Author

هل أخبر أهل زوجتي بمرضي المزمن؟

|
سألني صديق قبل التقدم للزواج من فتاة: هل أخبر أهلها بأني مريض بمرض مزمن أم لا؟ وقبل أن يدعني أجيب تابع حديثه قائلا: يرى أمي وأبي ألا أخبرهم حتى لا يجدوا ذريعة للرفض. وزادت الأم وفق ابنها: لو أفشيت مرضك يا ابني لأسرتها فلن أبحث لك عن فتاة أخرى. انتهى حديثه. أجبت صديقي بأنني مع احترامي الكبير لوالديه الكريمين اللذين أكن لهما تقديرا كبيرا، إلا أنني مع الإفصاح عن أي مشكلة صحية مزمنة تعانيها. فمع الأسف معظم مشكلاتنا مدفوعة بالمحبة والخوف، فلا تدع خوف أهلك عليك يهدم بيتك قبل أن تبنيه. يا صديقي، من يبدأ حياته بالغش والخداع كمن يؤسس منزله على أساس هش ضعيف، ففي أي لحظة يسقط وينهار. لا شك أن الرفض وارد ومتوقع، لكن أيضا القبول محتمل، فبدلا من أن تشعر الزوجة أو الزوج بكذب الطرف الآخر، سيكبر في نظره بسبب صدقه ومروءته. أعرف شخصيا رجالا ونساء صارحوا شركاءهم بمشكلاتهم قبل الارتباط الرسمي، وكانوا خير عون لهم، ساعدوهم على التعايش مع أمراضهم وتكوين أسر ناجحة. في المقابل، أعرف بعض من خدعوا شركاءهم فانتهت حياتهم الزوجية نهاية مأساوية. ترفض الفتاة الارتباط بك الآن أفضل ألف مرة من أن تطلب الخلع وتشهر بك على رؤوس الأشهاد، وأن يتضرر أبناء لا ذنب لهم. أرسلت لي سيدة، وعرضت رسالتها في حسابي عبر تطبيق، "سناب تشات"، تقول فيها إن زوجها وأهله غشوها عندما لم يخبروها بأن زوجها عقيم. كتبت: "شعرت بأنه إنسان كاذب بلا أخلاق ولا مبادئ. عندما اكتشفت أمره وأخبرتني أخته بالخطأ بمشكلته وواجهته رد علي بالضرب والإهانة. لم ينقذني منه سوى أخي الأكبر الذي طارده في المحاكم حتى خلعته". وكتب لي شاب أن زوجته لم تخبره بإصابتها بمرض نفسي خطير كانت تتعالج منه سنوات. يقول: "لم أنفصل عنها رسميا، لكن انفصلت عاطفيا، تراجعت مكانتها في داخلي كثيرا. بدأت أشك في كل كلامها". ابدأوا حياتكم الزوجية بالصدق حتى تكبر وتثمر. الخداع لا يولد إلا الأضغان والمشكلات. قد لا تظهر على السطح، لكنها تكبر عميقا وتنفجر في وجوهكم وحينها ستندمون كثيرا وقت لا ينفع فيه الندم. يا صديقي، من لا يقبلك بعيوبك غير جدير بك.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها