المشراق

أعظم بئر في جزيرة العرب .. من السموأل إلى اليوم

أعظم بئر في جزيرة العرب .. من السموأل إلى اليوم

أعظم بئر في جزيرة العرب .. من السموأل إلى اليوم

أعظم بئر في جزيرة العرب .. من السموأل إلى اليوم

أعظم بئر في جزيرة العرب .. من السموأل إلى اليوم

تقع مدينة تيماء في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية على حافة النفود الكبير الغربية، وتتبع لمنطقة تبوك، وإذا جاء الحديث عن تيماء فكلنا سيتذكر الشاعر الجاهلي السموأل بن عادياء صاحب القصة المعروفة في الوفاء، الذي ضرب به العرب المثل في الوفاء. والسموأل من أهل تيماء وكان زعيمها آنذاك وهو القائل:
بنى لنا عاديا حصنا حصينا
وماء كلما شئت استقيت
والحصن الذي بناه عادياء جد السموأل هو الأبلق الفرد، وهو المقصود بالمثل الشهير المنسوب للزباء "تمرد مارد وعز الأبلق"، والأول حصن دومة الجندل، وقد قالت الزباء، وهي من ملكات العرب، هذا المثل بعد أن عجزت عن إخضاع هذين الحصنين. وأطلال حصن الأبلق لا تزال باقية تغطيها الأنقاض والأتربة، ويقول الشيخ حمد الجاسر "وهو مبني من الحجارة لا من اللبن وآثاره تدل على العظمة والقوة"، وذلك في معرض رده على ياقوت الحموي، الذي قال في معجم البلدان عن هذا الحصن "إنه على رابية من تراب فيه آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنها من العظمة والحصانة وهو خراب". أما الماء الذي ورد ذكره في بيت السموأل فهو بئر هَداج، وقد كتب عنه محمد السمير بحثا صافيا، أفدت منه كثيرا في هذه المقالة. ويرجح بعض الباحثين أن حفر هذه البئر كان في القرن السادس قبل الميلاد.. ويعتبر "هَداج" تيماء أعظم بئر في الجزيرة العربية بل وأشهرها، ويقال إن هذه البئر قد تعرضت للطمر حينما أصيبت تيماء بكارثة فيضان، وبقيت مطمورة حتى أتى رجل إلى تيماء اسمه سليمان بن غليم وحفر البئر، وما زال كثير من أهل تيماء ينتسبون إلى هذا الرجل.
وكان فيلبي كما يذكر الأستاذ محمد السمير أول من كتب عن "هَداج" وأخذ صورة فوتوغرافية للبئر بحالتها القديمة، وذكر فيلبي "أنها كانت موردا لكثير من قوافل الجمال وقطعان الماشية التي تقصدها من أماكن بعيدة للسقيا، هذا علاوة على أن الواحات الزراعية المجاورة كانت تروى من مياه هذه البئر، وتستطيع البئر أن يسنى عليها بـ 99 جملا دفعة واحدة أثناء فصل الصيف القائظ، وتنقل المياه من البئر بواسطة قنوات يبلغ عددها 31 قناة معمولة من الحجارة"، ويبلغ محيط فوهة البئر 65 مترا. وقد ظلت "هَداج" تيماء تجود بالماء الغزير مئات السنين، لكن قل ماؤها في العقود الأخيرة، بسبب قيام المزارعين المجاورين لـ "هَداج" بحفر آبار ارتوازية داخل مزارعهم.
وقد ساءت حالة هذه البئر العظيمة وتشوهت ملامحها بسبب الإهمال إضافة إلى أعمال الطمر التي تمت حولها، وقد تنبه المخلصون والناصحون لهذا الخطر الذي يهدد أثرا من أهم وأبرز آثار تيماء والجزيرة العربية، ووجه أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان الجهات المسؤولة للاهتمام بها وترميمها، وتم ذلك بالفعل، وبنيت الأجزاء المتهدمة من جدرانها بنفس الأسلوب المتبع في طيي البئر، ورصفت حواف البئر، ووضع سياج حديدي لحماية البئر من العبث والتعدي ورمي المخلفات.
"هَداج" في الأمثال والأشعار:
وقد ضربت الأمثال بـ "هَداج" تيماء، وشبه به الرجل الكريم، وانتشر ذكر هذه البئر في الشعر النبطي، يقول الشاعر المشهور زيد بن غيام، راثيا التاجر المعروف هلال بن فجحان الديحاني:
ياوي والله طيب من خيارنا
واحد ويسوى من الجموع هيال
اللي لنا مثل هَداج تيما
عين تذكر للرجال شمال
ويقول أحد الشعراء مادحا أحد الفرسان:
ليا اعتلى حس التفك والرزيما
لاذن خفرات الموانع بصمصيم
فان قيل منهو قلت هَداج تيما
عد قراح الملتجي للدواهيم

ويقول ناصر الزغيبي:
هَداج تيما ما تواني سوانيه
ما ينعرف ورده من الصادريني

ويقول الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري:
وعينٍ عسى المولى يعجل فرجها
يفوح ناظرها كما عين هَداج
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق