نظرة خاصة لسجناء الديون

في برنامج تلفزيوني تحدث الكاتب الدكتور شاهر النهاري عن زيارة قام بها لسجن في محافظة جدة بدعوة من المديرية العامة للسجون التي تبدي انفتاحا مشكورا نحو الإعلام. وأشار الزميل العزيز إلى ناحية مهمة وهي معاناة سجناء الديون والحقوق الخاصة لشعورهم أنهم لم يقترفوا جرما متعمدا وإنما وقعوا في حسابات غير صحيحة عند ممارستهم التجارة أو إدارة شؤونهم المالية وهو ما ترتبت عليه ديون لا طاقة لهم بسدادها دفعة واحدة، ولذا انتهى بهم الأمر إلى السجن حيث أصحاب الجرائم المنوعة. وفي ذلك ما يتبعه من ألم نفسي لهم ولعائلاتهم وما يلحق بسمعتهم حاضرا ومستقبلا من أثر سلبي. ويضاف إلى ذلك أنه أثناء بقاء المدين في السجن لا يستطيع متابعة أعماله والعمل على تسديد الدين المطلوب منه في أسرع مدة ممكنة. وهنا قد يلجأ لطلب المساعدات وهو ما لا يريده لأن في ذلك خدشا لكرامته التي ظل يواصل العمل ليلا ونهارا للمحافظة عليها. واقترح الدكتور النهاري فكرة أرجو أن يسمح لي بمشاركته في طرحها. ملخصها أن تكون هناك نظرة خاصة لسجناء الديون والحقوق الخاصة بضوابط تقوم على وضعها ورشة عمل متخصصة مستفيدة من تجارب بعض الدول التي عالجت هذا الجانب بأسلوب حضاري وحققت تجربتها نتائج إيجابية. ولن تتم هذه النظرة الإنسانية العادلة إلا بتوجيه من ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي يسير على خطى الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- في تلمس كل الجوانب الإنسانية التي تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي التي تنص على الأخذ بجانب الرفق واللين دائما مع السجناء الذين ليس لهم سوابق أو أن فعلهم لم يكن متعمدا لإلحاق الضرر بالآخرين. ومن المقترحات التي طرحها الدكتور النهاري في ثنايا حديثه التلفزيوني أن يمنع من يحكم عليه بالسجن بسبب الديون من السفر وأن تكون له إقامة جبرية في منطقة محدودة ويراقب ذلك بسوار المراقبة، وأضيف أنا أن تحدد له مدة للعمل والإنتاج وسداد دينه على أقساط، فإن فشل وثبت تلاعبه وتساهله أدخل السجن كمرحلة أخيرة، أما إن دخل السجن منذ البداية فإنه يصعب عليه تسديد الدين، ويظل هو وأمثاله عالة على السجون التي تشتكي من كثرة سجناء الحقوق الخاصة في انتظار من يسدد عنهم.
وأخيرا: هي فكرة إنسانية وأثق أنها ستجد التجاوب من ولي العهد الذي لديه في أجهزة وزارة الداخلية من يستطيع دراسة الفكرة من جميع جوانبها بمشاركة المختصيين في وزارة العدل لضمان نجاح تطبيقها الذي يمكن أن يبدأ بتجربة لقياس النتائج ثم تعمم، وفيها الخير الكثير -بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي