العويس بالمزاد

الأندية الرياضية مؤسسات قائمة يحفز توفر المال القائمين عليها من أجل مزيد من العمل والمحافظة على مكتسبات المراحل السابقة، التي يمكن أن نعبر عنها بأنها مكتسبات الإدارات السابقة؛ فلكل رجل شخصيته، ولكل شخصية حضورها؛ فالعجز المالي خلال فترة الركود الحالية غير من قوانين العمل في مجال الاحتراف؛ فلم تعد قوة الفوز بالصفقة الأغلى هي الطموح بمقدار توفير الرواتب الشهرية لمنسوبي النادي من دون انقطاع أو تأخير؛ فالسباق المحموم بين رؤساء الأندية خف بريقة ونزع منه إطار الصورة؛ فتلاشى بريق الإعلام، وبقي العمل الحقيقي ينادي بالتنظيم وتخفيف الأحمال عن كاهل الخزينة.
الليث الشبابي يملك أبرز من يقف بين الخشبات الثلاث وليد عبدالله ومحمد العويس، غير أن إدارة القريني عاجزة عن بقائهما حتى الآن لعدم قدرتها على دفع فاتورة تجديد عقد أيٍّ منهما، ما فتح باب المزاد من أجل الظفر بخدماتهما خاصة محمد العويس الذي يشهد صراعاً قوياً بين الهلال والأهلي فكلاهما يحتاج إليه في هذا المركز، وكلاهما لديه القدرة على دفع ما يريده النجم الذي عجز ناديه عن الوفاء بالتزاماته تجاهه وزاد من مسافة الفرقة بينهما والاختلاف مشاكل حاضرة أبعدته عن الوقوف في مكانة المعتاد يذود عن مرماه بسبب رؤية المدير الفني سامي الجابر، ما جعل الحارس العويس يعيش ضغطاً نفسياً أثر على وجوده داخل النادي وأشغله إعلامياً خارج أسواره فكانت الفكرة الناجحة برأيه والقرار الحاسم بالخروج عمن لم يقدر الموهبة ويدفع القيمة الحقيقية التي تعطيه قدره الذي يستحق.
إدارة الشباب غائبة عن المشهد وهي حاضرة فلا صوت لها سوى بيان وزع على وسائل الإعلام يذكر رفض اللاعب العرض المقدم، وبأن فرص تجديد عقده باتت ضئيلة وشبه مستحيلة ومن بعدها لم نر جهداً أو سعياً منها في تغيير بوصلة المفاوضات باتجاه بقاء اللاعب والمحافظة عليه، بل تركت الباب مشرعاً لهذا السباق وكأنها لبست ثوب جاسم الياقوت في وقت سابق، الذي نجح من خلاله في إدارة صفقات ناديه لتصل لمبالغ فلكية غير أن ذكاءها خانها؛ فالعويس سيدخل الفترة الحرة، وسيكون مشابها لانتقال عبدالملك الخيبري للهلال بدون مقابل، ولن يكون لها سوى الذكرى القديمة وبقايا أوراق عقد انتهت فترته فلم يعد يسمن أو يغني من جوع.
جماهير الليث تتجرع الحسرة والمرارة جراء ما يدور داخل أسوار النادي؛ فأين كانت أحلامها في السابق؟ وأين هي من واقعها الصعب الآن وهي تدرك أن التغيير غير ممكن ودوام المحال من المحال؟ فكل الأندية غيرت استراتيجية التخطيط والبناء لصعوبة توفير السيولة؛ فالقيادات في الأندية باتت تنفيذية وليست صاحبة قرار كما في السابق؛ فالنزول بمستوى الطموحات لم يعد حكراً على الليث بل سيلحق به الكثير من الأندية بعد ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي