أيسلندا.. بداية لمغامرة

رغم الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب الفرنسي والخروج على يده من دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأوروبية، لم تتأثر مشاعر الفخر لدى المنتخب الأيسلندي وجماهيره بعد الإنجاز الذي شهدته المشاركة الأولى لأيسلندا في البطولة الأوروبية.
واحتفل لاعبو أيسلندا والمشجعون لفترة طويلة عقب المباراة التي انتهت بفوز فرنسا 2/5 في ختام منافسات دور الثمانية، وقد التقط الفريق بأكمله صورة أمام مشجعيه. وقال جيلفي سيجوردسون لاعب خط وسط المنتخب الأيسلندي "ليس لدي كلمات تصف مشجعينا، لقد هتفوا لنا حتى في وقت هزيمتنا".
وتردد صدى المباراة بقوة في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك، حيث شاهد الآلاف من المشجعين عديدا منهم كانوا يرتدون ملابس تحمل علم أيسلندا - المباراة على شاشة ضخمة في منطقة آرنارهول بوسط المدينة.
وقد كان الوصول لدور الثمانية بالبطولة الأوروبية يفوق بكثير أحلام أكثر المتفائلين من جماهير أيسلندا، التي يزيد تعداد سكانها 300 ألف نسمة بقليل، حيث فجر الفريق مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز على نظيره الإنجليزي 1/2 في دور الـ16 الإثنين الماضي.
وذكرت قناة "آر. يو. في" التليفزيونية العامة عقب مباراة أمس الأول "على مضض، انتهت مغامرة أيسلندا" بعد أداء رائع في البطولة.
وكتب داجور بي إيجرتسون عمدة العاصمة ريكيافيك في تغريدة بموقع شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد المباراة "أنا مقتنع بأنها مجرد بداية لمغامرة كرة القدم (الأيسلندية)، كنتم عظماء أيها الشباب، أعطيتمونا كل الأمل، فخورون بكم لأقصى درجة".
وتفوق إبداء التقدير للمنتخب الأيسلندي على روح الكفاح التي تحلى بها بتسجيل هدفين خلال الشوط الثاني عن طريق كولبيينن سيجثورسون وبيركير بيارناسون، على التركيز على انهياره وتلقيه أربعة أهداف خلال الشوط الأول من مباراة أمس الأول.
وقال لارس لاجرباك، الذي انتهى مشواره في منصب المدير الفني لمنتخب أيسلندا بنهاية مباراة أمس الأول "كنا مشلولين وسلبيين (في الشوط الأول) ربما لأننا كنا قريبين لتحقيق إنجاز كبير، لكن الاحترام لفريقنا على التحول الذي أظهره في الشوط الثاني، لقد أثبتوا أننا في إمكاننا لعب كرة القدم".
وأضاف "قدم اللاعبون عملا رائعا، أنا فخور للغاية باللاعبين، مستقبل أيسلندا جيد، إنه إنجاز مشرف ورائع، كنت أشعر بالفخر من قبل، ولكن ما تحقق أضاف المزيد".
وسيتولى هيمير هالجريمسون الذي كان شريكا للاجرباك في تدريب منتخب أيسلندا المهمة الآن بمفرده مع الفريق الذي حاز على إعجاب كثيرين ومنح لهم الفخر، وقال آرون جونارسون قائد المنتخب "يمكننا الشعور بالفخر بشكل عام. إنه إنجاز من نوع خاص لفريق صغير. لم يتوقع أحد أن نصل إلى هذه المرحلة".
وكانت الهزيمة في مباراة أمس الأول هي الوحيدة لأيسلندا في "يورو 2016"، حيث تعادلت مع البرتغال والمجر وحققت الفوز على النمسا وإنجلترا.
وإلى جانب التألق، سيتذكر كثيرون المشاركة المميزة للمنتخب الأيسلندي من خلال حسن سلوك لاعبيه وروحه المرحة، وقال سيجثورسون "لا يمكن أن نتذمر، من الصعب أن يفوز فريق باليورو في مشاركته الأولى".