ويشير ابن النديم إلى أن صاحب المكتبة أبي بعرة ذكر أن "رجلا من أهل الكوفة ذهب عني - أي ابن النديم، اسمه كان مشتهرا بجمع الخطوط القديمة، وأنه لما حضرته الوفاة خصه بذلك لصداقة كانت بينهما، وأفضال من محمد بن الحسين عليه، فرأيتها وقلبتها فرأيت عجبا، إلا أن الزمان قد أخلقها وعمل فيها عملا أدرسها وأحرفها وكان على كل جزء أو ورقة أو مدرج توقيع بخطوط العلماء واحدا إثر واحد، يذكر فيه خط من هو، وتحت كل توقيع توقيع آخر، خمس وست من شهادات العلماء على خطوط بعض لبعض".
وأضاف: "ورأيت في جملتها مصحفا بخط خالد بن أبي الهياج صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه -، ثم وصل هذا المصحف إلى أبي عبد الله بن حاني، ورأيت فيه بخطوط الحسن والحسين، ورأيت عنده أمانات وعهودا بخط أمير المؤمنين علي، وبخط غيره من كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن خطوط العلماء في النحو واللغة مثل أبي عمرو بن العلاء وأبي عمرو الشيباني والأصمعي وابن الأعرابي وسيبويه والفراء والكسائي، ومن خطوط أصحاب الحديث مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم".
ويفيد ابن النديم بأنه رأى ما يدل على أن النحو عن أبي الأسود وحكايته، وهي أربع أوراق أحسبها من ورق الصين، ترجمتها هذه كلام في الفاعل والمفعول من أبي الأسود بخط يحيى بن يعمر".
ويوضح أن تحت هذا الخط بخط عتيق خط علان النحوي وتحته خط النضر بن شميل، وهو من علماء النحو واللغة.
ويحكي أنه عند وفاة محمد بن الحسين المكنى أبي بعرة "فقدنا القمطر وما كان فيه فما سمعنا له خبرا ولا رأيت منه غير المصحف هذا على كثرة بحثي عنه".
أضف تعليق