المشراق

فيليبوس .. العربي الذي حكم روما

فيليبوس .. العربي الذي حكم روما

فيليب أو فيلبوس، أو ماركوس يوليو فيليبوس قيصر روماني عربي الأصل والمنشأ، مولده في بصرى، بحوران قرب دمشق. كان أبوه من رؤساء البادية، يعيش من الغزو، ونشأ هو نشأة علمية، فكان رئيس محكمة في عهد القيصر الروماني جورد يانوس، وسافر معه في زحفه لقتال الفرس. وثار الجند على القيصر فقتلوه سنة 244م. واتفقوا على تولية فيليب إمبراطورا. وقيل كان هو المحرض على قتل القيصر، ولبس الثياب الأرجوانية على عادة قياصرة الرومان، وعقد الصلح مع سابور ملك الفرس، وتنازل له عن العراق، وذهب إلى روما، فاعترف به أهلها قيصرا، وأقيمت باسمه -وهو في روما سنة 248م- مهرجانات الاحتفال بمرور ألف سنة على بنائها. أعاد بناء عمان، وجعل مدينة بصرى مسقط رأسه عاصمة، ومنحها حقوق العواصم الرومانية، شن حملات متلاحقة على القوط، خرج عليه عصاة في الغرب فأخضعهم، وثار آخرون فقصد حربهم، فاغتاله بعض جنده غدرا في فيرونا وهو دون الـ 50 من عمره سنة 249م. وجاء في الموسوعة العربية عنه: "تذكر بعض مصادر تاريخ حياة فيليب، أخبارا عن تسامحه مع المسيحيين، الذين كانوا يعانون اضطهاد أباطرة روما، وهي أخبار فسرها بعض المؤرخين المسيحيين من القرن الرابع وما بعد، على أنها مؤشر على إيمان فيليب بالمسيحية، في حين ينكر مؤرخون آخرون هذا التفسير ارتكازا على شواهد أخرى، وإن كانت حوادث التسامح أوضح في تاريخ هذا الإمبراطور. كما يؤكد كثير من المصادر والمكتشفات الأثرية، أن فيليب عبَّر، خلال فترة حكمه، عن عميق انتمائه ووفائه لوطنه، وذلك عن طريق إبراز عناية فائقة بمسقط رأسه فيليبوبوليس، لدرجة دفعت بعض الآثاريين إلى القول إنه أراد أن يباهي فيها روما عاصمة العالم المعروف وقتئذ، لذلك أحاطها بالأسوار المنيعة المحصنة بالأبراج الدفاعية والمزينة بالبوابات الفخمة المبنية على أشكال أقواس النصر، وخططها على الطريقة الشبكية، حيث يخترق المدينة شارعان رئيسان متعامدان مرصوفان بالحجارة البركانية المنحوتة، ويؤديان إلى ساحة عامة «فوروم»؛ تزينها الأقواس الحجرية السوداء، وتنتشر على أطراف الشوارع مجموعة من المباني العامة والخاصة كالمعابد المهيبة والقصور الفخمة المزينة بأجمل لوحات الفسيفساء والحمامات والملاعب والمسارح على الطراز الروماني، وتصلها المياه النظيفة، وتطرح مياهها المالحة عن طريق قنوات مغطاة كأفضل ما يكون تخطيط المدن في ذلك العصر. ولعل من أجمل ما تبقى من هذه الأوابد، المبنى الجنائزي لأسرة الإمبراطور «فيليبون» المزين بالأعمدة الإيونية والمشاهد ذات النقوش الجميلة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق