«الحمار» يستنهض «الحيوانات»في مزرعة تيريزا ماي

«الحمار» يستنهض «الحيوانات»في مزرعة تيريزا ماي

الأسبوع الماضي كانت هناك جهات تحض تيريزا ماي على أن تطرد من وزارتها "الحمير" الذين كانوا يتآمرون لإخراجها من السلطة. هذه تبدو وكأنها رسالة من إعداد الروائي جورج أورْويل نفسه (مؤلف رواية "مزرعة الحيوانات"). ماي التي لديها أغلبية ضئيلة في المزرعة، أغلقت الحظائر ليلا، لكنها كانت متعبة للغاية إلى درجة أنها نسيت أن تسحب الهواتف من أيدي الحيوانات.
وما أن أطفأت النور في غرفة نومها حتى أخذت تظهر تحركات في المزرعة. انتشرت أقوال على "واتساب" تقول إن الحمار العجوز يرغب في التحدث مباشرة إلى البهائم الأخرى في الوزارة. كان هذا أمرا غير مألوف، على اعتبار أن الحيوانات افترضت أن الحمار العجوز أصابه القنوط وأن الثورة ستنطلق على يد الحصان، أو التيس، أو ربما حيوان اللاما، وهو شخصية تريد التحديث وبمقدورها اجتذاب الشباب إلى المزرعة. مع ذلك احتشدوا جميعا في الحظيرة الكبيرة.
قال حيوان يصف نفسه بأنه مصدر مقرب من الحمار، وكان يشبه الحمار: "أيها الرفاق، لقد سمعتم أخبارا غريبة في وسائل الإعلام".
وأضاف: "إذا حكمنا مما نراه في العناوين الرئيسة، فلا أظن أني سأكون معكم لفترة شهور طويلة بعد الآن. وهذا هو الأمر الذي أرغب في أن أحدثكم به".
"أيها الرفاق، ما طبيعة هذه الحياة التي نحياها الآن؟ دعونا نقولها بصراحة، إن حياتنا تعيسة، ومجهِدة، وقصيرة. أي وزير يصمد في المنصب ستة أشهر فقط. لا شيء يولد في ميزانية الربيع يظل صامدا حتى الخريف".
"نحن منتخَبون، وأُعطينا مسؤوليات لا نعلم عنها شيئا، والقادرون منا يُفرَض عليهم العمل حتى يسقطوا من الإعياء. حياة الوزير هي مثال للبؤس والعبودية. هذا الصباح فقط تم إرسال عدد منا على قطار الساعة 6.13 صباحا إلى بروكسل، وأُعيدوا على قطار الساعة 10.56. ليس هناك بالكاد وقت لتنظيم حملة للقيادة".
"هل هذا مجرد جزء من نظام بريكست؟ كلا أيها الرفاق، وألف كلا. هذه المزرعة الوحيدة التي نعيش فيها تستطيع أن تطلق أكثر من عشرة تشريعات محلية، وعددا من التقارير الرسمية، وحتى الغزو الأجنبي الغريب".
"فلماذا إذن نستمر في هذا الوضع البائس؟ وضعنا يتلخص في كلمة واحدة لا غير – المرأة. المرأة هي عدونا الحقيقي. إذا عزلنا المرأة من المشهد، فإن السبب الأساسي للجوع والإجهاد سيزول إلى الأبد".
عند هذه اللحظة صدرت ضجة هائلة. قال عدد من الحيوانات إنهم هم أيضا من النساء، وإنهن كن في الغالب حتى أكثر جوعا من الرجال، رغم أنهن يقمن بعمل أكثر. لكن الحمار كان طاعنا في السن وغارقا في ذكوريته ومصابا بصمم بالغ، لذلك واصل المصدر المقرب منه كلامه.
"المرأة هي الوحيدة من بيننا التي تستهلك دون أن تُنتج. فهي لا تعطي مقابلات مثيرة للاهتمام، وليس لديها إحساس بكيفية زيادة الإنتاجية في المزرعة، ثم إنها ضعيفة بشكل بالغ إلى درجة أنه لا قدرة لديها على إخافة حتى كوربين (زعيم حزب العمال) حين يسرق ما لدينا من خبز وزبدة".
"ومع ذلك هي سيدة جميع الحيوانات. نحن الذين نحرث الأرض، وروثنا هو الذي يسمِّد دورة الأخبار، ومع ذلك لا تجد أي واحد منا يرتدي بنطالا بقيمة ألف جنيه".
"بالنسبة لي، أنا لا أتذمر. لقد فزتُ في عدة انتخابات. وسرعان ما سأقضي بقية أيامي في منتجع ممول بشكل جيد على الساحل الجنوبي. هذه هي الحياة الطبيعية للحمار. لكن لا يستطيع أي حيوان آخر أن ينجو من السكين القاسية في النهاية. أقول لك يا بوريس (جونسون، وزير الخارجية)، ألم تهددك المرأة بأن تخنقك مثل كلب مايكل هازلتاين (نائب أسبق لرئيس الوزراء البريطاني)؟ وأنت يا فوكس (وزير الدولة للتجارة الدولية)، ماذا سيكون مصيرك حين تأتي خالي الوفاض بدون صفقات تجارية بعد 20 شهرا من الآن؟".
"فما الذي يجب علينا أن نفعل والحال هذه؟ أقول لكم. يجب أن نعمل ليل نهار من أجل الإطاحة بالمرأة. تذكروا دائما أن واجبكم هو معاداة المرأة. كل من يستمر لمدة سنتين هو عدو لنا. سنتان هما عنوان البؤس، فما بالكم بأربع سنين؟".
أنصتت الحيوانات باهتمام. كانوا يعلمون أن الحمار على حق. لكنهم يعلمون أيضا أن العمل من أجل الإطاحة بالمرأة يمكن أن يصطدم بعدد من العطلات الصيفية التي تم الإعداد لها منذ فترة طويلة.
كان الجو شديد الحرارة وكانوا مجهَدين للغاية. لذلك عادت الحيوانات إلى حظائرها، وأنشأت مجموعة جديدة على "واتساب"، قررت فيما بينها أن من الأسهل الإبقاء على المرأة والتخلص من الحمار بدلا من ذلك.

الأكثر قراءة