مدرسة المستقبل .. مرآب داخل مجمع شركة تكنولوجيا

مدرسة المستقبل .. مرآب داخل مجمع شركة تكنولوجيا

كانت لدي توقعات منخفضة في الشهر الماضي، عندما ارتديت قبعة حماية خلال جولة في المدرسة الثانوية لتصميم التكنولوجيا d.tech، التي هي أول مدرسة يتم تشييدها داخل حرم شركة تكنولوجيا.
بمجرد انتهاء أعمال البناء ستنتقل مدرسة ثانوية عامة موجودة منذ ثلاثة أعوام إلى المبنى الكائن في مقر شركة أوراكل في وادي السليكون، ليدرس فيها 500 تلميذ تراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً.
من الشركات الناشئة في مجال "التكنولوجيا التعليمية" إلى فاعلي الخير أصحاب المليارات، كثير من أصحاب المشاريع الرقمية يموّلون مشاريع التعليم في محاولة لتجهيز الجيل التالي بشكل أفضل لعالم متغير. التكنولوجيا تتحرك بسرعة كبيرة بحيث أننا لا نعرف الوظائف التي ستكون متاحة في المستقبل، لكن يتفق معظم الناس على أن نظام التعليم الحالي، المُصمم في القرن الـ 19، لن يُساعد الطلاب على الازدهار في القرن الـ 21.
مدرسة d.tech فريدة من نوعها: سيقضي الطلاب أيامهم في مجمع مكاتب شركة البرمجيات ـ التي موّلت تكلفة البناء. واعتبارا من كانون الثاني (يناير) سيتشاركون مركزا للمؤتمرات مع موظفي أوراكل. هذا ليس نسخة موسّعة عن يوم جلب ابنك إلى العمل: أطفال العاملين في أوراكل لن تكون لهم الأولوية. وفي الواقع المدرسة التي ستكون الدراسة فيها مجانية، تحاول الحصول على إذن لاختيار الطلاب من خلفيات فقيرة.
تجربتي لبرنامج تطبيقات خدمة السحابة في الشركة - معاناة شهرية لمعالجة عملية iExpenses لديها - لم تُقنعني بأن أوراكل لديها الإمكانات لإلهام جيل جديد. لكنني دخلت للعثور على مساحة مرنة لا يوجد فيها كثير من الطلاب، مُصممة بالتعاون مع الأطفال، والمعلمين وموظفي أوراكل. أُعجبت كيف أن المبنى يتمتع بالإبداع في مركزه. بدلاً من قاعة محاضرات كبيرة، هناك "تصميم لمرآب إدراك". المرآب الذي يُسمى كذلك لأن جميع الشركات الناشئة الأفضل كانت قد تأسست في مثل هذا المكان، لديه طابق كبير للأشغال المعدنية، والأشغال الخشبية، والدوائر الكهربائية، بينما في الطابق العلوي، يستطيع الطلاب التصميم وكتابة البرامج.
لكن ما أسرني أكثر كان أن أوراكل تعتقد أن موظفيها سيتعلمون من طلاب المدراس تماماً بقدر ما يتعلم الطلاب من العاملين. بدلاً من اعتبار المراهقين الصاخبين مصدر إزعاج، تعتقد كولين كاسيتي، المديرة التنفيذية لمؤسسة تعليم أوراكل، أن بإمكانهم المساعدة على إحداث الاضطراب في ممارسات العمل بطريقة جيدة. تقول: "بدلاً من عودة (موظفينا) إلى المدرسة، المدرسة تأتي إليهم". أوراكل والطلاب يعملون منذ الآن لإنشاء برنامج تدريب ويُمكن أن ينتهي الأمر بالمراهقين إلى قيادة تحديات التصميم الخاصة بالشركة. في نهاية المطاف، تريد أوراكل ربط كل مقر تابع لها بمدرسة ما.
مدرسة d.tech تتبع نظرية طوّرتها كلية التصميم في ستانفورد. تُركّز الطريقة على حل المشاكل وبناء التعاطف تجاه المستخدمين لديك، من خلال التفكير دائماً في كيفية التصميم لتلبية احتياجاتهم. كين مونتجومري، المؤسس المُشارك لمدرسة d.tech، يُخبرني أنه في ستانفورد، الحاصل منها على درجة الدكتوراه، غالباً ما يبدأ طلاب درجة الماجستير في إدارة الأعمال "بقيود في أذهانهم" ويكونون بحاجة إلى تغيير أفكارهم لتشجيع "أفكار جريئة". لكن في تعليم طلاب المدرسة الثانوية، عليه فعل العكس. "من خلال العمل مع الأطفال، يجب أن نجعلهم يفكرون في القيود، لأنهم يعتقدون أن كل شيء ممكن". مثلا، لم توافق المدرسة على رغبة الطلاب لتركيب صف للتسلية وحمام سباحة على سطح المبنى.
أحد الأمثلة على موازنة غرائز الأطفال مع قيود البالغين هو مشروع أجهزة قابلة للارتداء عملت عليه إحدى المجموعات في المدرسة الثانوية. صبية تبلغ من العمر 14 عاماً عرضت مشكلة: جدتها ذات النظر الضعيف لا يُمكنها التمييز بين فئات أوراق الدولار. أنشأ فريقها جهازا يُمكن ارتداؤه يمسح الأوراق النقدية للحصول على ألوانها الكامنة - وشغّلت أغنية مختلفة لكل واحدة. الآن تستطيع جدتها سماع نغمة ماريو كارت في كل مرة تمسك فيها بورقة نقدية من فئة خمسة دولارات.
باعتباري موظفة، لست متأكدة أنني أريد من سفري الهادئ إلى العمل أن يتحوّل إلى حافلة مدرسة. لكن باعتباري مستخدمة لأوراكل، سأُرحب بنهج الأطفال الجديد. ربما بإمكان الشركة تخفيف ملل تسجيل النفقات من خلال تشغيل نغمة ماريو كارت في كل مرة أُدخل فيها شكوى لركوب سيارة أجرة. لا أستطيع إلا أن آمل أن عقول البالغين في أوراكل ستنفتح بسبب الأطفال في الحرم.

الأكثر قراءة