مديح الخيانة

مديح الخيانة

زعم الجاحظ أن الشعر لا يترجم (لا ينقل) ومذ ذاك والشائع في مقولنا الثقافي أن نقل الشعر من لسان الأصل إلى تصاريف لسان آخر، إنما هو خيانة. وينعت بالخيانة زراية وتقبيحا. فكل شوب في الأصل تدنيس لأن الأصل لا يكون إلا إذا كان شبيها بذاته على الدوام. والدوام منطقه ومتنه فلا يشبه البشر في شيء، ولا تشبه لغته لغتهم، فهناك تكون اللغة معنى، وهنا تكون لغوا. هناك تكون شعرا، وهنا تكون نثرا. ذلك أن لغة الجواهر المعقدة هي لاتينية الأصل، ولغو العابر ها هنا من دارجها ورطانتها، ولا قرابة بين القولين. الترجمة خيانة الأصل مثلما يكون العابر والزائل خيانة الدوام. والنثر خيانة الشعر. في ما يلي بعض من السعي المتمادي وراء خيانة الشعر بنثر الحياة. المؤلف بسام حجار ولد في صور (جنوب لبنان) عام 1955. حصل على الإجازة التعليمية في الفلسفة العامة من الجامعة اللبنانية، وتابع دراسته العليا في باريس حيث حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الفلسفة. عمل في الصحافة منذ عام 1979.

الأكثر قراءة