الاحتفال بالوطن

يحل اليوم الوطني هذا العام معلنا استمرار العمل لإنجاز مهم يستهدف نجاحات غير مسبوقة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية، بما لا يؤثر في مصالح الوطن وسلامته التي تؤكدها قواتنا المرابطة على الحدود ورجال أمننا الساهرون على ضمان حماية العمل الوطني في المواقع الأخرى من الوطن الكبير.
يعيش هذه الحالة المهمة كل المواطنين، ولعل أهم ما يميز احتفال هذا العام هو حالة التضامن الكبرى التي أكدها أبناء الوطن خلال فترة المقاطعة التي قررت فيها المملكة وشقيقاتها إيقاف حالة الخيانة التي عانوها سنين طوالا. خيانة قابلتها المملكة دائما بالتعقل والمنطق واحترام الجار الصغير الذي تجاوز حدوده الأخلاقية والإنسانية والدينية، ليظهر على شكل وباء، مستغلا الجِدة المالية التي كان من أهم أسبابها تعاون المملكة ودعمها من خلال تقليل حدة منافسة السوق السعودية في المجال الأهم لقطر.
هذه الحالة الوطنية انتشرت بين السكان وظهرت على أشدها في 15 أيلول (سبتمبر) كمشهد وطني جميل أثبت للجميع أن اختراق العلاقة الوطيدة بين مكونات هذا الوطن، مهما اختلفت، من المستحيلات. الشعب الذي وجد هنا راحته وأمنه واحترامه وشخصيته المستقلة، لن يفرط أبدا فيها مهما حاول أعداء الوطن أن يثبطوه أو يحركوه أو يشوهوا له صورة العاملين المخلصين من أبنائه.
اللافت في هذه الصورة الكبرى هو امتداد الفخر والحب والتلاحم بين كل مكونات الشعب صغارا وكبارا؛ إذ وجدوا في الوقوف الشجاع مع الوطن ضالتهم، ودافعوا كل بقدره على سمعة وطنهم. استخدم كل واحد ما يمكنه من الوسائل سواء كانت في مواقع التواصل الاجتماعي أو المناسبات العامة أو الكتابة.
تنوع مصادر هذا الحب والتعاطف الوطني هو ما يجعله صادقا، ويدفع بأعدائه نحو الفشل الذي سيؤدي بكثيرين منهم نحو الهروب من الواقع كما فعلوا في وقت سابق. أجمل ما شاهدت هو حالة وطنية مثلتها سيدة مسنة في الحدود الشمالية وهي تحتفي باليوم الوطني وترفع أعلام الوطن على منزلها وفي كل مكان حولها، حالة استمرت لسنوات عديدة ولكنها اكتسبت في هذا العام حلة مختلفة بعد أن اهتمت بها وسائل الإعلام وأوصلت جهدها للعالم.
هي ليست حالة شاذة وإنما لها مثيلاتها في كل مناطق المملكة، ولعل كبار السن هم أكثر الناس تشبثا بالوطن وفهما لهذه الحالة الفريدة التي تمثلها السعودية قيمة ومفاهيم وأسلوب حياة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي