الإقراض البديل .. ترجمة واقعية لمعنى «الصديق وقت الضيق»

الإقراض البديل .. ترجمة واقعية لمعنى «الصديق وقت الضيق»

قبل أربعة أعوام، كان يبدو أن ويل ديفيس وإيفان باهر على وشك تحقيق شيء كبير. شركتهما الناشئة، آوتبوكس، التي أنشأت نسخا رقمية من بريد الزبائن حتى يتمكّنوا من تحديد أي الرسائل يريدون تسلمها فعلياً، قد حققت بداية واعدة في أوستن، تكساس، حتى إنه تم دعوة الاثنين للقاء مدير عام خدمة البريد في الولايات المتحدة، وتمتعا برؤى لنشر أعمالهما على صعيد البلاد. يقول باهر "كنا نعتقد أننا نوقع على صفقة أكبر"، لكن الرسالة من خدمة البريد في الولايات المتحدة كانت الاستياء، وليس الشراكة.
لقد حاول خرّيجا كلية هارفارد للأعمال بناء شبكة التسليم الخاصة بهما قبل التخلّي عنها في أوائل عام 2014. مع نحو عشرة موظفين، وبضعة ملايين من الدولارات في البنك ودعم المستثمرين، قفزا إلى عربة الإقراض من خلال التكنولوجيا المالية.
النتيجة، هي أن شركة آيبل، للإقراض على الإنترنت تستخدم مزيجاً من الدعم الاجتماعي والضغط لضمان أن المُقترضين لن يعجزوا عن السداد. على هذا النحو، الشركة الصغيرة هي على هامش القطاع سريع النمو الذي يستخدم موافقات القروض السريعة، والمواقع الإلكترونية السهلة للاستحواذ على حصة سوقية من المصارف.
شركات الإقراض على الإنترنت مثل آيبل تعد بقروض أرخص وأسرع من المصارف، فضلاً عن عوائد أعلى للمستثمرين بفضل قدرتها على مطابقتهم مباشرة مع المُقترضين.
باعتبارها صغيرة وغير مُجرّبة حتى حسب معايير هذا القطاع الناشئ، الشركات الناشئة مثل آيبل، تُسلط الضوء على الفرص والتحدّيات التي تواجه شركات التكنولوجيا المالية التي تقول إنها تملأ الفجوة التي تركها القطاع المصرفي المُتراجع.
يقول ديفيس "هناك اندفاع لمعرفة كيفية تسليم، على وجه الخصوص، رأسمال الديون للشركات في الولايات المتحدة، وهذا جزئياً بسبب الانكماش الكبير في رأسمال الديون من المصارف الكبيرة". الرجلان لمحا فرصة.
يقول ديفيس "إن الشركة الصغيرة التي تسعى إلى الحصول على قرض من شركة آيبل يُمكن أن تحصل على ما يصل إلى نصف مليون دولار، لكن المتوسط هو 185 ألف دولار بمتوسط سعر فائدة يبلغ 10.75 في المائة سنوياً".
العقبة الأكبر هي أن المُقترض يجب من الناحية العملية أن يجمع ربع المال، وذلك عن طريق إقناع الأصدقاء أو العائلة لوضع المال للحد من المخاطر بالنسبة إلى شركة آيبل، وفي نهاية المطاف بالنسبة إلى صناديق التحوّط التي تموّل القروض. النموذج له أصداء في بنك جرامين، شركة التمويل الصغيرة التي أسسها محمد يونس.
يقول ديفيس "إن الشركات الصغيرة محفوفة بالمخاطر، لكن إذا كان بإمكاننا اقتسام المخاطر مع الأصدقاء والعائلة، يُمكننا أن نحصل على مُقرض كبير يأتي ويُقرض بسعر فائدة منخفض". ويُضيف أن "المفتاح هو الهندسة المالية وليس الخوارزميات الدقيقة. إذا أخبرك أحد أن التكنولوجيا تؤدي إلى أسعار فائدة منخفضة، فهم يكذبون عليك. الأمر ليس سحراً، إنه مجرد هيكلة".
وهيكلة شركة آيبل تعني أن المُقترضين يحصلون على الدعم من العائلة والأصدقاء، لكن أيضاً الضغط لعدم العجز عن السداد. بالنسبة إلى المصدر النهائي من رأس المال، في صناديق التحوّط مثل جاريسون بوينت كابيتال في سان فرانسيسكو، الدائرة الاجتماعية للمُقترض تُعتبر بمثابة الحد الأدنى للمبلغ في عملية التوريق المالي: حيث يتحمّل الأصدقاء والعائلة الضربة الأولى من خسائر القروض وهم آخر من يتم سدادهم. شركة آيبل ليس لديها أي حالة عجز عن السداد، حتى الآن.
نموذجها في توليد القروض وتمريرها إلى مشترين مؤسسيين هو نموذجي بالنسبة إلى شركات الإقراض على الإنترنت، التي لا تزال تعمل كمنصات "إقراض النظير إلى النظير"، حيث تتم مُطابقة المُقترضين مع المُقرضين، عادة صناديق تحوّط أو مديري أصول.
هناك شركات إقراض أخرى على الإنترنت تستخدم هيكلة تمويل مختلفة، مثل الاحتفاظ بالقروض في ميزانياتها العمومية لفترة قصيرة قبل توريقها مع رأسمال صندوق التحوّط.
يي لي، المؤسس المُشارك لشركة فاوتش فاينانشيال، القائمة في سان فرانسيسكو، يقول "إن شركة الإقراض على الإنترنت الخاصة به تملك صفات النوع الأخير". ويعترف بإمكانية الحصول على الحوافز بطريقة خاطئة إذا قامت شركات الإقراض ببيع القروض، ولم تكُن مرتبطة مباشرة مع أدائها على المدى الطويل.
ويقول "هناك خطر أخلاقي هائل للسماح لصناعة بالعمل في أخطر مجالات الائتمان بدون مشاركة الميزانية العمومية. ستحصل على المُقرضين الذين يُقدّمون فقط القروض (الغريبة)". في أي عملية توريق في المستقبل، ستحتفظ شركة فاوتش بالشريحة الأخطر، أو الأدنى.
مثل آيبل، فإن شركة فاوتش تستخدم العلاقات الاجتماعية للتشجيع على السداد، لكنها تُقرض الأفراد. كل مُقترض يجب أن يجد شخصا "ليكفله"، من مجرد الاعتراف أنه يعرفه إلى التعهد بسداد القرض في حال عجز المُقترض عن السداد.
يبلغ متوسط القروض نحو خمسة آلاف دولار بمتوسط سعر فائدة سنوية يبلغ 22 في المائة. جميع من يتعهد بسداد 100 دولار على الأقل في حال حدث عجز يُقلل من سعر فائدة المُقترض بمقدار نقطة مئوية واحدة.
ذلك التعهد يُقلل المخاطر على المُقرضين ويعتقد لي أن الضغط الاجتماعي يجعل من المرجح أكثر أن المُقترضين سيسددون القروض.
عندما بدأت شركة فاوتش في عام 2013، بنى لي من خبراته في العمل في شركات تكنولوجيا مثل بايبال، التي تقوم بتقييم الجدارة الائتمانية كجزء من معالجة مدفوعاتها، وتاسك رابيت، حيث يُعين المستخدمون أشخاصا آخرين لإنجاز مهمات صغيرة لهم.
وتحصل شركة فاوتش على الدعم من صناديق رأس المال المُغامر مثل IDG Ventures USA، لكن هذا العام تحوّلت مشاعر المستثمرين فيما يتعلّق بقطاع الإقراض العام على الإنترنت.
هناك مزيد من الشكوك حول القيمة النسبية لقروضهم مقارنة بالأصول المالية الأخرى، وتركيز على كيف سيكون أداء القروض التي يتم توليدها على الإنترنت في حال تباطأ الاقتصاد الأمريكي، كل هذا يجعل جمع التمويل أكثر صعوبة بالنسبة إلى الشركات الصغيرة مثل آيبل وفاوتش.
يقول لي "لقد اختبرنا ذلك على شكل دورات زمنية أطول للتوصّل إلى اتفاقات مع كل من مستثمري الديون ومستثمري الأسهم". ويُضيف أن "كثيرا من نموذج أعمال شركة فاوتش يُعتبر تقليديا: التنفيذ الرقمي هو الذي يعتبر حديثا".
هناك نموذج ثالث، أشبه بنسخة كيك ستارتر للقروض الشخصية، تم اعتماده من قِبل شركة ليدج، القائمة في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، حيث يُسجل المُقترضون من خلال تطبيق فينمو، التطبيق الأمريكي لإرسال الأموال إلى الأصدقاء، ويختارون مبلغ القرض وسعر الفائدة - الذي يجب أن يكون أقل من الحد الأقصى للفوائد المحلية - ويدعون شبكتهم الاجتماعية للتعهد بالمبلغ. عندما يتم الوصول إلى الهدف، يتم تحويل المال عبر تطبيق فينمو، الذي يُعالج أيضاً مدفوعات الفائدة.
يقول آدم نيف، الذي شارك في تأسيس شركة ليدج في عام 2013 وعمل سابقاً في تطبيق الرسائل الاجتماعي توينتي في إسبانيا "إن كثيرا من الإقراض الاجتماعي سيحدث في كلتا الحالتين، لكن هذا يجعله أبسط وأسهل وأكثر تنظيماً". لقد بدأت شركة ليدج كتطبيق محاسبة، لمساعدة المستخدمين على تسوية قروضهم في نهاية ألعاب البوكر.
جميع المجموعات الثلاث من أصحاب المشاريع يواجهون التحدّي المتمثل في إيجاد مكانة في المجال المُزدحم للإقراض على الإنترنت، وفي إقناع المستثمرين أن بإمكانهم العمل في ظل ظروف اقتصادية صعبة. كما سيختبرون أيضاً حدود الضغط الاجتماعي عندما يتعلّق الأمر بالعجز عن السداد.
تم إطلاق شركة ليدج للجمهور في أواخر عام 2015 ولم يكُن لديها سوى عجز واحد عن السداد: قرض بقيمة 75 دولارا إلى أحد معارف صديق نيف، الذي تعهّد بالمبلغ من باب الالتزام الاجتماعي. يقول نيف "(هذا الزميل) قد عجز عن السداد على الفور".

الأكثر قراءة