بعيون صحافية .. حائل والقصيم قبل 58 عاما

بعيون صحافية .. حائل والقصيم قبل 58 عاما
بعيون صحافية .. حائل والقصيم قبل 58 عاما
بعيون صحافية .. حائل والقصيم قبل 58 عاما
بعيون صحافية .. حائل والقصيم قبل 58 عاما
بعيون صحافية .. حائل والقصيم قبل 58 عاما

في عام 1381هـ خرج وفد صحافي من مدينة الظهران ليزور منطقة القصيم ومنطقة حائل ويقدم عنهما تقريرا لمصلحة مجلة قافلة الزيت، ونشر هذا التقرير في أربعة أعداد متتالية، وكتبه حسن عزت.
وقد وصلوا بداية إلى مدينة بريدة ثم زاروا الأمير سعود بن هذلول أمير منطقة القصيم. وبعد أن تجولوا في مدينة بريدة وزاروا مرافقها الإدارية والتعليمية والصحية والصناعية والزراعية، توجهوا إلى مدينة عيون الجواء فوصلوها يوم الأحد 27 جمادى الأولى 1381هـ، ثم توجهوا في اليوم التالي إلى روضة الزغيبية حيث مزرعة الوزير عبد الله السليمان، ثم زاروا مدينة عنيزة والقرى المجاورة لها، ومنها انطلقوا إلى مدينة الرس، ثم الخبراء، ثم مزارع الدغمانية، ومنها انطلقوا إلى مدينة حائل التي وصلوها يوم الأربعاء 30 جمادى الأولى 1381هـ. وتضمن التقرير المنشور معلومات مهمة عن منطقتي القصيم وحائل، وعددا من صور تخص المنطقتين في تلك السنة.
بريدة:
حظيت مدينة بريدة بنصيب وافر من التقرير الصحافي وجاء ضمن الحديث عنها: "معظم مباني بريدة من اللبن، وتكسى الجدران هناك بطبقة من الطين المخلوط بالتبن، وذلك لتقويتها ضد مياه الأمطار، وبعض البيوت من طابقين أو ثلاثة طوابق، ويميل البعض إلى تزيين رؤوس بيوتهم بالجير الأبيض (النورة) التي تكسب البيوت لونا زاهيا جذابا. وتقع مدينة بريدة على مرتفع رملي، وهي صحية جدا، وأرضها خصبة، وبساتينها كثيرة، والمياه فيها متوفرة، إلا أنها ليست خالصة العذوبة.. ويبلغ تعداد سكان بريدة نحو 40 ألف نسمة.. وهم يربون الإبل والغنم التي تكون جزءا من ثروة البلاد، ويصدرون إلى الخارج ما يفيض عن حاجتهم، كما أنهم يعتنون بتربية الخيول ويصدرنها إلى الشرق والشمال".
وفي بريدة زاروا مدير التعليم بمنطقة القصيم الشيخ سليمان الشلاش وذكر لهم أن في بريدة تسع مدارس ابتدائية، ومدرسة متوسطة وثانوية، ومدرسة صناعية، ومعهد للمعلمين، ومدرسة زراعية.
عيون الجواء:
بدأت زيارتهم لعيون الجواء بالسلام على أميرها محمد الحمد الرشيد، وسألوه عن موضع صخرة النصلة التي يتقابل عندها عنترة وعبلة، فأرسل رجلا معهم إلى قرية قاف العيون، حيث مكان الصخرة، فذهبوا إليها، وذكر الكاتب أن الملك سعود زار المكان الذي تقع فيه الصخرة وكذلك المستشرق عبد الله فيلبي. ولاحظوا أن على الصخرة كتابة "تشبه الكتابة الهيروغليفية". ومما ذكره الكاتب أن عدد سكان عيون الجواء نحو خمسة آلاف نسمة، وأنهم يعتمدون "على الزراعة والتجارة، وأرضهم خصبة جدا، تتوفر فيها المياه الصالحة للري، وهم يزرعون النخيل والقمح والبر "كذا" والشعير والذرة والفواكه والخضراوات بأنواعها المختلفة، وذلك للاستهلاك المحلي وللتصدير لبريدة والرياض والجهات الأخرى". وذكر أن في عيون الجواء مستوصف صحي ومدرسة ابتدائية أنشئت عام 1369هـ، وفيها سبعة فصول، و128 طالبا، ويديرها عبد العزيز المطلق الذي ذكر لهم أنه ستفتح مدرسة متوسط في العام القادم. وتجولوا في المدينة وشاهدوا سورها القديم وسوقها ومدرستها ومزارعها، ثم توجهوا بعدها إلى الزغيبية ووصفوا مزرعتها.
عنيزة:
توجهوا بعدها إلى مدينة عنيزة فزاروا أميرها خالد العبد العزيز السليم، الذي رحب بهم وأكرمهم، وزودهم بمعلومات عن المدينة، ثم أمر ابنه بمرافقتهم خلال تجوالهم في عنيزة. ويتحدث الكتب عن مدينة عنيزة وينقل عن حافظ وهبة أن أهل عنيزة اشتهروا "بلين الجانب، وبشاشة الوجه، وحسن لقائهم للأجانب. وهم مشهورون بالشجاعة والاستعداد التجاري بفطرتهم". كما ينقل عن كتاب جغرافية البلاد العربية لصلاح البكري أن عدد سكان عنيزة يبلغ ثلاثين ألف نسمة. وبعد حديث عن بيوت عنيزة ومزارعها ينتقل الكاتب إلى الحديث عن نهضتها التعليمية، فيذكر أن فيها سبع مدارس ابتدائية ومدرسة متوسطة وثانوية ومعهد علمي ومعهد للمعلمين. ثم يتحدث عن المستشفى الكبير في عنيزة الذي افتتح عام 1379هـ ويتسع لـ 60 سريرا ويتردد عليه يوميا 350 ـــ 400 مريض.
الرس:
زاروا مدينة الرس ورذاذ المطر ينعشهم، فوصلوا بيت أميرها فلم يجدوه فطافوا بالمدينة، وتحدث عنها الكاتب بقوله: "والرس بلدة صغيرة بها مدرستان ومستوصف صحي، وهي كسائر مدن القصيم تتميز بخصوبة الأرض ووفرة المياه، وأرضها المخضرة التي تزينها أشجار الفاكهة والنخيل.. ويبلغ تعداد سكانها نحو أربعة آلاف نسمة، وهي مشهورة بصمودها أمام إبراهيم باشا عام 1817 إذ قاومت حصاره مدة طويلة. وبسبب اشتداد المطر اضطروا إلى التوقف عن التجول في معالم الرس، وتوجهوا بسيارتهم إلى الخبراء.

الخبراء والبكيرية:
توجه الفريق بعد الرس إلى الخبراء وذكر الكاتب حسن عزت أن عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة، وأورد عنها معلومات يسيرة إذ لم يطل الفريق مقامه فيها، وسرعان ما ذهبوا إلى البكيرية التي وصلوها بعد غياب الشمس، ويتحسر على أن الظلام منعهم من التقاط صور للبكيرية، ثم يضيف "بيد أنه ليس بالبكيرية ما يميزها عن غيرها من القرى الأخرى التي مررنا بها، بل إنها شبيهة بها جميعا من حيث مزارعها الخضراء وأرضها الخصبة ومياهها الوفيرة". ولم يطل مقامهم سوى فترة قصيرة في البكيرية إذ واصلوا طريقهم إلى بريدة حيث ناموا فيها، وفي الصباح توجهوا إلى مدينة حائل وفي طريقهم إليها مروا بمزارع الدغمانية الشهيرة وتحدث الكاتب عنها.
حائل:
في سفر الفريق من بريدة إلى حائل رافقهم أخوان هما عبد الرحمن وإبراهيم الجميل، وسهلا لهم مهمتهم في حائل. وبدأ البرنامج بزيارة أمير حائل الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي، الذي كان في رحلة قنص فاستضافهم وكيل الإمارة عبد العزيز بن نميان. ويورد الكتب معلومات تاريخية وجغرافية عديدة عن حائل وأغلبه نقل عن مصادر معروفة، ثم يتحدث عن المياه في حائل ويذكر آبارها ومنها بئر سماح التي يصف ماءها بالعذوبة وقيل لهم إن لها مزايا مثل ما لمياه "فيشي المعدنية الشهيرة، فهي تذيب الأملاح وتشفي أمراض الكلى وتساعد على الهضم"، ويذكر بعدها نباتات حائل. وعن سوقها يقول الكاتب: "وفيها سوق كبيرة تروج فيها تجارة المواشي كالإبل وغيرها، ولقد اتسعت هذه السوق في السنوات الأخيرة اتساعا كبيرا جعل الحكومة تتجه إلى هدم قصر برزان الشهير لكي تخلي المكان لإقامة متاجر هناك. وقصر بزران من الآثار التاريخية المهمة في حائل". أما عن التعليم في حائل، فقد أخبرهم مدير التعليم محمد العلي المبارك أن في منطقة حائل 35 مدرسة ابتدائية، ومدرسة متوسطة ثانوية واحدة، ومعهد للمعلمين، ومدرسة ليلية متوسطة ثانوية، ومدرسة لمكافحة الأمية، ومدرسة للبنات. وأن عدد طلاب الابتدائية 3500 طالب، وطلاب المدرسة المتوسطة الثانوية في القسمين النهاري والليلي 500 طالب، وفي معهد المعلمين 208 طلاب.

الأكثر قراءة