رؤية السعودية ٢٠٣٠

ولي ولي العهد: طموحنا سيبتلع مشاكل الإسكان والبطالة

ولي ولي العهد: طموحنا سيبتلع مشاكل الإسكان والبطالة

أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، أن السعودية تستطيع العيش في 2020 دون الاعتماد على النفط، مضيفا "طموحنا سيبتلع مشاكل الإسكان والبطالة وغيرها"، كاشفا عن إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية وطرحها في السوق نهاية 2017. ولفت الأمير محمد بن سلمان في حديثه التلفزيوني عن إعلان "رؤية السعودية 2030"، إلى أن الشفافية أول فائدة لاكتتاب "أرامكو"؛ "لأن غياب البيانات ضايق الناس، وطرح اكتتاب جزء منها سيكون الأكبر في التاريخ"، مضيفا "سنحول "أرامكو" إلى شركة قابضة وننقل العمليات إلى شركات مملوكة لها". وأوضح "صندوق الاستثمارات لن يدير «أرامكو»، بل سيكون هناك مجلس إدارة، ومن الخطير التعامل مع «أرامكو» وكأنها دستورنا"، مفيدا "لدينا حالة إدمان نفطية في السعودية عطلت تنمية القطاعات كثيرا، والرؤية لا تحتاج إلى أسعار نفط مرتفعة، بل تتعامل مع أقل أسعاره". وكشف الأمير محمد بن سلمان عن توجه لهيكلة قطاعات عدة منها: إعداد الميزانية في وزارة المالية خلال سنتين، موضحا أن مشاريع البنية التحتية كافة مستمرة وقائمة ولن يتوقف شيء، مضيفا "لم نستغل من المعادن سوى أقل من 5 في المائة وبطريقة غير صحيحة. وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار: أعلنتم أكثر من مرة أنكم ستطرحون جزءا من أسهم شركة النفط الكبرى في العالم «أرامكو»لتكون هذه الأسهم متاحة للاكتتاب، سواء في السعودية أو في خارجها.. الجميع يتحدث عن أن «أرامكو» هي ملك للجميع .. ما هي رؤيتكم لطرح «أرامكو»؟ أولا: نحن نتكلم اليوم عن رؤية، والرؤية هي خريطة طريق لأهدافنا في التنمية والاقتصاد، وفي غيرها من الجوانب في الخمس عشرة سنة القادمة، جزء منها له علاقة بـ «أرامكو»، وهو جزء بسيط جدا. الرؤية فيها محتويات كثيرة جدا، ويجب ألا نختزلها في «أرامكو». «أرامكو» من دون شك جزء من المفاتيح الرئيسية لهذه الرؤية، ولنهضة الاقتصاد، ونهضة المملكة. طرح «أرامكو» فيه فوائد عدة، أهمها وأول شيء الشفافية. سابقا كان الناس يتضايقون من أن ملفات وبيانات «أرامكو» غير معلنة، وغير واضحة، وغير شفافة، واليوم ستكون شفافة. فإذا طرحت «أرامكو» في السوق يعني أنه لا بد لها من الإعلان عن قوائمها، والإعلان عن كل ربع، وتصبح تحت رقابة كل البنوك السعودية، والمحللين، والمفكرين السعوديين، بل إن كل البنوك العالمية وكل مراكز الدراسات والتخطيط في العالم ستراقب «أرامكو» بشكل مكثف، ما يعني أنه ستصبح لديك رقابة عالية جدا في يوم وليلة. وهذا لا يتم اليوم. «أرامكو» اليوم تعامل كشركة تسهيل محدودة، وهذا أمر خطير جدا، فشركة بهذه الضخامة تدار وتعامل كأنها شركة تسهيل محدودة. والحصة ستطرح وهي بسيطة جدا، أقل من 5 في المائة. على أي أساس حددتم أقل من 5 في المائة؟ بحكم حجم «أرامكو» الضخم جدا. وإلى الآن لم يتم التقييم النهائي، لكن نتوقع أكثر من تريليوني دولار أمريكي، أي أكثر من سبعة تريليونات ريال سعودي. وإذا جرى طرح 1 في المائة فقط من «أرامكو» سيكون هناك أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية. من أجل ذلك صرحتم بأنه من الممكن أن يكون جزء من طرح «أرامكو» في السوق العالمية؟ طرح «أرامكو» في السوق السعودية، والأفكار أنه كيف تكون هناك نوافذ لأسهم «أرامكو» خارج السوق السعودية، واليوم تستطيع أن تشتري الذهب من "ستوك ماركت الأمريكي" أو النفط من خلال صناديق موجودة في السوق الأمريكية مخصصة لشراء سلعة معينة أو سهم معين. لدينا أمر مشابه. مثلا، في السوق السعودية يوجد صندوق "فالكم"، حيث يشتري في عدة شركات، ومن ضمن الأفكار أن يؤسس صندوق في السوق الأمريكي فقط، حيث يشتري فيه أسهما لـ"«أرامكو»" في السعودية. وهذا الأمر إحدى النوافذ المهمة جدا في جلب السيولة لتداول «أرامكو» أو غيرها من الشركات في السوق السعودية. إذا، يعني أنتم لن تعتدوا، كما يقول البعض، على مقدس عندما تطرحون «أرامكو» للاكتتاب أو جزءا منها؟ هذه مشكلة كبيرة جدا. تقديس «أرامكو»؟ نعم، الملك عبد العزيز والرجال الذين عملوا معه في كل أنحاء المملكة، عندما أسسوا الدولة لم يكن هناك نفط، أسسوها وأداروها وعاشوا فيها دون نفط. وتحدوا الاستعمار البريطاني ولم تدخل بريطانيا إلى أي شبر في السعودية أيضا دون نفط، بل برجال موجودين. وكأن دستورنا أصبح اليوم الكتاب والسنة ثم البترول. هذه خطيرة جدا. لقد أصبحت لدينا في المملكة حالة إدمان نفطية من قبل الجميع، وهذا خطير، وهو ما عطل تنمية قطاعات كثيرة جدا في السنوات الماضية. النفط هو السلعة الرئيسة التي يعتمد عليها الاقتصاد في السعودية؟ نعم. النفط يأتي من عملك في الاستثمار لا أكثر ولا أقل. الاستثمار شركة لها قيمة ويجب أن تملكها كاستثمار، لا أن تملكها كسلعة رئيسة أو مصدر دخل رئيس. ما فوائد طرح "«أرامكو»"؟ طرح "«أرامكو»" له فوائد على السوق السعودية. فأنت عندما تطرح شركة بحجم أكثر من سبعة تريليونات ريال سعودي في السوق السعودية، فإنك تضاعف حجم السوق السعودية. وأيضا هناك موجة ثانية من الطرح. عندها «أرامكو» الأم ستكون ضمن الشركات التابعة لـ"«أرامكو»"، وستطرح مرة أخرى في السوق، وهذا سيعطي السوق السعودية حجما أكبر. والفائدة الأهم فنيا بعد طرح «أرامكو»، تحول دخل المملكة العربية السعودية، فعوضا عن أن يكون من النفط، سيكون من الاستثمار. فنيا على الورق الدخل من الاستثمار. هنا يأتي العمل حول كيفية تنويع استثماراتك .. محفظتك الاستثمارية أغلب الممتلكات والأصول التي فيها أصول في شركات طاقة، ويجب أن ننوع هذا الاستثمار من خلال الاقتراض، والدخول في فرص أخرى، عبر تسهيل «أرامكو»، حتى توازن محفظتك الاستثمارية، وهذا ما سيتم خلال السنوات المقبلة، وسيساعد على رفع حجم محفظتك الاستثمارية. إذا ستطرحون في البداية 5 في المائة من «أرامكو» الأم أو من بعض شركات «أرامكو»؟ 5 في المائة من «أرامكو» الأم؟ أقل من 5 في المائة من «أرامكو» الأم. وأغلب شركة «أرامكو». نحن نحاول فصل شركة «أرامكو» وجعلها شركة قابضة لا يكون فيها أي "أوبريشن". الأوربريشن يكون فقط في شركات مملوكة لـ"«أرامكو»". من خلال الحديث عن «أرامكو» وصندوق الاستثمارات العامة، الذي سيدير طرح «أرامكو»، والاكتتاب والاستثمار فيها بوصفها شركة استثمارية، ما حجم المخاطرة التي سينتهجها هذا الصندوق؟ ما حجم المخاطرة لو لم نقدم على عمل شيء. لو لم نعمل سنكون في مخاطرة عالية جدا. هذا أولا. ثانيا: صندوق الاستثمارات العامة لن يدير «أرامكو» في المستقبل، بل سيديرها مجلس إدارة، وهذا المجلس سينتخب من جمعية عمومية تمثل ملاك «أرامكو»، سواء الصندوق، أو غيره من المواطنين، أو الجهات الاستثمارية في الداخل والخارج، التي ستشتري في «أرامكو». وهذا كله سيحدث نقلة ضخمة جدا. البيانات الأولية تتكلم عن أن الصندوق سيسيطر على أكثر من 10 في المائة من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية. تتكلم أن الصندوق سيقدر حجم ممتلكاته بأكثر من 3 في المائة من أصول موجودة في الكرة الأرضية. نحن نعتقد أننا سنتعدى هذا الشيء بمراحل. كل من قيم هذا الأمر قيمه على أساس أن «أرامكو» ستقيم بـ 2.5 تريليون، ونحن نعتبر أنها ستقيم بأكثر. وجرى تقييم صندوق الاستثمارات العامة على أساس أنه لا توجد هناك أي أصول غير «أرامكو» ستدخله. «أرامكو» جزء من الأصول، وهناك أصول أخرى أغلبها عقارية تنقسم إلى عدة أقسام، أصول صغيرة متنوعة غير مستفاد منها نقلت الآن إلى الصندوق، وأصول ضخمة داخل المدن السعودية نقلت إلى الصندوق أيضا ونعتقد أن يجري تطويرها. هل أطلقتم هذه الرؤية لأن أسعار النفط منخفضة؟ لا أبدا .. هذه الرؤية كانت ستطلق، سواء النفط سعره مرتفع أو منخفض. وفي حال عاد النفط واستقرت أسعاره فوق 70 دولارا كيف ستتأثر الرؤية؟ الرؤية لن تتأثر إذا ارتفع النفط. لكنه بلا شك سيوجد داعما قويا ومحفزا قويا، لأنه سيسهل عليك إجراءات كثيرة جدا، لكن الرؤية لا تحتاج إلى أسعار نفط مرتفعة، بل تتعامل مع أقل الأسعار. ما التاريخ الذي لن تحتاجوا فيه إلى دخل النفط، وبالتالي سيكون الاستناد إلى مداخيل أخرى؟ أعتقد أنه في سنة 2020، يعني لو توقف النفط، نستطيع أن نعيش. نحتاج إليه، لكن أعتقد في سنة 2020 نستطيع العيش دونه. أيها الأمير أنتم ركزتم في الرؤية على أنه نريد الحفاظ على مستوى معيشة راق ورفع مستوى معيشة المواطنين؟ نعم، هذا جزء من أجزاء الرؤية، ويتطلب تعاون المواطن من أجل أن يحافظ على مستوى معيشة أفضل، بل أن تكون في تحسن. ماذا تنتظرون من المواطن؟ لا بد من الجميع أن يعمل .. اليوم نحن نبذل جهدا أكبر لإقناع الجميع، سواء في الجهاز الحكومي والسلطة التنفيذية، أو في السلطة التشريعية، أو في السلطة القضائية، أو في المواطنين أو رجال الأعمال. هذا مصيرنا كلنا كسعوديين، فلا بد لكل أن يقوم بدوره في هذه الرؤية. اليوم هناك ثمانية ملايين معتمر يأتون إلى السعودية في كل عام تقريبا، وتتوقعون في 2020، 15 مليون معتمر، وفي 2030، 30 مليون معتمر .. فكيف ستصلون إلى هذه الأرقام؟ نعتقد أن جزءا من البنية التحتية موجود. مطار جدة الجديد سيخدم هذه الرؤية بشكل كبير جدا. ومطار الطائف أيضا سيخدم هذه الرؤية بشكل كبير جدا، وسيستقبل عددا ضخما جدا، إضافة إلى أن البنية التحتية لمكة قوية جدا، وقطار الحرمين رافد قوي ومهم لدعم هذه الأرقام. الآن نحاول إنجاز مترو مكة في أسرع وقت. البنية التحتية ذات التكلفة العالية لتحقيق هذا الشيء موجودة، نحتاج فقط إلى أشياء بسيطة لدعم هذا الأمر. توجد أراض كثيرة مجاورة للحرم المكي، سواء مملوكة للحكومة أو المواطنين، وهذه ستستثمر، وستسهم بجزء معين في إيواء هذه الأرقام الكبيرة. فلا أعتقد أن الأمر تحد، أعتقد مجرد إجراءات وتنظيم والعمل على إنجازه. بالحديث عن الإجراءات، تحدثتم في الرؤية عن البيروقراطية، وكثير من الحوارات الصحافية التي أجريت معكم تقول إنك عدو للبيروقراطية، هل من السهل معاداة البيروقراطية في سنة؟ نحن أعداء البيروقراطية السلبية. ماذا تعني البيروقراطية، البيروقراطية تنظيم العمل، ولا توجد بيروقراطية تعني فوضى .. نحن نريد بيروقراطية سريعة تساعد على اتخاذ القرار وإنجازه في الوقت المناسب. الملك قام بعمل قوي جدا لهز رأس الهرم في السلطة التنفيذية كي يتعامل بشكل سريع. في بداية توليه الحكم أعاد تشكيل مجلس الوزراء، وأعاد هيكلة تشكيل رأس الهرم للحكومة، وذلك من خلال إنشاء المجلسين، ومن خلال إلغاء الكثير من المجالس، وهذا ساعد بشكل كبير جدا على أن يعمل رأس الهرم بشكل فعال وسريع لتحقيق ما نريده اليوم. تحدثتم عن أن لديكم فكرة لإطلاق ما يسمى "الجرين كارد" أو الكرت الأخضر، وهو شبه إقامة للجنسيات الأخرى لتكون رافدا، لو تفضلتم بشرح هذه الفكرة؟ طبعا.. نحن نركز في الحكومة على نوعين من مصادر الدخل، الأول الناتج عن الاستثمارات، والآخر الإيرادات الأخرى غير النفطية، التي لا علاقة لها بالاستثمار، سواء من الرسوم، أو من الإجراءات الحكومية المختلفة الأخرى. وعملنا في الفترة السابقة بشكل موسع على ما هي الإيرادات التي تستهدفها الحكومة السعودية، ووصلنا إلى أكثر من سبعين بندا لهذه الإيرادات، وتوقعنا أن تحقق ما يزيد على تريليون ونصف التريليون ريال إذا استهدفناها كلها. لكن بلا شك أن استهداف السبعين بندا كلها له تبعات اقتصادية قد تؤدي إلى كساد اقتصادي، وله تبعات في التضخم قد تؤثر بشكل عال جدا، وله تبعات سياسية واجتماعية. وبناء على ذلك استهدفنا فقط ربع البنود في الإيرادات الإضافية التي ليس لها أي تبعات سياسية أو تبعات اقتصادية سلبية أو تبعات مفرطة في التضخم أو تبعات اجتماعية، وأحد هذه البنود "الجرين كارد". ما فكرة "الجرين كارد"؟ موجود لدينا الكثير من الأجانب، سواء مسلمين أو عرب، يعيشون فترات طويلة في السعودية، عشر سنوات.. 20 سنة، بل بعضهم شبه مستوطن. وهؤلاء يخنقون أي عائد اقتصادي للسعودية، وكل أموالهم تذهب للخارج. بل هم يفضلون أن يكونوا جزءا من الاقتصاد السعودي، فإذا أعطيناهم جزءا من الحقوق، في الحياة، في الاستثمار، في التحرك، هذا سيكون رافدا... حقوق مواطنة؟ لا. حقوق في التحرك داخل السعودية، وهذا سيكون رافدا قويا جدا لإيرادات الدولة، وسيدعم الاقتصاد السعودي بشكل قوي جدا، إلى جانب أنه سيوفر الكثير من الفرص. متى تتوقع أن يكون هذا الأمر؟ خلال السنوات الخمس المقبلة. كيف سيؤثر المضي في تحقيق الاستراتيجية على الإنفاق الحكومي.. هل سيرفعه أم سيقلله؟ تحقيق هذه الرؤية لا يتطلب إنفاقا حكوميا عاليا، هي تحتاج فقط إلى تنظيم وإعادة هيكلة للعديد من القطاعات، وإنفاق حكومي خفيف جدا. ضبط الإنفاق الحكومي جرى جزء منه في 2015، وأدى إلى نتائج رائعة جدا، وكانت غير متوقعة من الجميع داخل وخارج السعودية. والآن نقوم بإجراءات عديدة لإعادة هيكلة الكثير من القطاعات، كإعادة هيكلة كيفية إعداد الميزانية داخل وزارة المالية، وأعتقد أننا سننتهي منها خلال سنتين. هل سيؤثر هذا على البنية التحتية، ما بين القصير والمتوسط؟ كل مشاريع البنية التحتية مستمرة وقائمة ولن يتوقف شيء. ما هي السعودية التي تتطلعون إليها في المستقبل.. "سعودية الغد"؟ كل همنا وتفكيرنا كيف نعالج إشكالية الإسكان، كيف نعالج إشكالية البطالة، وهذا طموحنا نحن كسعوديين. الفرص التي أمامنا أكبر بكثير جدا من هذه القضية. كيف يمكن تحقيق هذه الطموحات؟ طموحنا سيبتلع هذه المشاكل، سواء من بطالة أو إسكان أو غيرها. طموحنا كيف نكون اقتصادا أكبر من الذي نحن فيه اليوم، كيف نوجد بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا. كيف نكون فخورين في وطننا. كيف وطننا يكون جزءا مساهما في تنمية وحراك العالم، سواء على المستوى الاقتصادي أو المستوى البيئي أو المستوى الحضاري أو الفكري ... إلخ. هذا طموحنا ومستعدون لنقدم الكثير للسعودية والعالم. المشاكل التي تواجهنا طموحنا سيبتلعها إن شاء الله في السنوات المقبلة. أشرتم ضمن الاستراتيجية إلى مشكلة الإسكان والصحة.. قلتم مثلا في الصحة إنكم تتطلعون إلى زيادة متوسط العمر من 74 إلى 80 عاما في السعودية؟ صحيح. طبعا 74 متوسط عمر جيد مقارنة بدول العالم، لكن نريد أن نتقدم في كل مجال، ومن ضمنها الصحة، وهذا أحد المؤشرات لقياس جودة الصحة في أي وطن. فيما يتعلق بالسكن. أنتم تقولون حسب الرؤية، أيها الأمير، إن 47 في المائة نسبة التملك في المساكن بين السعوديين، وتهدفون لرفعها إلى 52 في المائة في 2020.. هذه النسبة مرضية بالنسبة لكم؟ هناك تحد كبير حتى لا تنخفض هذه النسبة. اليوم الطلب على سوق الإسكان ضخم جدا. أنت تتكلم عن 70 في المائة من السعوديين أقل من 30 سنة، فسيكون هناك طلب مهول. وفي حد ذاته، إذا حافظنا على 47 في المائة يعد هذا إنجازا. مع ذلك الطموح والتخطيط لأن تزيد هذه النسبة في السنوات الخمس المقبلة ما ستفعلون لتزيد؟ بلا شك سيكون للدعم الحكومي جزء، والإقراض جزء، لكن الفرص الموجودة في إعادة هيكلة القطاع هي الفعل المغير الحقيقي في هذا المجال. وزارة الإسكان تعمل على خطط كثيرة جدا لإعادة هيكلة كثير من القطاعات لها علاقة بالإسكان، أهمها: رسوم الأراضي، وبيع العقارات على الخريطة، والإجراءات المصرفية، إلى جانب إجراءات التمويل، وإجراءات الاقتراض. كل هذه الإجراءات، وإعادة هيكلة عدة مواقع في مجال الإسكان، ستسهم في رفع نسب التملك للإسكان والمساكن. أشرتم في الرؤية إلى قضايا كثيرة، مثلا قلتم ستخفضون معدل البطالة من 11.6 في المائة إلى 7 في المائة، هل هذا من خلال المشاريع التي ستنتج عن هذه الرؤية؟ صحيح.. نريد العمل على تهيئة العامل السعودي، أو الموظف السعودي، لدخول سوق العمل. سنعقد شراكات مع شركات القطاع الخاص، وشركات مملوكة بنسبة عالية للحكومة، وشركات مملوكة للقطاع الخاص. نريد العمل على كيفية إنشاء برامج لتأهيل دخولهم إلى سوق العمل. ومخرجات التعليم وربطها باحتياجات السوق والرؤية المستقبلية واحتياجات السنة المقبلة، هذه أيضا مهمة جدا في تهيئة السعودي الدخول إلى سوق العمل. هناك قضية أثيرت في الأيام الماضية، وهي ما يتعلق بالدعم الحكومي للخدمات والسلع، وهو هاجس للمواطن السعودي.. تحدثتم أيها الأمير عن أن هناك خططا مستقبلية في ترشيد الدعم، لكنها لن تطول محدودي الدخل.. كيف ستعرفون هذه الفئة؟ هذا تحد، والذي يثبت أن هذا التحدي صعب فشل وزارة المياه في إنجاز عمل إعادة هيكلة الدعم في المياه.. والذي على أثره أقيل وزير المياه؟ صحيح. لكن هذا لا يعني أننا لا نعمل. يجب أن نعمل. عندما نفتح القوائم في 2015 نجد أن 70 في المائة من الدعم يذهب للأثرياء. هل هذا يجوز؟ الدعم هو لأصحاب الدخل المتوسط وما دون المتوسط، وهؤلاء الذين أنشئ الدعم لهم يشكلون 30 في المائة. هناك الـ 70 في المائة لا يستحقون هذا الدعم، الذي يستحقه، والذي يحتاج إليه، هم أصحاب الدخل المتوسط وأقل. تقول إن الطبقة الثرية هم الذين يستفيدون، كيف؟ لأن أحدهم لديه منزل أكبر، فيستهلك كهرباء أكثر، ومياه أكثر. وعنده خمس إلى ست سيارات فيستهلك بنزين أكثر. وعنده مزرعة غير البيت تستهلك كهرباء وماء أكثر. وقد يكون لديه بيت في مدينة أخرى يستهلك ماء وكهرباء أكثر. فرجل ثري يستهلك ماء وكهرباء مثل عشر عائلات أخرى أو 20 عائلة أخرى .. هذا لا يجوز. فالهدف كيف نعيد هيكلة الدعم وتحرير الأسعار، وكيف نعمل على برنامج آخر لا يؤثر على الـ 30 في المائة ويعوضهم بطرق أخرى. في تصريحاتك قلت أكثر من مرة إن الدعم حكومي، سواء في الماء أو الكهرباء أو المشتقات النفطية، يستفيد منه الأثرياء الذي من المفروض أنهم لا يستفيدون منه.. ألا تخشى من أن تبدي هذه الفئة المتمكنة غضبا من هذه السياسة؟ أنا سأطبقها على نفسي، والذي لن يرضى سيصطدم مع الشارع. ضمن الاستراتيجية الحكومية التي أعلنتموها اليوم، تحدثتم عن التعدين، قلتم إنكم تستهدفون 90 ألف وظيفة، وتحقيق 97 مليار ريـال سنويا، كيف ستحققون هذا الهدف؟ بلا شك قطاع التعدين يوفر وظائف بشكل ضخم جدا، وعندنا فرص تعدينية عالية جدا، 6 في المائة من احتياطيات اليورانيوم في الكرة الأرضية. وهذا نفط آخر غير مستغل تماما. ذهب، فضة، نحاس، يورانيوم، فوسفات، وغيرها من المعادن الموجودة لدينا، لم يستغل منها إلا 3 أو 5 في المائة، واستغل بشكل غير صحيح. وفي هذه الحالة تستطيع إيجاد سوق صناعية ضخمة جدا، وعوائد للدولة، ودعم للاقتصاد، ووظائف. ذكرتم أيضا موضوع الصناعات العسكرية، وقلتم 2 في المائة من المشتريات العسكرية من الداخل، والهدف أن نصل إلى 50 في المائة من المشتريات العسكرية من الداخل من التصنيع السعودي.. هل يعقل 2014 السعودية أكبر رابع دولة في العالم تنفق عسكريا، و2015 السعودية أكبر ثالث دولة في العالم تنفق عسكريا، وليس لدينا صناعة داخل السعودية. نعم نحن ننفق أكثر من بريطانيا، أكثر من فرنسا، وليست لدينا صناعة. لدينا طلب قوي يجب أن نلبيه داخل السعودية. الطلب على الصناعات العسكرية إذا استطعنا أن نرفع هذه النسبة إلى 30 أو 50 في المائة ستوجد قطاعا صناعيا جديدا ضخما، وستدعم الاقتصاد بشكل قوي جدا، وستوفر وظائف كثيرة جدا. لكنه تحد، ونحن نقوم بإعادة هيكلة العديد من الصفقات العسكرية حيث تكون مربوطة بصناعة سعودية. والآن جزء من السياسات التي تطلق أن لا تبرم وزارات الدفاع وغيرها من الجهات الأمينة والعسكرية أي صفقة مع أي جهة خارجية إلا وتكون مربوطة بصناعة محلية. والآن نحن بصدد إنشاء شركة قابضة للصناعات العسكرية مملوكة 100 في المائة للحكومة، تطرح لاحقا في السوق السعودية أيضا "للشفافية"، حيث يكون المواطن مطلعا على الصفقات العسكرية وأداء الشركة وعلى المبيعات والصناعات بشكل واضح وعال جدا. قطعنا شوطا كبيرا في إنشاء هذه الشركة، وبقيت رتوش بسيطة، ونتوقع أن تطلق في أواخر 2017 بتفاصيل أكثر. أيضا لدينا مشكلة في الإنفاق العسكري.. غير معقول، نحن ثالث أو رابع أكبر دولة في العالم تنفق في المجال العسكري وتقييم جيشنا في العشرينات.. يوجد خلل! هذا تصريح من وزير الدفاع السعودي؟! بلا شك يوجد خلل. عندما أدخل مثلا إلى قاعدة في السعودية، أجد الأرض "رخاما"، والجدران مزخرفة، والتشطيب خمس نجوم، فيما أدخل قاعدة بأمريكا فأجد التمديدات للسقف، والأرض ليس فيها لا سجاد ولا رخام، مجرد أسمنت عملي. يوجد هدر في الإنفاق عال جدا. وسيعطينا فرصة لرفع مستوى الأجهزة الأمنية والجيش السعودي، وفي تخفيف الإنفاق في المجال العسكري والأمني. هل أنتم راضون عن أداء هيئة مكافحة الفساد؟ لو كان الملك راضيا وولي العهد عن أداء مكافحة الفساد لما غير رئيس الهيئة منذ سنة. تغيير رئيس هيئة مكافحة الفساد منذ سنة معناه أن الملك وولي عهده غير راضيين. الفساد موجود بلا شك. الفساد موجود في كل المجتمعات وفي كل الحكومات وبنسب متفاوتة. الذي يهمنا اليوم أن نكون اليوم في مقدمة الدول في مكافحة الفساد وأقل نسب فساد في العالم. ماذا تفعلون لتصلوا إلى هذه النسبة؟ الخصخصة جزء مهم جدا، مثال الصناعات العسكرية، الشركة مطروحة في السوق، لا أراقب.. الشعب يراقب. «أرامكو» عندما تطرح في السوق الشعب يراقب. «أرامكو» المؤسسة الدولية تراقب. عندما تخرج بيانات أكثر في إعلان الميزانيات رقابة عالية. ليس الأمر ملاحقة الفاسدين بقدر ما هو إعادة هيكلة عديد من الإجراءات التي ستجعل الفساد أصعب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من رؤية السعودية ٢٠٣٠