لقب مع التانجو .. شوكة في حلق ميسي

لقب مع التانجو .. شوكة في حلق ميسي

انخرط ليونيل ميسي في البكاء كما لم يفعل من قبل في أي من ملاعب كرة القدم، فقد كانت الهزيمة الجديدة في مباراة نهائية والسقوط مرة أخرى أمام تشيلي بركلات الترجيح بمثابة ضربة موجعة للنجم الأرجنتيني، الذي أحدث زلزالا كبيرا بعد نهائي بطولة "كوبا أميركا" بإعلانه اعتزال اللعب الدولي.
وقال ميسي في تصريحات صحافية عقب المباراة "المنتخب انتهى بالنسبة لي، لقد حاولت كثيرا، يؤلمني عدم التتويج مع الأرجنتين، سأرحل دون أن أتمكن من تحقيق ذلك، لقد خسرت أربع مباريات نهائية". وأضاف "هذا أمر غير معقول ولكن الأمور لا تسير على ما يرام معنا، لقد حدث معنا هذا اليوم مرة أخرى، ركلات الترجيح مرة أخرى". ولم يتمكن ميسي مرة أخرى من كسر اللعنة، بعد أن قدم كل شيء للفوز بلقبه الأول، لكنه تجرع الهزيمة الثالثة على التوالي في مباراة نهائية. وعاد ميسي مع المنتخب الأرجنتيني ليخوض مباراة نهائية أخرى وكانت هذه المرة على ملعب ميتلايف بولاية نيوجيرسي الأمريكية.
ولن يرحم التاريخ المنتخب الذي تأهل إلى ثلاثة نهائيات متتالية، تصدر ميسي فيها جميعا دور البطولة، رغم خروجه مهزوما، حتى إنه أخفق من الثأر من منتخب تشيلي، الذي اقتنص منه لقب البطولة في العام الماضي.
ولجأ ميسي إلى الانعزال بعيدا عن صخب الملعب بعد المباراة على مقاعد البدلاء، إلا إنه لم يتمكن من أن يحظى هناك بلحظة السلام، التي كان ينشدها، فقد كانت الكاميرات وعدسات التصوير تطارده دون رحمة.
وكان ميسي قد شدد، قبل 48 ساعة من بدء المباراة على أهمية حصولهم على اللقب، وقال "علينا أن نحصل على الكأس بأي طريقة".
وأصبحت الجراح، التي تسببت فيها المباراتان النهائيتان السابقتان على تلك المباراة، أكثر عمقا، رغم أن ميسي ظهر، أكثر من أي وقت مضى، في الولايات المتحدة الأمريكية، ليس كقائد من الناحية الكروية والفنية وحسب بل كأيقونة للمنتخب ككل، بعد أن بلغ لتوه عامه الـ29 وأصبح أكثر رشدا في اللقاءات الصحافية وداخل الملعب أيضا.
ووصل ميسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قطع 30 ألف كيلومتر في غضون أيام قليلة، بعد أن أدلى بأقواله أمام القضاء الإسباني في قضية تهرب ضريبي إضافة إلى معاناته من كدمة قوية في الظهر أصيب بها في مباراة الأرجنتين الودية أمام هندوراس، كادت تحرمه من اللعب، بيد أن النجم الأرجنتيني واجه كل هذه الصعوبات ولم يتهرب من تحمل المسؤولية.
وستظل شوكة اللقب الغائب عالقة في قلب نجم برشلونة، الذي فاز بكل شيء مع النادي الكتالوني وحصد خمس كرات ذهبية.
وكان ميسي قد أكد قبل المباراة النهائية أن الخسارة للمرة الثالثة على التوالي لن تكون إخفاقا بل إحباطا، بيد أن ملامحه بعد المباراة دللت على أن الأمر أكبر بكثير من مجرد كونه شعورا بالإحباط.

الأكثر قراءة