الدولار يواصل مكاسبه مع تزايد توقعات رفع الفائدة الأمريكية

صعد الدولار إلى أعلى مستوى في شهرين مقابل الين وواصل مكاسبه أمام اليورو أمس بعدما تحدث مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" بنبرة تميل إلى التشديد النقدي عززت التوقعات برفع أسعار الفائدة في كانون الأول (ديسمبر).
وبعد اختتام اجتماع بشأن السياسة النقدية استمر يومين وحظي بمتابعة وثيقة من الأسواق، أبقى البنك المركزي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعا، لكنه أشار إلى أنه ما زال يتوقع رفع أسعار الفائدة مجددا بحلول نهاية العام رغم المعدلات المتدنية التي سجلها التضخم في الآونة الأخيرة.
وبحسب "رويترز"، فقد ذكر مجلس الاحتياطي الاتحادي أنه سيبدأ في تشرين الأول (أكتوبر) خفض ميزانيته البالغة نحو 4.2 تريليون دولار من سندات الخزانة الأمريكية والأوراق المالية المدعومة برهون عقارية والتي اشتراها بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، وهو ما كان متوقعا.
وأشارت جانيت يلين، رئيسة البنك المركزي الأمريكي، إلى أن النمو الاقتصادي للبلاد خلال الربع الثالث "سيتراجع" جراء التأثيرات التي سببتها الأعاصير المدمرة "هارفي وإرما وماريا"، التي ضربت الأراضي الأمريكية في البحر الكاريبي وعدة ولايات في جنوب شرقي البلاد.
وأضافت: "عندما يتم استئناف النشاط وتجري عمليات إعادة الإعمار فإنه من المحتمل أن ينتعش النمو. واستنادا إلى الخبرة السابقة، من غير المرجح أن تغير هذه الآثار ماديا مسار الاقتصاد الوطني بعد الربعين المقبلين".
وقفزت عوائد السندات أمس إلى أعلى مستوى في ستة أسابيع، وارتفع الدولار 0.4 في المائة إلى 112.610 ين بعد أن بلغ 112.725 ين وهو أعلى مستوياته منذ 18 تموز (يوليو)، وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، بنسبة 0.1 في المائة خلال الجلسة إلى 92.558 بعد أن بلغ أعلى مستوياته في أسبوعين عقب اجتماع الاحتياطي الاتحادي.
وتراجع اليورو 0.1 في المائة إلى 1.1883 دولار بعد انخفاضه 0.8 في المائة في الجلسة السابقة، حين أوقف موجة مكاسب استمرت أربع جلسات، وانخفض الدولار النيوزيلندي 0.6 في المائة إلى 0.7312 دولار أمريكي، لتضعف موجة الصعود التي سجلها في الجلسة السابقة أمام العملة الأمريكية المرتفعة على نطاق واسع.
وهبط الدولار الأسترالي نحو 1 في المائة إلى 0.7955 دولار أمريكي، وانخفضت الكرونة النرويجية 0.1 في المائة مقابل اليورو والدولار مع ترقب المتعاملين قرار البنك المركزي النرويجي بشأن السياسة النقدية، وجرى تداول الكرونة في أحدث المعاملات عند 9.36 كرونة لليورو و7.87 كرونة للدولار.
وعلى صعيد التعاملات في أسواق الأسهم، فقد ارتفع المؤشر نيكي الياباني أمس مدعوما بمكاسب الأسهم الأمريكية وتراجع الين، في الوقت الذي أبقى فيه بنك اليابان المركزي السياسة النقدية فائقة المرونة دون تغيير للتغلب على الكساد القائم وتحفيز ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ومحافظا على رؤيته المتفائلة للاقتصاد الياباني وهو ما يشير إلى اقتناعه بأن تعافيا قويا سيؤدي تدريجيا إلى تسارع التضخم صوب مستوى 2 في المائة الذي يستهدفه دون تحفيز إضافي.
وقال البنك في بيان عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية الدوري الذي استمر يومين:"اقتصاد اليابان ينمو بوتيرة معتدلة، مع دورة واضحة من الدخل إلى الإنفاق"، مشيرا إلى أن الناتج الصناعي يتحرك نحو الزيادة بفضل زيادة الطلب الداخلي والخارجي.
وأوضح يوتاكا يورا كبير المحللين الفنيين لدى ميزوهو للأوراق المالية: "بما أن القرارات النقدية الأمريكية واليابانية قد صدرت بالفعل فقد بدأ المستثمرون يبيعون لجني الأرباح بعض الشيء. في الأسابيع القليلة القادمة من المرجح أن تتحرك السوق بفعل مؤشرات الاقتصاد الأمريكي وعناوين الأخبار فيما يتعلق بانتخابات مبكرة في اليابان".
وصعدت أسهم البنوك مقتدية بنظيرتها الأمريكية توقعا لرفع أسعار الفائدة، وارتفع مؤشر قطاع البنوك ببورصة طوكيو 1 في المائة، وزاد سهم مجموعة "ميتسوبيشي يو.إف.جيه" المالية 1.7 في المائة ومجموعة ميزوهو المالية 1.2 في المائة.
إلى ذلك، انخفض الذهب إلى أدنى مستوياته في أكثر من ثلاثة أسابيع أمس في الوقت الذي كبح فيه ارتفاع الدولار وزيادة احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية في كانون الأول (ديسمبر) إقبال المستثمرين على المعدن النفيس.
وتدعم أسعار الفائدة المرتفعة الدولار وتدفع عوائد السندات للارتفاع مما يفرض ضغوطا على المعدن الأصفر المقوم بالعملة الأمريكية والذي لا يدر فائدة.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1298.06 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن لامس أدنى مستوياته منذ أواخر آب (أغسطس) عند 1294.41 دولار، وهبط الذهب في العقود الأمريكية الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) نحو 1.2 في المائة إلى 1301.20 دولار للأوقية.
وانخفض السعر الفوري للفضة 0.5 في المائة إلى 14.07 دولار للأوقية بعد أن تراجع لأدنى مستوياته منذ 25 آب (أغسطس) في الجلسة السابقة، وهبط البلاتين 0.3 في المائة إلى 938.49 دولار للأوقية بعد أن بلغ أول أمس أدنى مستوياته منذ أواخر تموز (يوليو)، وزاد البلاديوم 0.2 في المائة إلى 911.50 دولار للأوقية ليتحرك بعيدا عن أدنى مستوياته في خمسة أسابيع الذي بلغه في الجلسة السابقة.