Author

وفاة عالم

|
تأثر أغلب متابعي وسائل التواصل الاجتماعي بالمقطع المؤلم الذي يصور وفاة أحد أساتذة جامعة أم القرى بعد أن أدى صلاة العصر. توفي وهو في المحراب، لابد أن آخر كلماته كانت ذكرا وشكرا واستغفارا. تمنى كل من رأى المقطع أن يحوز الفضل نفسه. أسأل الله له الرحمة والغفران ولموتانا وموتى المسلمين. ذكر عن الفقيد ــ رحمه الله ــ الخير الكثير والدعوة على علم، وحسن الخلق، هذه ليست من فراغ وإنما تتبع عقيدة راسخة لدى الواحد، ولكن يحكم الناس على الظاهر، وهو ما يؤكده الحديث الشريف المروي عن أنس - رضي الله عنه - قال: إنهم مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - “وجبت”، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - “وجبت”، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه -: ما وجبت؟ قال: “هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له - الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار؛ أنتم شهداء اللَه في الأرض”. هذه الشهادة في الأرض تأتي أحيانا من مباشرة العمل الصالح الشرعي، كما أنها تأتي من مباشرة حسن الخلق الذي يبني عليه كثيرون رأيهم في الشخص. معلوم أن الدين عبادات ومعاملات، وأن أكثر ما يدخل الناس الجنة حسن الخلق. وهو ما ذكر عن الدكتور الفاضل غفر الله له. يهمني أن أطرق العبر في هذا الباب وهو مهم للجميع فلا شيء ثابت في هذه الحياة الدنيا سوى الموت، والاستعداد له هو عين العقل والحكمة لكل من يعتبر ويتدبر. أقول وأنا بالتأكيد الأسوأ في هذا المجال إن من يكثر من طرق الأشياء فهو مرشح لأن يموت عليها. من أكثر الصلاة والطاعات سواء صيام أو زكاة، فهو سيقضي أغلب وقته في ذلك بأمل أن يقضي وهو في فعل هذا الخير، ومن صرف وقته في غير ذلك، فليتوقع الأسوأ. هذه ليست مبادئ رياضيات معقدة ولكنها حقائق الحياة. نحن في مرحلة مهمة هي مرحلة الاعتبار والعمل والاستغفار، ويأتي يوم لا نستطيع أن نعمل بل نتمنى، وهو أمر يدفع كل ذي حكمة أن يراجع نفسه ويعتبر ويصلح سلوكه ليحصل على خيري الدنيا والآخرة.
إنشرها