الخريبة وجبالها الحمراء .. جمال رابض وسط الصحراء

الخريبة وجبالها الحمراء .. جمال رابض وسط الصحراء

لوحة جمالية، أصبحت بطبيعتها الجاذبة من أروع المواقع الأثرية في العلا، إنها الخريبة، التي استقطبت بأثارها الزوار، حتى صارت وجهة سياحية رئيسية، خاصة بعد أن أنهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مشروعا لتهيئة الموقع تضمن إنشاء مركز للزوار، وقاعة للعرض المرئي، ومركزا للأبحاث، وممرات حجرية ولوحات إرشادية وتعريفية تضم معلومات وصور عن تاريخ الموقع وآثاره.
وتتميز الخريبة بجبالها ذات اللون الأحمر القاتم، التي أصبحت متحفا مفتوحا من خلال ما عثر فيها من نقوش لكتابات ورسومات توثق للحضارة اللحيانية التي عاشت في شمال غرب الجزيرة العربية، وحكمت المنطقة قبل القرن السادس قبل الميلاد.
كما أن موقع الخريبة جزء من أطلال مدينة دادان القديمة، وهي حاضرة مملكة دادان العربية ثم مملكة لحيان التي أعقبتها في حكم المنطقة، وقد برزت سيادة دادان على المنطقة خلال القرن السابع قبل الميلاد، وامتد نفوذها إلى كثير من المواقع المجاورة، في حين امتد نفوذ مملكة لحيان من القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ودلت الشواهد الأثرية على فترات متفاوتة تجمع بين القوة والضعف لهذه المملكة التي حكمت معظم أنحاء شمال غرب الجزيرة العربية.
وتحتوي الخريبة على عدد من المواقع الأثرية من أهمها "مقابر الأسود" وهي مقابر أثرية منحوتة في الجبال على شكل أسود، و"محلب الناقة" وهو عبارة عن حوض دائري الشكل منحوت في الصخر، ويمكن النزول إلى وسطه بواسطة درجات منحوتة من الحجر، كما يوجد عدد من النقوش والصخر المنحوت، والآثار المتناثرة في الموقع، وقد وثقت النقوش في الخريبة الأوضاع الاقتصادية والسياسية والدينية والاجتماعية للحيانيين.
كما عثر في موقع الخريبة على عدد وافر من الفخار، والمنحوتات الحجرية التي تُظهر تأثير المناطق الحضارية المجاورة في مصر وبلاد الرافدين، وهو ما يؤكد دور العُلا كنقطة التقاء بين حضارات الشرق الأدنى القديم.
وسيكون الموقع ضمن المواقع التي سيبرزها الملتقى الأول للآثار الوطنية في المملكة، الذي ستنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في الفترة من 7 - 9 نوفمبر المقبل في الرياض.

الأكثر قراءة