التخلص من المحرضين

كتبت عن كيف تغيرت نظرة العالم للإسلام والمسلمين، والمؤكد أن المزيد في الطريق ما لم نتعامل بواقعية ومنطق مع الآخر. إن اهتمامنا بعناصر شخصية وابتعاد كثير منا عن الأسس القويمة، واندفاع آخرين دون هدى وراء الإشاعات ومحاولات التأزيم التي تتبناها عناصر أقل وعيا في المجتمع، أدت إلى كثير من الإساءات - ولا تزال.
يأتي في الإطار نفسه، ما يفعله كثيرون من ارتهان الدين لرؤيتهم ومحاولة الإقناع بأن رأيهم هو الصحيح وأن رأي معارضيهم يخالف الشرع، وهذا ناتج عن ثقافة خاطئة نشرتها الشخصنة، وحب الاستئثار بمتابعة البسطاء الذين يتأثرون بحديث أو أسلوب أو صوت جهوري.
كل هذه الأمور تستمر في الانتشار، ونحتاج إلى من يقاوم سيطرتها خصوصاً من العلماء الفضلاء الذين يستطيعون أن يثبتوا خطأ ما يذهب إليه من يمتهنون استغلال البسطاء وتأويل أحداث التاريخ بغير حق ولا إنصاف، والتمويه المادي والنفسي الذي ينتج عن وقوع ضحايا لمعتقدات غير صحيحة.
عندما يأتي من يبيح للمراهقين التوجه إلى مناطق النزاع بدعوى ربط ذلك بالدين، وعندما تعلن الفئات التي تمول عمليات التفجير دعمها لأي عمل يذهب بأرواح الناس، فليس المتأثر أصحاب القرار الاستفزازي أبداً، وإنما سيطول الخطر كل من ينتمي للدين أينما كان بغض النظر عن قبوله أو رفضه هذه الأعمال غير الإنسانية.
في الأثناء يعيش مروجو الفتنة في دعة، ويستأثرون بكثير من المزايا التي قد تكون مما يخالف تعاليم الدين. هنا لا بد من وقفة يعود فيها المنطق للسيطرة وتغلب فيها المصالح العليا للأمة ويقف فيها أصحاب الرأي الصادق والفكر النير ضد محاولات الاستغلال هذه.
إن تدمير سمعة الدين بالشكل الذي نشاهده اليوم مرده إلى سكوت كثيرين عما رأوه حقاً دون أن يكون هذا السكوت جالبا لمصلحة أو دافعاً لخطر على الأمة. هنا أدعو علماء الأمة المعتبرين إلى العمل على نشر ثقافة الإسلام الحقيقية، والدفع باتجاه استعادة عقول الشباب ممن امتهنوا عمليات الدفع باتجاه الإساءة للدين وأهله.
على أن الواقع يؤدي إلى الشك أن هناك من الخطط والتنظيم ما يؤكد النظرية التي ترى أن هؤلاء المندفعين والممولين والمشجعين ضحايا لمخطط أكبر يستهدف بقاء ووحدة الأمة الإسلامية وتعاونها وانتشار الدين الإسلامي في كل أقطار الأرض.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي