default Author

أسئلة بلا أجوبة (١)

|

يقال دائما إنه ليس هناك سؤال بلا إجابة، فلكل سؤال جواب ولكن الواقع يقول، إن هناك سؤالين لم يتمكن أحد على وجه هذه البسيطة من الإجابة عنهما!
الأول: ما عدد الأكوان أو العوالم الموجودة؟
لنبدأ في البحث عن إجابة، هل فكرت يوما أن الشمس ذلك الكوكب البعيد الموجود معنا يوميا يتسع لمليون كوكب بحجم أرضنا؟!
وعلى الرغم من حجمها المهول إلا أن محيطها الكبير لا يتجاوز حجم رأس الدبوس بالنسبة لعرض الكون، وفي مجرتنا درب التبانة يوجد نحو 400 مليار نجم، التي يمكنك أن تراها في ليلة صافية كضباب أبيض باهت ممتد على عرض السماء.
كما يقدر عدد المجرات التي يستطيع التيليسكوب رؤيتها بـ100 مليار مجرة، التي تمثل جزءا ضئيلا جدا من مجموع المجرات في الكون، كما أن الكون يتوسع ويمتد فتتباعد المجرات بسرعة كبيرة لدرجة أن الضوء المنبعث منها قد لا يصلنا أبدا.
ومع ذلك فالطبيعة الفيزيائية على الأرض وفي المجرات البعيدة والخفية واحدة ولهم البنية الفيزيائية الذرية نفسها (إلكترونات، وبروتونات، وكواركات، ونيترونات)، التي تشكلنا حتى نحن منها!
مع ذلك، تخبرنا النظريات الفيزيائية الحديثة؛ ومن ضمنها نظرية (الأوتار الفائقة) بأنه من الممكن أن يكون هناك عدد لا نهائي من الأكوان، لكل منها خصائص مختلفة، ويتبع قوانين مختلفة وبنية فيزيائية ذرية غير التي نعرف.
وقد تتوافر شروط الحياة في بعضها وتنعدم في أخرى، معظم هذه الأكوان قد لا يوفر شروط وجود الحياة فيه، وبعضها قد توجد الحياة فيها وتنعدم في جزء من الثانية، وهذه الأكوان مجتمعة تشكل كونا متعددا شاسعا من الأكوان الممكنة في 11 بعدا، والأغرب أن النسخة الرائدة من نظرية “الأوتار الفائقة” تتنبأ بأن الكون المتعدد مكون من عشر أس 500 كون (أي رقم 1 بجانبه 500 صفر)! وهنا تتجلى عظمة الخالق وعجائب قدرته.
ولا تقف عجائب القدرة الإلهية عند هذا الحد إذ يعتقد العلماء أن هناك عددا لا نهائي من الأكوان الفرعية بخصائص متفاوتة ولتفسير هذه النظرية لجأ الفيزيائيون إلى تخيل أن هناك أكوانا متوازية تنشأ كل لحظة، التي من الممكن أن تحتوي على نسخ عديدة منك، هل تخيلت يوما أن يكون منك نسخ أخرى تشبهك تماما ولكن في عالم آخر وبمصير مختلف، فقد تكون هناك متزوج بمن تحب أو ناجح في عملك وذو منصب وفي عالم آخر أنت شخص فاشل ونكرة لا يكاد أحد يذكرك؟!
إذا هل يستطيع أحد أن يجيب عن السؤال الأزلي (ما هو عدد الأكوان الموجودة؟)، لعل العلم الحديث يسهم في إيجاد إجابة وحل لهذه المعضلة!

إنشرها