Author

الهروب غربا

|
تخرج سعدية من غرفة القسطرة وتضع على رأسها شالا وتتوجه نحو المطعم المجاور للمستشفى حيث تلتقي صاحباتها كل يوم. يشكو الممرضون والأطباء من سلوك سعدية الخطير وهي تتحدى كل تعليماتهم وترفض الانصياع للأوامر التي تسجل في قائمتها الطبية، لكنها تصرخ وتتحدى الطبيب البريطاني من أصل هندي، وتقول: أنت تحاول أن تسجنني. يأتي الممرض المغربي ليقيس ضغط سعدية ونبضها وحرارتها فتحاول أن تغيظه بتعليقاتها الساخرة على المغاربة الذين يعيشون معها في المجمع الحكومي نفسه، الذي تقدمه لهم الحكومة البريطانية، وكيف أنهم تركوا الشقق التي حصلوا عليها ولم يبق منهم أحد بسبب الشكاوى التي كانوا يتبادلونها. تعيش سعدية تحت قانون الحماية البريطاني الذي يمكنها من الحصول على منزل مدعوم من الدولة، بل إنها يمكن أن تتملك تلك الشقة، وتعد الدولة الدفعات الأولى جزءا من أقساط التمليك في المستقبل. علاج سعدية على حساب الحكومة البريطانية حيث أجريت لها عمليتا قسطرة تكلف الواحدة منهما مئات الآلاف من الجنيهات. كل هذا حصلت عليه السيدة الذكية بناء على قدرتها على إقناع الحكومة البريطانية بأنها لاجئة وتواجه خطر الموت إن هي عادت لدولتها الأصلية. سعدية قصة طويلة يمكن أن تقرأها على وجه المرأة، قتل زوجها الأول على الحدود، ومنذ ذلك الوقت خرجت هي وأسرتها لأوروبا، حيث يعيشون حياة هي أفضل بكثير مما لو بقوا في دولتهم الأساس. تتحدث سعدية عن أسرتها وهي التي تملك والدتها فيلا في مدينة لندن، وأختها محامية في أستراليا، إلا أن حظ سعدية واثنتين من أخواتها لم يكن مثل بقية العائلة، لكنهن يعشن على ما تقدمه الحكومة البريطانية. بدأت الرواية بهروب سعدية بطفلها لأوروبا حيث قابلت رجلا سويديا ووقعت في غرامه وتزوجا لتنجب منه ابنة وابنا تفتخر بهما، لكن طلاقها من زوجها صنع حالة من الضياع للفتاة وأخيها. الفتاة تدرس علوم الجريمة في لندن وتحصل على ما يكفيها من والدها السويدي، أما الابن فهو لا يزال في الثانوية ويواجه خطر الضياع مع مغريات الغرب وقلة الرقابة التي لا تستطيع أن تحققها الأم المشغولة بصحتها. مرادي هنا هو أن أذكر بأمور أساسية تجعل الغربيين يتخوفون من أعداد اللاجئين التي تزداد، وكنت أستغرب ذلك، لكنني فهمت بعدما راقبت سعدية ... وغدا أكمل لكم.
إنشرها