العرب .. «قالوا وأسمعوا»

12 لاعبا عربيا من أصل 56 محترفا يركضون في دوري جميل للمحترفين، كلمتهم هي الأبرز حتى الآن، بعد أن قالوا وأسمعوا وسحبوا البساط من 44 أجنبيا، حينما وظفوا قدراتهم وإمكاناتهم، فكانوا الخيار الأنسب لأنديتهم. ثلاثة سوريين، ومثلهم مصريون، جزائريان، عراقي، كويتي، مغربي، وتونسي، سجلوا 15 هدفا من أصل 87 هدفا، يتقدمهم النجم المتألق السوري عمر السومة مع نادي الأهلي، الذي يحمل لقب الهداف لنسختين متتاليتين بـ 27 هدفا وقبلها بـ 22 هدفا، الذي سجل الموسم الحالي أربعة أهداف، إلا أنه قد يجد منافسة شرسة من المصري محمود كهربا مهاجم نادي الاتحاد، حيث قاده للصدارة، إضافة لتصدره قائمة ترتيب الهدافين برصيد خمسة أهداف، كما يبزر الجزائري محمد بن يطو مهاجم الشباب صاحب الهاتريك في شباك الأهلي في الجولة الثالثة. لم يكن المهاجمون فقط هم من فرضوا وجودهم، وعلت كلمتهم في الملاعب السعودية، حيث برز في خط الدفاع الجزائري جميل بالعمري الذي أسهم بشكل كبير في إحداث توازن في دفاع فريقه الشباب. وعلى مستوى الصناعة يأتي الخبير السوري جهاد الحسين نجم خط وسط التعاون الذي يعد أكبر اللاعبين الأجانب سنا ويبلغ من العمر 34 عاما، فيما ينتظر أن يكون حضور المصري أحمد حمودي مع الباطن لافتا بعد أن ظفر به من بازل السويسري. عديد من الأندية الكبيرة، لجأت في هذا الموسم تحديدا، للاعب العربي بعد تألقه في المواسم السابقة مع نظيرتها في الوسط، بحكم أنه غير مكلف ماديا وأقل سعرا، بعد أن سئموا من تجارب الأوروبيين أو اللاتينيين الفاشلة، على نحو ما يمضي حاليا الأوروجوياني نيكولاس ميليسي، والبرازيلي ليو بوناتيني. من جهته، شدد الدولي السابق عبد العزيز السعران "المؤكد أن اللاعب الأجنبي مهم ومتى ما كان في المستوى المأمول يشكل إضافة قوية للفريق، ويحدث الفارق لصالحه، وهنا يجب أن يتم اختياره بعناية فائقة وبرؤية فنية خالصة". وأضاف: "اللاعب العربي سجل حضورا لافتا للأنظار، كما في الاتحاد، الشباب، والأهلي، جميع لاعبيهم كانوا على مستوى كبير من الناحية الفنية، من أسباب هذا النجاح عامل اللغة وسهولة تواصلهم مع المحليين، ما يزيد من درجة انسجامهم وتفاهمهم مع بعض، أضف إلى ذلك العادات والتقاليد التي لم تشكل أي عائق لديهم داخل السعودية، فهي لا تتغير كثيرا عن بلادهم من حيث الأجواء والتنقل عكس اللاعب الأجنبي الذي يجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع الأجواء داخل وخارج أرضية الملعب لأن اللغة تشكل له عائقا كبيرا في إيصال ما يرغب فيه". وزاد: "ونجاح اللاعب العربي ليس مقرونا بالموسم الحالي، حيث نجح من أعوام، حيث لا يزال المغربي أحمد بهجا الذي سبق أن خاض تجربة احترافية ناجحة مع الاتحاد، الهلال، والنصر في ذاكرة السعوديين، أيضا مواطنه صلاح الدين بصير نجح أيضا مع الهلال في فترة سابقة، كذلك الجزائري موسي صائب كانت له مشاركة ناجحة مع النصر ومن أهمها في بطولة أندية العالم الأولى في البرازيل، أيضا لا ننسى تجربة الليبي طارق التائب مع الهلال والشباب، وكانت له بصمة واضحة في تسجيل نفسه من أميز المحترفين العرب". وتابع: "بإلقاء نظرة على جدول ترتيب الهدافين حتى نهاية الجولة الرابعة نجد أن المحترفين العرب يتصدرون، بوجود كهربا على رأسها، بينما يلاحقه السومة، ويملك التونسي أحمد العكايشي هدفا وحيدا رغم مشاركته في مباراتين وأعتبره هدافا سيخدم الاتحاد كثيرا". ولفت إلى أن خوف إدارات الأندية في السابق من ردة فعل الجماهير، أخر الاستعانة باللاعب العربي بشكل أكبر كما يحدث حاليا، لاعتقادهم أنه لا يوازي نظيره الأوروبي أو اللاتيني، رغم أنها أهدرت أموالا كبيرة جدا في التعاقد معهم، حيث سقوها كأس الفشل مرارا وتكرارا ولم تتعظ.