسرحية لدي".
بعد الالتحاق بمدرسة أبيوكوتا الحكومية، حيث فاز بالعديد من جوائز الكتابة، ذهب سوينكا إلى جامعة إيبادان لدراسة الأدب الإنجليزي والتاريخ اليوناني والغربي، ومن هناك، في عام 1954، إلى جامعة ليدز. كان قد أصبح ذا إنتاج غزير، وبعد تخرجه كتب مسرحيات من بينها "الأسد والجوهرة"، التي جذبت انتباه مسرح البلاط الملكي في لندن. وكان أول عمل له يظهر هناك مسرحية مكونة من فصل واحد عن الفصل العنصري في جنوب إفريقيا أطلق عليها اسم "الاختراع". وسبق ذلك أمسية شعرية دعا فيها سوينكا ابن عمه، وهو موسيقي شاب يدعى فيلا كوتي، لمرافقته على خشبة المسرح. كان ذلك انطلاقة كبيرة لفيلا الذي أصبح الأب الأسطوري للموسيقى الإفريقية الغربية.
تشارك الاثنان شقة في بايزووتر. "كنا بلا مال. نتشارك في كل شيء " قال ذلك وهو يقضي على آخر نتفة من الأخطبوط ويمسح عن لحيته الكثة مسحة من الصلصة التي علقت بها. "كل شيء. لن أقول أكثر من ذلك. كانت شقة جامحة".

مواجهة الطغاة
عاد سوينكا إلى نيجيريا في عام 1959، وعندما وصل الاستقلال في عام 1960، كتب مسرحية "رقصة الغابات" للاحتفال بالمناسبة. النخبة الجديدة في نيجيريا لم تعجب بها. رفض سوينكا التغاضي عن ماضي إفريقيا، بما في ذلك مشاركة الأفارقة في تجارة الرقيق. وحذرت المسرحية من مخاطر ظهور طبقة فاسدة جديدة لاحتلال المكان الذي أصبح شاغرا بعد خروج البريطانيين. سوينكا في حرب مع الطغاة الأفارقة منذ ذلك الحين.
تعود النادلة ومعها أطباقنا الرئيسية، سباغيتي الفونغول له وسمك دوفر صول المشوي لي. طلبت بطاطس جيرزي الملكية، ولكن سوينكا لا يميل إلى مشاركتي في تناولها. وكما يقول: "دمرتني البطاطا الحلوة الإفريقية. فقدت كل طعم للبطاطا منذ كنت طالبا، بفضل البطاطا المهروسة".
"عفوا، سأخرج من جيبي شيئا أسافر به دائما". هذه هي اللحظة التي يخرج فيها الفلفل الحار.
قضى سوينكا السنوات القليلة التالية لذلك في الكتابة والتدريس في نيجيريا. في عام 1967، التقى زعيم بيافرا الانفصالية، التي كانت غارقة في ذلك الحين في حرب أهلية مدمرة، وهو لقاء تسبب في وضعه لمدة عامين في الحبس الانفرادي. في زنزانته، كان يكتب قصائد الاحتجاج على ورق التواليت وعلب السجائر.
أقول له إنه على الرغم من هذه التجارب المريرة، هناك شيء له علاقة بحياة المتشردين حول مغامراته أثناء طيش الشباب. يقول: "لحسن الحظ، لدي إحساس منقذ من الانكماش الذاتي. مع ذلك هناك بعض القضايا التي أشعر حيالها بقوة شديدة والتي من أجلها أنا مستعد لأن أفعل أي شيء وألا أدخر جهدا"، وكان يقطع صدف البطلينوس في وعاء جانبي. وأسأل: حتى السجن؟ "هذا من مخاطر المهنة. أنت لا تبادر حقا بالذهاب إلى السجن. الأمر يحدث فحسب، وعليك أن تقبل ذلك عقوبة لاتخاذك مخاطر معينة. أود فقط أن أكون في سلام مع نفسي"، مضيفا أن هناك بعض الأشياء التي لا يمكن أن تتركها لحالها. "الشخص هو الحكم النهائي على نفسه. وجهة نظر بقية العالم لا قيمة لها".
خارج السجن، صعد سوينكا نشاطه السياسي، محولا قلمه ضد سوء الحكم في جميع أنحاء القارة. "في أي مجتمع يخرج من أحد أطوار القمع هناك دائما مسابقة لإعادة الاستحواذ على فضاء السلطة"، كما يقول. "يمكن أن تكون نخبة مركزة وهادفة جدا، أو مجرد غوغاء تظهر من الأحياء الفقيرة".
قلة من القادة – من السياسيين أو الجنرالات أو المتدينين المتعصبين الذين يقفون وراء "بوكو حرام" – هي التي نجت من ازدرائه. ويقول عن هذه الفئة الأخيرة: "للمرة الأولى، بدأت بقبول وجود المفهوم الذي يسمى الشر. بطبيعة الحال يتم الحصول على الجنود في أي قضية عادة من المحرومين. ولكن المبادرين الحقيقيين لهذا النوع من العنف ليسوا كذلك. إنهم يؤمنون بالسلطة".
عندما أسأله عن مدى تفاؤله بشأن إفريقيا، حيث الانقلابات نادرة وأقل من قبل، والحكومات تأتي وتذهب بشكل أكثر انتظاما، يكون حذرا. يقول بمجرد أن يكون هناك بعض التطور الإيجابي في أحد أركان القارة، ستجد شيئا آخر - مثل بوكو حرام – يحدث نكسة في هذا التطور. أطلب منه أن يذكر لي اسم زعيم نيجيري جيد، لكنه يجهد من أجل العثور على إجابة.
قضى سوينكا الكثير من الوقت في الولايات المتحدة، حيث درس في عدد من الجامعات. يقول عن تفاعله مع الأمريكيين السود البارزين: "حياتي كانت منخرطة مع المهجر على مستوى شخصي وعميق جدا". انتخاب دونالد ترمب وضع نهاية لاغترابه في الولايات المتحدة. في ما أصبح معروفا بين النيجيريين بـ "خروج وول"، مزق بطاقته الخضراء للإقامة الأمريكية. هذا الشهر، قال أثناء محاضرة منتظمة في جامعة هارفارد: "حين يصل شخص عنصري متعصب إلى سدة السلطة على حصان من العنصرية، فإن هذا يفوق احتمالي. سأستمر بصفتي شخصا أجنبيا، شخصا من الفضاء الخارجي. أنا أحب تلك التسمية".
أسأل عن حالة الكتابة في القارة الإفريقية. نيجيريا على وجه الخصوص، التي بالكاد تكون غريبة على الروايات الرائعة من أمثال سوينكا وتشينوا أشيبي وبن أوكري، شهدت أخيرا ازدهارا مذهلا للمواهب الأدبية. تشيماماندا نغوزي أديتشي، مؤلفة رواية "نصف شمس صفراء" - التي يصفها سوينكا بأنها "رائعة" - هي الأكثر شهرة. هناك عشرات من الآخرين من جميع أنحاء البلاد والشتات، بما في ذلك إلناثان جون، ولي أدينل، وتيجو كول، الذين يكتبون في مجموعة رائعة من الأساليب. قائمة ألمع المواهب تتضمن بعض النساء، مثل سارة لاديبو مانيكا وأيوبامي أديبايو.
يقول: "لدينا مجموعة من الكاتبات الشابات اللواتي يأتين من إفريقيا في هذه الأيام. إنه أمر مؤثر جدا حقا. هناك انطلاقة عامة لطاقة الإناث". وهو متردد في إعطاء أسماء معينة خوفا من "أن تؤخذ على أنها بمنزلة تأييد من وول سوينكا". (وهو لم يشارك حتى في الجائزة الأدبية التي تحمل اسمه). يقول إن كثيرا من الكاتبات هن علامة على التحرك الأنثوي الأوسع في القارة، من الأعمال إلى السياسة وحتى الدين - ما يسميه موقف مفاده ما يلي: "أنا هنا، وعليك التعامل مع ذلك". ويتساءل عما إذا كان الإبداع الأدبي هو نوع من رد فعل على الأصولية الدينية. "هل يمكن أن يكون ذلك نوعا من استجابة اللاوعي على أجندة الكارهين للمرأة لدى الفئات الدينية المتطرفة؟".
تأخذ النادلة طبق سمك الدوفر صول ليتم إعادة شويه. كنت منهمكا جدا في الحوار حيث إنني لم أتناول سوى نصف الطبق فقط.
أسأله عن الصعوبة التي يقال إنها سمة لمؤلفاته. اتهمه أحد المراجعين بعدم كتابة "منزل" مطلقا عندما كان بإمكانه أن يكتب "مسكن". الكلمات القصيرة مملة جدا، كما يقول، مضيفا أنه يفكر بلغة اليوروبا، التي لمفرداتها معنى دقيق جدا. "إذا كان الأمر صعبا فوق الحد، وبوعي ذاتي وأسلوب متكلف فوق الحد، فبالله عليك لا تترد في رميه في القمامة واقرأ شيئا آخر".
يقضي سوينكا الكثير من وقته هذه الأيام في أبيوكوتا، حيث يعيش مع زوجته الثالثة الأصغر سنا منه بكثير، على الرغم من أن لديه شقة صغيرة في لاجوس. يقول: "أنا خزانة نهمة من أجل الطمأنينة"، على الرغم مما يعترف بأنها مظاهر تدل على عكس ذلك. ولكن الناس والأحداث "تواصل جرجرتي إلى الخلف".
كم عدد أطفالك؟ "في تقاليد اليوروبا، نقول من سوء الحظ عد أطفالك. كانت الآلهة سخية بشكل غير عادي في ظروفي، سخية دون طلب منها"، كما يقول، مع التركيز على كل مقطع. "أنا راض تماما. قلت لأبنائي وأحفادي أخيرا إنني سأغير لقبي إلى الأب الأكبر. هذا هو اللقب المستخدم الآن من قبل عشيرتي بأكملها".

لا يشرب الماء
أسأله وأنا مستغرب حتى من سؤالي نفسه: كم من الوقت ترغب أن تعيش. يجيب دون أدنى انزعاج: "بمنطق الطب لا يجب أن أكون على قيد الحياة الآن بسبب نمط حياتي. أستهزئ بكل ما يدرسونه في كلية الطب، بما في ذلك حقيقة أنني لا أشرب الماء". ينظر إلى كأس الماء الذي لم يلمسه. "آكل فقط عندما أريد. أنا لا ألتزم بقواعد الكوليسترول".
ماذا عن التدخين؟ يقول: "اعتدت على تدخين السجائر ذات النيكوتين العالي. جيتان، وجولواز، والسيجار، خصوصا السيجار مفتوح الطرفين. لكنني فقدت الاهتمام بها منذ عدة سنوات". كنا نتحدث لمدة ثلاث ساعات تقريبا، لكنه لا يستطيع مقاومة قصة واحدة أخيرة. يقول، كما لو كان هذا حدثا شائعا: "اختلفت مع فيدل كاسترو حول هذا الموضوع. في ذلك الحين كان كاسترو قد آمن بمخاطر التدخين، وأوقف أحدهم، قائلا: هذا يضر بصحتك. لدي أدلة طبية". وأخذ يتنمر عليه. قلت: "على رسلك. اترك الرجل وشأنه. دعه يقضي وقته". يقول سوينكا هذا أثار مناقشة استمرت ساعتين. "كاسترو يحب المجادلة. لكنني أعتقد أنه في ذلك اليوم التقي بند له". أنهى الاثنان النقاش حين حل الليل وذهب سوينكا إلى النوم. "في صباح اليوم التالي وصلت علبة من السيجار - كوهيبا - إلى فندقي. كانت عليها فقط عبارة، «مع تحيات الحكومة الكوبية» من فعل ذلك؟ حتى يومنا هذا، ليست لدي أي فكرة. ولكن لا يزال لدي بعض منها في أبيوكوتا. هذه هي قصة حياتي مع التدخين".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES