شذرات
في هذه الرباعيات المترجمة (تركيب شعري في العديد من بلدان العالم)، يحاول بيسوا أن يذيب كتابته في نوع أدبي وفي حساسية معينة، خاصتين بطائفة ما. يحاول أن يحذف أيضا تلك الرباعيات التي وجد بأنها "شخصية" جدا. ما يؤكد ذلك ملاحظاته التي كتبها على هامش هذه الأوراق الستين. من هنا يبدو أن هذا المشروع في نزع الصفة الشخصية عنها، هو في الوقت عينه، مشروع أكيد وملطف. مشروع أكيد، لأن هذه المحاولة في نزع "الشخصانية" المشتهاة، تلتقي بتلك الحركات المتعاقبة لذلك "البحث/الرفض" للهوية، الذي يشكل العنصر المؤلف الحقيقي لعمل بيسوا الأدبي برمته. عمل أكيد، لأن هذه الرباعيات تشكل جزءا من ذلك التيار الكبير الذي افتتحه شعراء التروبادور الغالسيين/البرتغاليين منذ القرنين الثالث عشر والرابع عشر والذي اجتاز "عصور الشعر الشفاهي والمكتوب، العليم والساذج" (كتاب أنطولوجيا "شعراء التروبادور الغاليسيين- البرتغاليين" منشورات p.o.l، فرنسا العام 1987).