Author

العنف ضد المرأة

|
يبدو أن دور الرجل ومكانته إلى زوال, فحتى الذي يحاول أن يهدد زوجته باللجوء إلى التعدد أصبح شخصا عنيفا وعدوا لحقوق المرأة. ما لا يعلمه من وضعوا هذا القانون هو أن الرجل الذي يهدد بالزواج من الثانية هو المسكين الذي لن يفعلها. القاعدة المتعارف عليها لدينا معشر الرجال هي أن الجعجعة في الغالب لا ينتج عنها الطحين. لهذا يمكنني القول إن من وضع هذا القانون هو امرأة بالتأكيد وليس رجلا, ذلك أنه لو كان رجلا فسيعلم أن المهدد ما هو إلا مرغم يحاول أن يرفع صوته أو يثبت موقفه ولو من خلال مجرد التخويف والوعيد. لكن لماذا نستغرب أن تضع المرأة كل القوانين اليوم, وهي التي تحصل على كل شيء ومع ذلك تدعي المظلومية. الرجل في العالم العربي وقع ضحية بين السمعة العنترية التي توحي بها مسلسلات الشام وطوال الشوارب, وواقع العالم الذي يعتمد على مفاهيم الحضارة الغربية كأساس للحكم على العلاقات الاجتماعية, وأهمها علاقات الزواج والأبناء. بخلاف ما تدعيه تلك المسلسلات, الرجل هو أضعف الكائنات اليوم, ويستمر ضعفه مع تجذر الادعاءات التي تجعل منه الأسد الكاسر, لكن كل من يعرف حال الغابة يعلم أن اللبؤة هي المسيطرة وصاحبة القرار في المنزل الذي يسمى عرين الأسد رغم أن ما للأسد منه سوى الاسم. تستمر المرأة في دعوى المظلومية كلما حصلت على مزيد من القوة والقرار في بيتها لتجني مزيدا من الحقوق, لذلك تجد الرجل يفقد مركزه بالتدريج مع تقدمه في السن, وتتحول أغلب القرارات إلى "الست هانم", ما عدا إطفاء الإضاءة وتجميع المفاتيح. صحيح أن هناك من يحاولون أن يرسخوا سيطرة الرجل في المنزل, وكثير منهم يقفون مع الرجل سواء كان ظالما أو مظلوما, وهم على قناعة بأن الرجل هو العاقل والمسؤول وصاحب القرار. هؤلاء هم من يدفعون ببعض صغار السن نحو الغلو والتشدد واستخدام العنف في العلاقة الزوجية لعلمهم أن هناك من يحميهم, لكن النتيجة تكون في النهاية خسارة الحياة الزوجية برمتها. هنا تصبح قضايا النساء المظلومات نتيجة هذه المعادلة هي المسيطرة على الواجهة الإعلامية وتختفي شكاوى من ليس لهم أمل سوى تبني مقولة "الصيت ولا الغنى".
إنشرها