الصورة المزيفة للمرأة في الإعلانات

الصورة المزيفة للمرأة في الإعلانات

تحتل الإعلانات التجارية نسبة كبيرة من مجمل مدة البث على شاشة التلفاز، وعلى معظم وسائل التواصل الاجتماعي أيضا، وتزداد تلك الإعلانات في المواسم والأوقات التي يتركز فيها وجود كل أفراد العائلة أمام الشاشة كوقت الإفطار في رمضان، ما يزيد من مردود ذلك الإعلان وتأثيره في المتلقين. الملاحظ في تلك الإعلانات وجود المرأة المفرط باعتباره أمرا إيجابيا من الناحية الاقتصادية. الأمر الإيجابي في الموضوع هو التزام وكالات الدعاية والإعلان بتصميم إعلانات مخصصة للمعلنين في السعودية كأكبر سوق للإعلانات في المنطقة، بما يتناسب مع قيم المجتمع، ويتواءم مع البيئة السعودية ويحترمها، وبما يحفظ كرامة المرأة عن مفهوم المرأة السلعة، وتجنب إقناع المستهلك بالسلعة من خلال جسدها أو ابتذالها.
تبقى المشكلة الأكبر وهي مضمون وسيناريو الإعلان الذي بات لا يخلو من التفاهات ومخاطبة العقول بإسفاف. فكثير من الإعلانات تصور المرأة العربية فيه بالإنسان السطحي والاتكالي الذي لا هَمَّ له سوى الأشياء المادية كإفراط الأكل، ونوع اللباس، ولون الحقيبة، وماركة الحذاء، أجلكم الله، وتربط سعادتها في الإعلان بتوافر تلك المتطلبات البسيطة التي لا تعدو كونها في الحقيقة من الكماليات، والبعض الآخر منها يرسم ابتسامتها ويحصر جمال حياتها على "مودم" الإنترنت لتتابع ما فاتها من مسلسلات الشاشة، ويظهرها بمظهر المستهتر بالوقت غير المبالي إلا بالاستمتاع السطحي بما يُبَث ويُنَشر. ما تظهره الدراسات الحديثة أن تأثير الإعلانات في الرأي الجمعي كبير جدا، وكفيل بتكوين صورة نمطية لسلوك ما يراه المشاهد أمامه باستمرار، وهنا يكمن الخلل.
لا يوجد في القانون ما يجرم تلك النصوص والإيحاءات، ولكنها أخلاقيات المهنة، واحترام صورة النصف الجميل المكافح الراقي من المجتمع. المرأة العربية والسعودية على الخصوص تمثل اليوم العقل الكبير الرزين، والإنسان المجد الباذل لأسرتها، والمشاركة المتميزة في خدمة مجتمعها وتنمية وطنها، وهذه هي الصورة التي يجب أن تظهر.

الأكثر قراءة