وزير الطاقة: دورة انخفاض أسعار النفط شارفت على الانتهاء .. الأسواق تتجه للتوازن

وزير الطاقة: دورة انخفاض أسعار النفط شارفت على الانتهاء .. الأسواق تتجه للتوازن
م. الفالح يتوسط وزيري الطاقة القطري والروسي خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع المشترك.
وزير الطاقة: دورة انخفاض أسعار النفط شارفت على الانتهاء .. الأسواق تتجه للتوازن
لقطة جماعية لوزراء الطاقة الخليجيين عقب انتهاء الاجتماع المشترك.
وزير الطاقة: دورة انخفاض أسعار النفط شارفت على الانتهاء .. الأسواق تتجه للتوازن
جانب من اجتماع وزراء النفط والطاقة بدول مجلس التعاون. تصوير: سعد الدوسري ‫ـــ «الاقتصادية»
وزير الطاقة: دورة انخفاض أسعار النفط شارفت على الانتهاء .. الأسواق تتجه للتوازن
محادثات جانبية بين وزيري الطاقة السعودي والروسي قبيل دخول الاجتماع.
وزير الطاقة: دورة انخفاض أسعار النفط شارفت على الانتهاء .. الأسواق تتجه للتوازن
م. الفالح متحدثا خلال الاجتماع الوزاري المشترك.

أبدى المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، تفاؤلا تجاه مستقبل أسواق النفط، معتبرا أن الدورة الراهنة لانخفاض أسعار النفط تشرف على الانتهاء، بعد أن بدأت الأسواق البترولية تسير نحو التوازن، مستدلا بذلك على تراجع احتياطيات الولايات المتحدة.

وأضاف الفالح في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه القطري محمد السادة وزير الطاقة القطري، وألكسندر نوفاك ووزير الطاقة الروسي في الرياض أمس، أن الرياض وموسكو اقتربتا في وجهات النظر لتحقيق الاستقرار في السوق العالمية، وأن البلدين بدآ يلعبان دورا مهما للتنسيق بين روسيا وأوبك خاصة دول مجلس التعاون الخليجي من خلال إجراء مشاورات مكثفة.

#2#

وأوضح أنه تم التوصل إلى تصور مشترك خلال الاجتماع، وذلك لما يمكن أن يتم التوصل إليه خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ، مشيرا إلى اجتماع أوبك المقرر في فيينا يوم 30 من الشهر الجارين ومن المنتظر أن تبرم المنظمة اتفاقا لخفض الإنتاج بشكل نهائي.

وأشار إلى أن "دورة الهبوط الحالية تشرف على الانتهاء، وأن أساسيات السوق من ناحية العرض والطلب بدأت تتحسن بشكل ملحوظ"، مضيفا، "نحن متفائلون من ناحية الاتجاه المستقبلي لأسواق البترول وأنها ستكون في مستوى تحسن مستمر".

#3#

وشدد على أهمية وثقل دور دول مجلس التعاون الخليجي خاصة في السوق البترولية، موضحا أن مجموع إنتاج دول المجلس بلغ نحو 18 مليون برميل يوميا، وتمثل دول المجلس أكثر من 20 في المائة من الإنتاج العالمي.

واستطرد في حديثه، أن سوق النفط العالمية بدأت تسير أخيراً نحو التوازن، مشيرا إلى أنه بدأ داخل منظمة أوبك بالتعاون مع دول من خارجها خوض مشاورات مكثفة من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة التوازن بشكل أسرع للتعجيل من عملية تعافي السوق.

وألمح خلال الاجتماع الـ35 للجنة التعاون البترولي في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى أنه تمت دعوة وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك، للاجتماع الخليجي باعتبار أن روسيا من أكبر الدول إنتاجاً وتصديراً للنفط، وأحد الأطراف المؤثرة في توازن السوق.

كما أوضح أ ن زيارة الوزير الروسي للمملكة، تعطي الفرصة لاستعراض تطورات السوق وسيناريوهات العمل لإعادة الاستقرار البترولي من خلال التعاون بين أوبك وباقي المنتجين المؤثرين.

#4#

ولفت إلى أن دور دول المجلس كبير ومؤثر في استقرار السوق، وأن دول المجلس تقوم دائمًا بذلك الدور المسؤول وذلك بالتنسيق والتعاون الوثيق فيما بينها، ومع بقية الدول المنتجة للبترول سواء داخل منظمة الأوبك أو خارجها وبما يحقق مصالح دول المجلس وشعوبها بشكل خاص والصناعة البترولية العالمية بشكل عام.

وبين أن "العمل المشترك يتجاوز اهتمامنا بمتغيرات السوق على المدى القصير والمتوسط، ويركز على مواجهة التحديات والتغيرات الكبرى التي نواجهها على المدى البعيد في مجال الطاقة والمناخ والتجارة الدولية".

كما لفت إلى أن دول الخليج في أوبك، "كان لها موقف إيجابي في الاجتماع الذي عقد أخيراً في الجزائر والذي يمهد لتثبيت مستوى الإنتاج بين 32.5 مليون برميل يوميا و 33 مليون برميل يوميا".

وشدد الفالح على ضرورة الإسراع في الانتعاش بسوق النفط وإعادة الثقة للأسواق البترولية، قائلاً: "الانخفاض في أسعار النفط أثر في الدول المستهلكة.. والدول الصناعية بدأت تقلق". وعبر المهندس الفالح عن قلقه أن يؤثر الانخفاض الحاد في أسعار البترول إلى خفض الاستثمارات البترولية في كثير من الدول ما يؤدي إلى أزمات معاكسة تتمثل في نقص المعروض مستقبلا الذي تتبعه الكثير من الآثار السلبية في الاقتصاد العالمي.

وقال الفالح في كلمته خلال الاجتماع الخامس والثلاثين للجنة التعاون البترولي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد اليوم في الرياض إن دول "أوبك" والدول المنتجة خارج "أوبك" بدأت مشاورات مكثفة من أجل اتخاذ الإجراء المناسب لإعادة التوازن وتسريع تعافي السوق البترولية في ظل تضخم المخزونات خلال الفترة الماضية.

وتابع: "نحن متفائلون بتحسن أسواق البترول في المرحلة المقبلة. وقعنا مذكرة مشتركة مع روسيا وبدأنا سلسلة تعاون فني وتقني وتبادل الخبرات في مجال صناعة البترول والغاز".

#5#

وأشار إلى أن دول مجلس التعاون هي الأقوى على مستوى العالم من ناحية متانة اقتصادها وقدرة احتياطياتها المالية على تحمل الدورات الاقتصادية المرتبطة بأسعار النفط، وذلك على الرغم من تأثرها بهبوط أسعار هذه السلعة في الفترة الأخيرة.

وألمح إلى أن التحسن في أسعار النفط امتد إلى قطاع الطاقة، وترسيخ التعاون بشأن توازن السوق، مؤكدا "تطابق وجهات النظر الخليجية حيال اتفاق الإنتاج" إلى جانب زيادة التوافق من المنتجين من داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" ومن خارجها.

وبين أن المسار الآخر المهم الذي يبحثه المنتجون هو "تقليل التذبذبات في السوق وآثارها في الاستثمار وفي الدول المنتجة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن وجهات النظر بين كل من "السعودية وروسيا تقترب"، موضحا أن المملكة "بدأت تلعب دورا مهما في التنسيق بين روسيا والدول التي تتأثر بسياسة روسيا خارج أوبك ودول مجلس التعاون الخليجي".

وفي مضمار الطاقة قال الفالح:" لم تأل دولنا جهدا في أن تكون مصدرا موثوقا لإمدادات البترول والغاز والاستثمارات فيها على الرغم من بعض التوجهات العالمية المنحازة ضد هذه المصادر الموثوقة في الطاقة لحساب التوسع في مصادر الطاقة البديلة وغير التقليدية وذلك لإنعاش الصناعات ذات العلاقة في هذه الدول، الأمر الذي سيؤثر سلبا في التجارة العالمية في قطاعي البترول والغاز ومنتجاتهما.

وبشأن التغير المناخي قال: إن المستجدات المتسارعة حول دخول اتفاقية باريس حيز التنفيذ في أقل من عام تحت مظلة الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي وبروتوكول كيوتو، يحتم على دول العالم أن تكون أطرافا فاعلة في تلك الاتفاقية، ليكون عملنا وصوتنا موحدا في تنسيق ورسم الخطط والسياسات والتوجهات، ضمن منهج شامل لجميع الحيثيات التي من شأنها التقليل من الآثار السلبية في اقتصادات دولنا، والعمل على إقناع المجتمع الدولي لاستخدام تقنيات الطاقة النظيفة بما فيها البترولية كمطلب ضروري لآليات الاستجابة وتنفيذ بنود الاتفاقية، خصوصا في مجال تقنيات كفاءة استهلاك الطاقة، والطاقة المتجددة، والغاز الطبيعي، واستخلاص الكربون وتخزينه والاستفادة منه، ودعم الشراكات الدولية التي تتبنى هذا التوجه.

كما أشار الفالح خلال المؤتمر الصحافي، إلى الزيارة التي يقوم بها اليوم الرئيس الفنزويلي إلى السعودية للتباحث مع قيادتها بشأن قضايا الطاقة.

من جهته، قال محمد بن صالح السادة وزير الطاقة القطري في رد على سؤال "الاقتصادية"، أن على دول منظمة أوبك وخارجها خصوصا روسيا، العمل بطريقة متوازية لتنسيق المواقف، مبينا أن هناك تفاهمات بأن أسعار النفط لابد من دعمها باعتبار هذه السلعة استراتيجية.

وأضاف أيضا في جوابه، أن هناك رؤية مشتركة لاتجاهات السوق وذلك للحاجة إلى إعادة التوازن، وذلك بعد وجود فائض في السوق العالمية الذي بدأ يتجه إلى الانخفاض، مبينا أنه مع ذلك لابد من مباحثات من خلال جميع الدول داخل أوبك أو خارجها لاستقرار الأسواق.

وأضاف السادة، أن " المرحلة الصعبة في وجهة نظرنا انتهت ولكن ببطء"، مشددا على أن عملية التعافي "أخذت وقتا وأيضا تحتاج إلى وقت لإعادة التوازن ما لم تتضافر جهودنا جميعا ولصالح الجميع"، وأنه لابد للحاجة في المرحلة القادمة، إلى تكثيف الجهود والاتصالات ولا سيما بين المنتجين الكبار في أوبك وخارجها، وذلك سعياً لوضع خريطة طريق لتوازن السوق. وأشار إلى أن أوبك ستعقد اجتماعاً اليوم الإثنين في روسيا، لعرض "النماذج الاقتصادية ما بين العرض والطلب، وسيتم تبادل الآراء الفنية والاقتصادية"، تمهيدا لاجتماع تقني بين الطرفين في 28 و 29 تشرين الأول (أكتوبر) في فيينا.

وأضاف، أن دول مجلس التعاون تشكل فريقاً موحداً يرعى مصالح دولنا والدول المستهلكة وضمان إمدادات النفط، موضحا أن الجميع متفقون على الإطار العام للتعاون مع روسيا، مشدداً على أداء سوق النفط حالياً لا يدعم الاستثمار على المدى البعيد. من ناحيته، قال ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، إن المحادثات ستستكمل في اجتماعات آخر الشهر الجاري، وأنه تم التنسيق اليوم مع دول الخليج بخصوص اجتماع 30 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مبينا أنه تم البحث مع السعودية في مشاريع مشتركة في الطاقة والغاز.

وأوضح نوفاك، أن الاستقرار في سوق النفط "سيعطي الاستثمارات قوة أكبر" في الدول المنتجة، مشددا على أهمية استكمال المحادثات في اجتماعات آخر الشهر الجاري. وعبر الوزير الروسي عن اتفاقه مع ما قاله المهندس الفالح وزير الطاقة السعودي، مبينا أنهما ناقشا واتفقا على كثير من النقاط، وستستمر المباحثات على الجانبين الثنائي والمتعدد.

كما أشار نوفاك إلى اللقاء المرتقب في جنيف في 28 و29 من الشهر الجاري، الذي سيجمع وزراء الدول المنتجة لاستكمال ما جرى بينها من مناقشات، أن "موقف السوق حاليا أفضل ولو بشكل بطيء". وأوضح نوفاك ، أن لديه فهما مشتركا وتأييدا للإجراءات التي يتم اتخاذها لتوازن السوق، مبينا أن هذه المباحثات سيكون لها أثر مهم في اجتماع جنيف المقبل، ومن الضروري استقرار السوق لدعم الاستثمارات.

الأكثر قراءة