ليس لي أعداء .. ومن حاربني «الله يسامحه»

كشف الحكم الدولي مرعي العواجي، أنه أضمر الاعتزال في نفسه، ولم يبح به لأحد حتى أعلنه الأحد الماضي في نهائي كأس الملك بين الأهلي والنصر، رغم أن الإنجليزي هاورد ويب مدير دائرة التحكيم، تحدث معه أكثر من مرة للعمل معه، وقال “فكرت جديا بعد نهائي كأس ولي العهد، وقررت بعد أن استخرت الله، وليس لدي ما أقدمه أكثر مما قدمته، والحمدلله مرتاح، وقدمت شيئا في التحكيم، قد لا أستطيع أن أقدم أفضل منه، فأحببت أن أعتزل، وأنا بكامل عطائي، ولا أخرج من التحكيم وأنا خسران أشياء كثيرة”.
وتحفظ عن رغبته بتولي رئاسة لجنة التحكيم خلفا لعمر المهنا في الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن التحكيم إذا احتاج إليه فإنه في خدمته، ملمحا إلى أن لديه طموحا بعيدا، ولا سيما أن الذي يتوقف طموحه ليس بناجح.
وباح العواجي خلال حواره مع “الاقتصادية” بالذي يضايقه ويضايق الحكام المحليين، مؤكدا أن تكليف حكم أجنبي لنهائي كأس الملك يضايقهم كثيرا، ولا سيما أنها فرصة للسلام على قائدة الأمة، وقال “والله حرام”، وإلى نص الحوار:

اعتزلت بشكل مفاجئ، ما السبب؟
كان لدي من فترة، فكرت فيه كثيرا وكثيرا، وليس لدي ما أقدمه أكثر مما قدمته، والحمدلله مرتاح، وقدمت شيئا في التحكيم، قد لا أستطيع أن أقدم أفضل منه، فأحببت أن أعتزل، وأنا بكامل عطائي، ولا أخرج من التحكيم وأنا خسران أشياء كثيرة.

هل واجهت ضغوطا من أجل الاعتزال؟
أبدا.. لا يوجد أي ضغوط، استخرت الله، وارتحت، واتخذت القرار بأن أنهي مشواري مع نهاية الموسم الحالي، والحمدلله على كل حال.

من بين الحكام، لم اختارك الإنجليزي هاورد ويب مدير دائرة التحكيم الإنجليزي، للعمل معه؟
فرصة لي، واختياره لي شخصيا شرف، وأنا في خدمة الحكام والتحكيم.

رغبة هاورد ويب بأن تعمل معه، عجلت باعتزالك، ولا سيما أنه تحدث معك أكثر من مرة.

تحدث معي أكثر من مرة، مبديا رغبته في أن أعمل معه، ورفضت، وذكرت له أني أود أن أكمل في مجال التحكيم رغم أني متخذ قرار الاعتزال بيني وبين نفسي، ولكن قلت لا بد أن أستخير، وبعد نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والأهلي الذي أدرته، فكرت بجدية بالاعتزال.

يتردد: أن مرعي العواجي يخطط لرئاسة لجنة الحكام خلفا لعمر المهنا، في الانتخابات المقبلة؟
حاليا أعمل في دائرة التحكيم، وأي وقت يحتاجني التحكيم أنا في خدمته.

جوابك دبلوماسي، لكن هل سترشح نفسك أم لا؟
كل شخص له طموح، ولا أحد يوقف طموحه عند شيء معين، وأي شخص يوقف طموحه فهو شخص غير ناجح، وأنا عندي طموح لأن أصل لأي شيء سواء في التحكيم أو غيره في مجال الحياه، وطموحي لا حدود له.

بالعودة إلى مسيرتك كحكم، ما أفضل مباراة قدتها؟
كثير من المباريات، لكن أجملها النهائيات التي أسندت لي، ولا سيما أنني حكمت نهائيين بين الشباب والاتحاد في كأس الملك عام 2013، وبين الأهلي والهلال في كأس ولي العهد عام 2016.

في النقيض، ما الأسوأ؟
تاريخي لا يحمل مباراة سيئة، ولله الحمد.

لكن حصلت رود فعل كبيرة وانتقادات واسعة بعد قيادتك لمباراة النصر والشباب الموسم الماضي.

الانتقادات طبيعية لأي حكم، وما دمت حكما فلا بد أن تنتقد، وإذا لم تخطئ فأنت لا تعمل، ولكن نريد النقد العقلاني وليس العاطفي.

لمذا الحكم السعودي في المنافسات المحلية، مضغوط إعلاميا؟
أنا قريب من الحكام، ووجهة نظري لا يوجد على الحكام ضغوط إعلامية، وغالبيتهم لا يتابعون الإعلام.

قرار الاستعانة بخمسة حكام أجانب لكل فريق، هل أثر فيكم كحكام؟
بكل تأكيد له تأثير، وإذا كان حق من حقوقك بأن تسند إليك قيادة نهائي كأس الملك، وتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كقطاف لثمرة جهدك خلال موسم كامل، لتكون الأميز، ثم يأتي حكم أجنبي ويكلف لقيادتها، فهي مشكلة ولها تأثير.

إذن .. تكليف حكم أجنبي لقيادة نهائي كأس الملك، وغيرها من النهائيات، ضايقكم؟
يضايق جميع الحكام، ففي الموسمين الماضيين كانت جميع نهائيات الكؤوس سعودية، حيث تسند لحكم محلي، إلا في نهائي كأس الملك الأخير بين الأهلي والنصر فقد أسند النهائي الكبير إلى الحكم الإسباني فيلاسكو كاربايو، ما سبب لنا ضيقا، ولا سيما أنها فرصة للسلام على قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ثم يأتي حكم من خارج الحدود ويأخذ حق حكم محلي شغوف لهذه المناسبة، والله حرام.

لماذا لم تناقشوا رئيس لجنة الحكام، لإيصال صوتكم إلى اتحاد القدم السعودي، ومنه إلى القيادة الرياضية؟
عمر المهنا يعلم، والكل يعلم، والمشكلة أن القرار صادر من اتحاد القدم السعودي، لكن ما علينا إلا احترامه، ولا سيما أننا نعمل تحت منظومته.

نسمع بتطوير الحكم المحلي، ما الأشياء التي تسهم في تطويره؟
حكامنا في تطور ولدينا مثال فهد المرداسي، عبدالله الشلوي، ومحمد العبكلي حكموا نهائي كأس العالم للشباب، وهذا دليل على تطور الحكم السعودي ونجاحه، وكثيرا ما نسمع أن الحكم السعودي ناجح خارجيا، وغير ناجح داخليا، وأنا أقول إنه محارب، وهناك كوارث تحكيمية تحصل في دوريات العالم، ولو يحصل عندنا مثل الذي حصل عندهم فإن المباريات لن تستمر، وستتوقف، لكن الفارق أن لديهم ثقافة أن الحكم سيخطئ.

مرعي العواجي مع إعلان العقوبات التي تفرض على الحكام إعلاميا أو ضدها؟
في العالم أجمع، العقوبة على أي حكم لا تعلن، وتكون قيد السرية.

العقوبات التي تفرض على الحكام تتسرب، وتنشر إعلاميا؟
تتسرب لأنك لا تشاهد الحكم الذي أخطأ، ويستنتج أنه موقوف، وأحيانا يكون لدى الحكم مشاركة خارجية ويتوقعون أنه موقوف.

هل أنت مؤيد لاعتذار الحكم إعلاميا، إذا أخطأ في حق أي فريق؟
إذا دخل الحكم الملعب وليست لديه أخطاء فدعه يعتذر، والقانون يقول: "أفضل حكم أقل أخطاء، وليس بدون أخطاء"، وهناك فرق بين أقل وبدون، ولو قال بدون أخطاء، هنا، لا بد أن يعتذر، وإذا فيه خطأ يرجع إلى حجمه إن كان مؤثرا أو غير مؤثر.

خلال مسيرتك كحكم، هل واجهت أو شعرت بحرب شخصية ضدك؟
الحمدلله، ليس لدي أعداء، وإذا كان هناك أحد حاربني، فأقول له: الله يسامحك، لأنه لم يحدث أي محاربة مباشرة أمامي.

هل أنت مع أو ضد وجود رؤساء الأندية في دكة البدلاء؟
لست مع أو ضد، ونحن تحت اللوائح، ويفترض أن تطبق مثل ما تطبق في العالم.

لكن بعض الحكام قد ينضغطون من وجودهم على دكة البدلاء؟
إذا كان الحكم يشعر بالضغط من وجود رئيس النادي على دكة البدلاء الخاصة بفريقه، فأقول له: لا تحكم، والحكم لا بد أن يكون شجاعا، ولا سيما أن الكل يشاهده، سواء في السعودية أو خارجها، وليس الشخص الجالس على دكة البدلاء.

خلال مسيرتك، ما أبرز المواقف التي حصلت لك؟
هناك موقف حصل مع مالك معاذ لاعب نادي الأهلي، في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد عام 2007 حيث حسبت خطأ عليه، وأعطيته بطاقة صفراء، فرد علي: "يا أبوي روح، أنت اللي يبي لك إنذار"، فاضطررت أن أمنحه البطاقة الصفراء الثانية، ثم الحمراء، لكن الشيء الجميل أن مالك معاذ صرح بعد المباراة مباشرة بأنه كان غلطان، وهي رسالة جميلة منه.

وأنت تغادر الصافرة، ما المكاسب التي خرجت بها بعد مشوارك كحكم؟
مكاسب كبيرة، هي محبة الناس، وتعرفت على أناس كثر سواء في التحكيم أو الإعلام وغيره كثير، والناس يقولون إن مجال التحكيم متعب، وهو صحيح خصوصا في التنقل، الإرهاق، والابتعاد عن الأهل ولكن عرفتني على أشياء كثيرة، فالتحكيم أضاف لي، وأنا أغادر الصافرة ، إلا أنني سأعمل في المجال نفسه، وأسعى إن شاء الله لأن أعمل للحكام الشيء الذي كنت أطمح به كحكم، وإن شاء الله التحكيم لدينا سيكون في تطور مستمر.