حال المعلم
راقب الجميع الحوارات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي حول المعلمين وحالهم مع قرب بدء العام الدراسي الجديد. انتقلت الحوارات والخلاف إلى قنوات تلفزيونية استضافت الطرفين "المؤيد والمعارض". أظن الحال يكون على هذه الشاكلة في التوقيت نفسه كل عام.
قد يرى البعض أنها من قبيل النقاش غير المفيد الذي تعمر به المجالس هذه الأيام، لكن الواقع أن التعليم كاهتمام أساس لا بد أن يكون هاجسا للجميع، وأن المعلم كركيزة مهمة وطرف ثابت في المجال هو أصعب المحاور وأكثرها تأثيرا في واقع الأمر.
المعلم يحتاج إلى كثير من التشجيع، لكنه في الوقت نفسه مطالب بمزيد من العمل والبذل في سبيل المهنة المقدسة التي عليها تقوم الدول. المعلم يحتاج إلى مزيد من التأهيل للتعامل في بيئة مختلفة ومع نوعية جديدة من متلقي العلم الذين قد يكونون أكثر منه معرفة في مجالات معينة كالتطبيقات الإلكترونية، لكنه في الوقت نفسه مسؤول عن تقويم قدراته والبحث عن الجديد المفيد لطلبته.
المعلم اليوم يواجه تحديات كبرى تتمثل أساسا في دوره الحضاري ومسؤوليته التاريخية التي يجب أن يعيها ويعمل لأدائها بالشكل الملائم، لكن المعلم بشر وما يدفعه لأمر هو أهميته عنده. هنا تأتي أهمية الدور الذي تتولاه الجهات التي تعد المعلم سواء كانت التعليمية أو الإدارية.
الجامعات والكليات مطالبة بتوخي الحرص على النوعيات التي تستقبلها، أكاد أجزم أن أهم مخرجات هذه المنشآت هي المعلمون فهم في النهاية الذين يتولون بناء مستقبل البلاد وكل من يعملون فيها في المقبل من الأيام. الاختيار الحصيف هو العنصر الأهم.
ثم إن المتطلبات لا بد أن تكون أكثر تفصيلا ومباشرة للجزئيات النفسية والاجتماعية والتخصصية، ولا أقل من أن يكون المعلم خبيرا في كل هذه المجالات حتى ولو استغرق تخرجه أكثر من غيره من خريجي التخصصات الأخرى. هنا وقفة مهمة مع إمكانية التطبيق لسنتين أو أكثر كمساعد معلم ليكون جاهزا لإدارة الصف التعليمي بعد ذلك.
يبرز هنا الكيف على الكم، وليس من المفيد أن يكون لدينا عدد كبير من الخريجين بقدر أهمية كفاءتهم، والقدرات التي يملكونها كجزء مهم في تكوين الشخصية المقبلة للمجتمع. وهو يستدعي التأكد في الأساس من رغبة المعلم في العمل في هذا المجال الصعب.