«شل» تنقل أول شحنة نفطية من ليبيا منذ 5 سنوات

«شل» تنقل أول شحنة نفطية من ليبيا منذ 5 سنوات

كشفت مصادر في صناعة النفط أمس أن "رويال داتش شل" نقلت شحنة من 600 ألف برميل من النفط الخام من ميناء الزويتينة الليبي في أول شحنة تنقلها من ليبيا منذ خمس سنوات. وبحسب "رويترز"، فقد ذكر متحدث باسم "شل" أن ليبيا لديها موارد كبيرة، وأن "شل إنترناشونال تريديج آند شيبينج كومباني" لديها تاريخ من تسويق الخامات الليبية، مرحبا في الوقت ذاته "بفرص الأعمال الجديدة مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، بيد أننا لا نعلق على صفقات تجارية معينة". وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية "إن صناعة النفط في ليبيا تتحسن، وإن الدولة أصبحت أكثر قدرة على حل الاضطرابات والتوقفات المتكررة، ما يشير إلى أن الدولة العضو في منظمة أوبك تقترب من أن تصبح منتجًا مستقرًا مرة أخرى". وأضافت، في تقرير أن "فترات توقف المنشآت والحقول النفطية عن العمل تراجعت بشكل ملحوظ الفترة السابقة"، موضحة أنه في الأعوام السابقة، كانت فترات التوقف تستغرق أشهرًا أو حتى سنوات، لكن أي تعطل أو خروج عن العمل يتم إصلاحه حاليًا خلال أيام فقط. وفي حقل الشرارة، تعرضت المنشآت النفطية لاضطرابات متكررة خلال العام الجاري، وتوقف عن العمل مرتين خلال الشهر الجاري. وأسرع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله لزيارة الحقل، الأسبوع الماضي، متعهدًا بمراجعة الإجراءات الأمنية.
ونقل التقرير عن جيف بورتر، مؤسس مركز "نورث أفريقيا" لاستشارات مخاطر في نيويورك، أن "من التغيرات الجوهرية التي تسمح باستئناف الأنشطة بشكل سريع هي رغبة صنع الله في النزول إلى الأرض، وزيارة المواقع وتأكيد التزامه للمجتمعات المحلية. فهو يبني مستوى من الثقة كان مفقودًا لوقت طويل".
وذكرت "بلومبرج" أن صناعة النفط في ليبيا تتعافى، وتستمر الدولة في إنتاج وتصدير الخام رغم حالة عدم الوضوح وعدم الاستقرار السياسي المستمرة، ففي يوليو الماضي، ارتفع الإنتاج النفطي إلى أعلى مستوياته خلال أربع سنوات، وسجلت الصادرات مستوى أعلى خلال السنوات الثلاث الماضية.
من جانبه أوضح ريتشارد مالينسون المحلل في مؤسسة "إنرجي أسبكتس" البريطانية أن إنتاج ليبيا النفطي تعافى بشكل مثير للإعجاب، والسبب في ذلك هو سرعة التعامل مع الاضطرابات التي استجدت، "لكن أعتقد أنه ما زال من الخطأ اعتبار القطاع النفطي مستقرًا"، ولفت مالينسون إلى توترات مع الحكومة في طرابلس، مع تجاهل مطالب صنع الله بزيادة الميزانية المخصصة لمؤسسة النفط لإجراء عمليات الصيانة.
ووقعت مؤسسة النفط الوطنية، تحت رئاسة صنع الله التي بدأت مايو 2014، مجموعة من التعاقدات مع شركات أجنبية، وأنهت حصارًا فرضته مجموعات مسلحة على موانئ نفطية، واستأنفت عمليات التصدير والعمل داخل الحقول النفطية، آخرها حقل الشرارة الذي عاد إلى العمل ديسمبر الماضي بعد إغلاق استمر عامين، ووصل إنتاج ليبيا من الخام في يوليو الماضي، إلى 1.02 مليون برميل يوميًا، وفق بيانات "بلومبرج".
وأشار ديريك بروير، مسؤول البحث في مؤسسة "بيتروليون بوليسي" البريطانية، إلى أنه من المتوقع أن يصل إنتاج الخام إلى 1.2 مليون برميل يوميًا نهاية العام الجاري، في حال استمر الوضع، لكنه حذر أيضًا من أن احتمال حدوث اضطرابات لا يزال مرتفعًا، مضيفًا أن "الاستقرار الحقيقي سيأتي عندما تبدأ جميع الأطراف في الحصول على جزء من أرباح النفط".
وعاد حقل الشرارة النفطي إلى العمل بشكل طبيعي، بعد اختراقات أمنية تعرض لها الأسبوع الماضي، ويعد هذا الحقل هو الأكبر في ليبيا إذ كان ينتج ما يصل إلى 280 ألف برميل يوميا.
وتضمنت الاختراقات الأمنية سرقة سيارات وهواتف محمولة على الطرق التي تربط بين الحقل ومنشآت النفط والغاز المحيطة، وقال مهندس يعمل في حقل الشرارة "إن الاختراقات عرقلت العمليات، ما تسبب في انخفاض الإنتاج بما لا يقل عن 130 ألف برميل يوميا".
وصدر بيان عن المؤسسة الوطنية للنفط بعدما تفقد رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله حقل الشرارة مع عدد من كبار المسؤولين في قطاع النفط سعيا إلى طمأنة العمال على سلامتهم وأمنهم.
وقال البيان "تمت مناقشة التمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة وضرورة مراجعة الوجود الأمني في المواقع بناء على دراسة تحليل المخاطر"، وأكد البيان ما ذكرته بيانات سابقة لمؤسسة النفط من أن الاختراقات الأمنية هي "أحداث فردية" وأنه تمت معاقبة الجناة. وأشار البيان إلى تتبع سيارتين مفقودتين.
وتدير مؤسسة النفط حقل الشرارة بالشراكة مع شركات النفط ريبسول، وتوتال، وأو.إم.في، وشتات أويل، ويمثل إنتاج الشرارة أمرا مهما لانتعاش إنتاج النفط الليبي، الذي ارتفع إلى أكثر من مليون برميل يوميا في أواخر حزيران (يونيو)، بما يعادل نحو أربعة أمثال مستواه في الصيف الماضي.

الأكثر قراءة