default Author

أغرب أنواع المصارعات

|

المصارعة من الرياضات الدموية التي كانت تفرد لها الساحات في العصور الوسطى خصوصا الرومان وغالبا ما تنتهي بقتل أحد المصارعين خاصة إذا كان الخصم أحد أنواع الحيوانات! ارتبط اسم أشهر الساحات والحلبات الرومانية مثل الكولوسيوم في روما بألعاب الصيد والقتال ضد الحيوانات وليس كل المصارعين قادرين على مواجهة الحيوانات لذا كانت المواجهة مع الحيوانات لفئات محددة من المصارعين مثل "فيناتورس" و"بيستيراري" اللذين واجها كل أنواع الحيوانات البرية مثل الغزلان والنعام والأسود والدببة والتماسيح وحتى الفيلة لم تسلم منهما! وكان قتل تلك الحيوانات الحدث الافتتاحي في تلك المصارعات إذ يقضى على الآلاف منهم في العرض الواحد كما حدث في افتتاح حلبة الكولوسيوم حيث قتل تسعة آلاف حيوان خلال 100 يوم، ويتم في هذه الرياضات تدريب بعض الحيوانات لتحريض جنسهم على الاقتتال ما يزيد من متعة هذه الألعاب أما البقية فتقتل، كما يتم التخلص من عدد من المجرمين خلال هذه المباريات برميهم أمام الأسود أو الدببة لافتراسهم كجزء من العروض الترفيهية! أما في العصر الحديث فقد تركوا الحيوانات البرية ولم يبق منها إلا مصارعة الثيران كشاهد على عصور مضت، وبدل ذلك أخرجوا حيوانا لا نكاد نعرفه من أعماق البحار ليتصارع معه البشر فانظر إلى أين وصلت عقولهم؟! بدأت هذه الرياضة في أواخر الأربعينيات الميلادية وازدهرت في ستينيات القرن الماضي كواحدة من أغرب الرياضات، كان بطلها كائنا رخويا يعيش في البحار، وجسمه يحتوي على ثلاثة قلوب، ويمتلك ثماني أذرع ليعتمد عليها في اصطياد فريسته، لم يتركوه في حاله بل شدوه إلى الشواطئ ليتصارعوا معه في مشهد مهيب! في عام 1963، تجمع قرابة خمسة آلاف متفرج على شواطئ "بوجيت" بالقرب من مضيق "تاكوما" في واشنطن، وذلك لمشاهدة حدث فريد من نوعه عرف بـ"بطولة مصارعة الأخطبوطات العالمية". حشد لها 111 شخصا ما بين سباح وغواص ينزلون إلى الأعماق لمسافة 9 - 15 مترا لاجتذاب الأخطبوط الذي قد يهاجمهم بإحدى أذرعته إذا شعر بالخطر لينتزع أقنعتهم! وفي نهاية المسابقة تمكنوا من اصطياد نحو 25 أخطبوطا تراوح أوزانهم بين كيلوجرامين و30 كيلو جراما والجائزة تذهب لمن اصطاد أكبر أخطبوط! فقد الناس الاهتمام بتلك الرياضة بالسرعة نفسها التي صعدت بها إلى الواجهة، وبحلول منتصف ستينيات القرن الماضي لم تعد لهذه المسابقات أية شعبية تذكر، إلى أن دقت ولاية واشنطن المسمار الأخير في نعش هذه الرياضة في عام 1976، عندما جعلت اصطياد أو التعرض للأخطبوطات أمرا غير قانوني.

إنشرها