الرياضة

الشمراني .. مهاجم ثائر لا تخمده الحروب

الشمراني .. مهاجم ثائر لا تخمده الحروب

الشمراني مع الرويلي وهوساوي يلتقطون أنفاسهم في تدريب الأمس. (مركز الهلال الإعلامي)

كرة القدم، ليست مهارة وإمكانات فنية داخل الملعب فقط، ولكن أحيانا تتحكم فيها تفاصيل بعيدة لها تأثير كبير على مسيرة اللاعب، قد لا ترى بالعين المجردة، مسرحها خلف الكواليس، عقبات تصنع وأخرى يصنعها اللاعب نفسه، وأيا كانت الأسباب فإن شخصيته ومدى ثقته في نفسه هي التي تقود الأمور لصالحه فتقذف به بعيدا عن الأمواج المتلاطمة، أو تكون ضده فتغرقه في وحل النسيان. ناصر الشمراني، مهاجم لا يختلف عليه اثنان، صديق جيد للشباك، يعرف طريقها تماما، ولكن لا يخلو ذلك من إثارة للجدل في بعض الأحايين، تلاحقه الأحداث أو يصنعها بيده، هذا ليس المهم، ولكن الحقيقة أنه مر بظروف صعبة في حياته الكروية، لو عشاها غيره لربما كانت نهايته في الملاعب، إلا أنه لم يركن لها وتحدى الصعاب، لم يتثاءب حتى يجد نفسه في مؤخرة الصفوف؛ إذ يقاتل حتى يكون في المقدمة. الأوروجوياني جوستافو ماتوساس مدرب فريق الهلال، خلال مؤتمره الصحافي الذي سبق مباراة الاتفاق اليوم في الجولة الثالثة من دوري جميل للمحترفين، تغنى بالشمراني، ووصفه بالمهاجم الشرس الذي لا يفوت الفرص أمام المرمى، مؤكدا أنه الخيار المفضل له والرهان الأول ومن بعده الآخرون، حيث قال: "الثنائي الشمراني وكارلوس إدواردو هما الأجهز حاليا ولهما الأفضلية، وهذا لا يقلل من زميليهما ياسر القحطاني وليو بوناتيني". الشمراني الذي كان يجلس بجانبه في المؤتمر بدأ وكأنه يسترجع ذكريات الموسم الماضي المؤلمة، تنفس الصعداء بعد أن تجاوز كل العقبات وكسب ثقة مدربه. في الموسم الماضي، عاش الشمراني التهميش بكل أنواعه لدرجة أنه بات خيارا أخيرا لدى مدربه اليوناني دونيس، الذي كان بارعا في إخماد كل حماس يبديه في التدريبات والمباريات، رغم أنه كان يمثل الرهان الناجح كلما كان احتاج إليه أو صعبت الأمر عليه داخل الملعب مثل ما حدث في نهائي كأس ولي العهد أمام الأهلي الموسم الماضي، إذ شارك بعد طول غياب وسجل هدف السبق في الدقائق الأولى من المباراة، ثم صنع آخر لزميله نواف العابد ليكون نجما في سماء تلك المباراة. لكن دونيس عاد إلى قناعاته الأولى ووضعه في مقاعد البدلاء رغم سلبية البرازيلي ألميدا، وأبعده بشكل نهائي في الجزء الأخير من الموسم دون أن يضع له أي اعتبار. ولم يكن هذا التحدي هو الأصعب في مسيرة اللاعب المقاتل الشمراني، حيث واجه قبله حربا ضروسا من البلجيكي برودوم إبان كان لاعبا شبابيا، ورغم إمكاناته الهجومية أبقاه بجواره في مقاعد البدلاء وأوصى بإبعاده عن الفريق لأسباب فنية. الشمراني لم يستسلم، وإنما رفع راية التحدي منتقلا للهلال براتب ومزايا مالية أقل، ونجح مع الفريق الأزرق وحقق معه لقب هداف دوري عبداللطيف جميل للمرة الخامسة 2014 ـ 2015، ونال في العام ذاته لقب أفضل لاعب في آسيا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة