النفط يتراجع 3 % متأثرا بهبوط المخزونات الأمريكية

النفط يتراجع 3 % متأثرا بهبوط المخزونات الأمريكية
النفط يتراجع 3 % متأثرا بهبوط المخزونات الأمريكية

ما زالت السوق النفطية تحت وطأة عدد من العوامل السلبية التي تعرقل استمرار تعافي الأسعار أهمها استمرار تخمة المعروض والشكوك بشان النمو الاقتصادي العالمي كما تأثر السوق ببيانات عن انخفاض الناتج الصناعي في ألمانيا.
وأبدت الأسواق ارتياحها للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع الأمين العام الجديد لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو حيث أكدت السعودية دعمها الشديد لمنظمة أوبك في المرحلة الاقتصادية الدقيقة التي يمر بها اقتصاد العالم.
وأوضح لـ "الاقتصادية"، الدكتور فيليب ديبيش رئيس مبادرة الطاقة الأوروبية، أن السعودية تقود منظمة "أوبك" بنجاح وباستراتيجية عمل جيدة تدرك تحديات السوق وتتفاعل معها بشكل جيد مشيرا إلى أن لقاء خادم الحرمين الشريفين ووزير الطاقة مع أمين "أوبك" يؤكد الدعم المتواصل للمنظمة من قبل اكبر دولة منتجة للنفط الخام، مضيفا أن الدعم السعودي يعزز دور المنظمة ويرد على محاولات بعض الدول التشكيك في دور "أوبك" خاصة فيما يتعلق بدعم استقرار السوق والحفاظ على الاستثمارات وتنميتها.
ويقول لـ "الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن تراجع المخزونات جدد الآمال في نمو الطلب العالمي على النفط الخام في الأمد القصير كما أن المعروض العالمي يتقلص بفعل استمرار تراجع الإمدادات في شمال أمريكا وبحر الشمال ونيجيريا وليبيا وفنزويلا.
وأشار كروج إلى أن استعادة التوازن في السوق تسير بخطي جيدة بحسب تقديرات أوبك ودول الخليج كما أن الولايات المتحدة تؤكد في تقديراتها أن توازن السوق سيتحقق في 2017 بفعل التقلصات الحادة في إنتاج النفط الصخري وكل الموارد عالية التكلفة.
#2#
وأشار لـ "الاقتصادية"، رالف فالتمان المحلل بشركة "إكسبرو" للخدمات النفطية، إلى أن الخدمات النفطية تركز حاليا على رفع الكفاءة وتعزيز التنافسية والتوسع في برامج الشراكة مع الشركات الدولية والوطنية لتحقيق منظومة الطاقة المتكاملة والتنوع في الأنشطة الاستثمارية.
ونوه فالتمان إلى اهتمام اكسبرو بالتغلب علي سوق الطاقة المتقلب من خلال اقتناص فرص الاستثمار المتميزة في الأسواق الواعدة خاصة الشرق الأوسط وإفريقيا مع الاهتمام بمشروعات الغاز الطبيعي باعتبارها من أهم مشروعات الطاقة في السنوات المقبلة بسبب انخفاض انبعاثات الكربون حيث ستلعب دورا حيويا في مزيج الطاقة العالمي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط نحو 3 في المائة مبددة مكاسبها المبكرة بعدما نشرت الحكومة الأمريكية تقريرها الأسبوعي عن مخزونات الخام التي انخفضت في نطاق توقعات المحللين وهو ما جاء مخيبا لآمال المراهنين على صعود السوق الذين توقعوا تراجعا أشد.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت 2.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي أول تموز (يوليو) متراجعة بذلك للأسبوع السابع على التوالي، وجاء ذلك أقل قليلا من توقعات محللين في استطلاع إذ توقعوا انخفاضا قدره 2.3 مليون برميل لكنه أقل كثيرا من التراجع الذي ذكره معهد البترول الأمريكي أمس الأول عند 6.7 مليون برميل.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين هبطت 122 ألف برميل وهو نحو ثلث توقعات السوق ما دفع العقود الآجلة للبنزين إلى التراجع أيضا، وشهدت مخزونات الخام بمركز التسليم للعقود الآجلة الأمريكية في كاشينج بولاية أوكلاهوما انخفاضا متواضعا بلغ 82 ألف برميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.35 دولار بما يعادل 2.8 في المائة إلى 47.75 دولار للبرميل بعدما صعدت في وقت سابق من الجلسة 1.6 في المائة إلى 49.59 دولار.
وهبطت عقود الخام الأمريكي 1.30 دولار أو 2.7 في المائة إلى 47.13 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات بشأن التجارة الخارجية من مكتب الإحصاء الأمريكي أن صادرات النفط الخام ارتفعت لمستوى قياسي بلغ 662 ألف برميل يوميا في أيار (مايو) من 591 ألفا في نيسان (أبريل)، حيث بلغت الصادرات لكندا 308 آلاف برميل يوميا تليها الصادرات إلى هولندا التي بلغت 110 آلاف برميل وجزيرة كوراكاو 67 ألف برميل يوميا.
ومن بين الوجهات الرئيسية الأخرى للصادرات المملكة المتحدة التي استوردت 36 ألف برميل يوميا واليابان التي استوردت 29 ألف برميل يوميا وإيطاليا التي استوردت 23 ألف برميل يوميا، ووفقا للبيانات الحكومية الأمريكية فقد بلغت الصادرات الإجمالية أعلى مستوى مسجل منذ 1920 على الأقل.
وجاء ارتفاع صادرات الخام لمستوى قياسي بعد رفع حظر استمر عشرات السنين على الصادرات الأمريكية في كانون الثاني (يناير) الماضي، ومنذ ذلك الحين باع تجار ومنتجون وشركات تكرير الخام إلى مناطق منها أمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا.
وأشار محللون إلى انخفاض قيمة العملة الأمريكية كأحد أسباب ارتفاع أسعار النفط لكن متعاملين حذروا من أن تباطؤا اقتصاديا وتخمة في المعروض من المنتجات المكررة تلقي بظلالها على أسواق النفط، وأظهرت البيانات انخفاضا في الإنتاج الصناعي في ألمانيا بشكل غير متوقع في أيار (مايو) بنسبة 1.3 في المائة في أقوى هبوط شهري له منذ آب (أغسطس) 2014 بما يشير إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا فقد الزخم في الربع الثاني بعد بداية قوية مفاجئة في بداية العام.
وتعافى الإنتاج النيجيري جزئيا ما أسهم في زيادة إمدادات منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الشهر الماضي لكن تلك الانتعاشة ربما تكون قصيرة الأجل، وقالت جماعة نيجيرية مسلحة تنفذ هجمات على المنشآت النفطية في البلاد إنها فجرت بئرا وخطي أنابيب بعد أن أعلنت مسؤوليتها عن خمس هجمات أخرى يوم الأحد الماضي.
وأعلنت مجموعة "منتقمو الدلتا" المتمردة مسؤوليتها أمس عن هجوم جديد على منشآت نفطية في جنوب نيجيريا، على رغم نداءات للوحدة وجهها النظام النيجيري، وقد أعلنت المجموعة في بريد إلكتروني مسؤوليتها عن الهجومات التي استهدفت خلال الليل منصات التوزيع 22 و23 و24 التي تشغلها شركة شيفرون الأمريكية في دلتا النيجر. وقد تعرضت منصتا التوزيع 23 و24 اللتان تصب فيهما أنابيب صغيرة للنفط لهجوم في الأول من حزيران (يونيو)، ثم تم تصليحهما، ومنصات التوزيع هي منصات تصب فيها أنابيب صغيرة للنفط والغاز قبل تحويلها إلى خطوط توصيل أكبر حجما.
ومنذ بداية السنة، أعلنت مجموعة "منتقمو الدلتا" مسؤوليتها عن عشرات الهجومات على بنى تحتية نفطية وجهت ضربة موجعة إلى القدرات الإنتاجية لنيجيريا، المنتج الأول للنفط في إفريقيا، ويطالب هؤلاء برحيل الشركات النفطية الأجنبية من هذه المنطقة في جنوب نيجيريا، والمحرومة على رغم العائدات النفطية،
وتطالب مجموعة "منتقمو الدلتا" أيضا بالحكم الذاتي لمنطقة الدلتا، وقد دعا الرئيس النيجيري محمد بخاري المتمردين إلى "إعطاء نيجيريا فرصة" في "هذه الأوقات التي تواجه فيها صعوبات اقتصادية، لكنه أشار إلى أنه سيتصدى لأي تقسيم للاتحاد النيجيري.

الأكثر قراءة