default Author

تطبيق الإجراءات .. بين الصرامة والإقناع «1من2»

|

قد يكون أسلوب تنفيذ القواعد وحده غير كاف لتحقيق أعلى مستويات الامتثال، بل يجب أن يكون مقرونا بمعايير اجتماعية.
يتطلب الالتزام بالإجراءات في بعض الأحيان، إجبار الأشخاص على تطبيقها. فعندما يتعلق الأمر بالقوانين واللوائح الواضحة، تكون عواقب عدم الالتزام بها مصممة لرفع مستويات الامتثال لها إلى أقصى حد، وعادة ما ينجح هذا الأسلوب، ولكن في ظروف أخرى، قد تكون الليونة مطلوبة. فعلى سبيل المثال، تشجيع توفير الطاقة أو إعادة التدوير، أو دفع الموظفين للمشاركة في مشروع تطوعي أو استخدام منصة وسائل الاتصال الاجتماعي، قد تكون أمورا بسيطة لكنها تؤثر في الشركة بشكل كبير. وببساطة فإن "فرض القواعد" ليس بالأمر الكافي لتغيير سلوك الأفراد.هنا يأتي دور "المعايير الاجتماعية". فعلى خلاف نهج التطبيق الصارم للوائح، الذي يشجع على أسلوب الإدارة والتوجيه الهرمي (من أعلی إلی أسفل)، فإن استغلال الأعراف الاجتماعية - يفية تعامل الآخرين مع عمل منشود أو تقييم جدواه وإلى أي مدى سيعود بالنفع على المؤسسة – من شأنه تحفيز الآخرين علی العمل.
ولكن إلى مدى يعتبر استخدام المعايير الاجتماعية أسلوبا فاعلا ينبغي على المديرين النظر فيه، بهدف تسهيل التعامل مع الإجراءات أو الاتجاهات الاستراتيجية الجديدة؟ وهل ينبغي اعتماد هذا الأسلوب إلى جانب أسلوب الترهيب من العواقب؟
في هذا الإطار، أصدرت ورقة عمل أخيرا: "هل الجيران محتالون؟"، تمحورت الدراسة حول الامتثال للضريبة العقارية في ليما، البيرو، لمعرفة إذا ما كان السكان يُقدمون على دفع الضرائب في حال تيقنوا من قيام جيرانهم بتسديد ضرائبهم. ومقارنته بحالات أخرى تم فيها اتباع أسلوب الترهيب من العواقب.
الامتثال الضريبي هو بمنزلة الإطار المثالي لدراسة هذا التأثير، حيث إن أسلوب الردع وحده (معدلات المراجعة الحالية والعقوبات) لا يمكنه تبرير مستويات الامتثال الملحوظة. من جهة أخرى، من الملاحظ في الأسواق الناشئة، أن أسلوب الالتزام باللوائح هو السائد في المؤسسات. وبعض الدوافع التي تحفز على ذلك، يجب أن تنبع من القيم الاجتماعية أو الثقافية السائدة، ولكن لم يتم توثيق ذلك حتى الآن بتعمق.

الإنفاذ مقابل الإقناع
في الدراسة التي أجريت في بلديتين بمقاطعة ليما، تم إرسال رسائل رسمية لمجموعات عشوائية من السكان قبل عشرة أيام من موعد استحقاق الضريبة عن مستوى الامتثال ومستوى صرامة تطبيق البلدية للإجراءات، أو كليهما،. أما المجموعة الأخيرة فأرسلت إليها رسالة تذكير بالدفع فقط.

إنشرها