40 % ربح المطور في الوحدة السكنية الواحدة.. والعزوف يهبط بالأسعار 30 %
انخفضت أسعار الوحدات السكنية في المنطقة الشرقية بنسبة 30 في المائة، نتيجة حالة الركود التي تشهدها السوق العقارية بصفة عامة منذ نهاية عام 2014، إضافة إلى ترقب المواطنين لمشاريع وزارة الإسكان، وفقاً لما أكده مسؤولون في غرفة الشرقية، لافتين إلى أن أغلب المطورين لا يقبلون أن تقل أرباحهم في الوحدة السكنية الواحدة عن 40 في المائة. وقال لـ "الاقتصادية" علي الجبالي نائب رئيس اللجنة العقارية في غرفة الشرقية، إن أسعار الوحدات السكنية الفلل والدبلكسات وحتى الشقق انخفضت بنسبة كبيرة وصلت إلى 30 في المائة خلال عام واحد، متوقعا الاستمرار في الانخفاض في ظل الركود العقاري الذي يتزامن مع مشاريع وشراكات وزارة الإسكان مع المطورين السعوديين.
وبيّن الجبالي أن أسعار الدبلكسات عام 2014 في الدمام والخبر والظهران كانت تراوح بين 1.4 مليون ريال و1.8 مليون ريال، حسب الموقع والمساحة التي تراوح بين 370 و420 مترا مربعا، مبينا أنه مع نهاية العام الماضي وحتى اليوم عرضت تلك الوحدات بأسعار تراوح بين مليون و1.2 مليون ريال، ومع ذلك لا يوجد طلب على تلك الوحدات، كون الأغلبية من المواطنين ما زالوا يترقبون حتى أصبح العرض أكثر من الطلب بمراحل.
وأوضح الجبالي أن من أهم أسباب العزوف عن الشراء هو المبالغة في الأسعار من قبل المطورين، وعدم قناعتهم بهامش الربح البسيط، حيث إن أغلب المطورين في المنطقة الشرقية تراوح أرباحهم في الوحدة السكنية الواحدة بين 30 و40 في المائة، ما أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء لمدة سنة كاملة.
وأضاف: "هذا العزوف أجبر المطورين على تقديم بعض العروض والخصوم والهدايا للمشترين كونهم مرتبطين برواتب موظفين وبعض التسهيلات وبحاجة إلى سيولة لشراء مواد البناء وملحقاتها. وانخفضت الأسعار نحو 30 في المائة ومع ذلك ما زال العزوف مستمرا".
في حين يرى سعد الوهيبي عضو لجنة الإسكان ولجنة المقاولين في غرفة الشرقية؛ أن هناك كثيرا من شركات التطوير العقاري قامت بإيقاف بناء الوحدات السكنية، والبعض منها قام بعرض تلك الوحدات للبيع بالتقسيط عبر التمويل من مصارف أو من شركات التمويل، وعدد منهم قام باستثمار تلك الوحدات بالإيجار وذلك تجنبا للخسائر، في ظل العزوف وارتفاع أسعار تلك الوحدات، مضيفا أن الطلب على شراء الوحدات السكنية فلل وشقق ودبلكسات انخفض خلال الأعوام الثلاثة الماضية بنسبة 50 في المائة وارتفعت النسبة إلى 70 في المائة بعد شرط مؤسسة النقد العام الماضي. ولفت الوهيبي إلى أن شركات التطوير في المنطقة الشرقية لا يمكنها بمفردها إنجاز وبناء أكثر من 500 وحدة سكنية سنويا، رغم حاجة المنطقة لبناء أكثر من 250 ألف وحدة سكنية سنويا، معترفا بانخفاض أسعار الفلل والدبلكسات بنسبة كبيرة في المنطقة تصل إلى 30 في المائة بسبب الأسعار المبالغ فيها، ما أدى إلى عزوف المواطنين والاكتفاء بترقب مشاريع وزارة الإسكان، مضيفا: "الوحدات السكنية الجديدة التي تم بناؤها في منتصف 2015 عليها طلب كبير من قبل شريحة من المجتمع، وذلك بسبب رخص الأراضي ونزول أسعار مواد البناء، إضافة إلى أن بعض المطورين ركزوا على بناء الوحدات السكنية المناسبة لجميع أفراد المجتمع من حيث التصميم الداخلي والخارجي للمنزل وتوزيع الغرف وعددها".
وأشار إلى أن أسعار الدبلكسات التي تراوح مساحاتها بين 300 و375 مترا مربعا وصلت في بعض أحياء الدمام إلى 760 ألف ريال، والمساحة نفسها في بعض أحياء الدمام والخبر والظهران الراقية وصلت إلى مليون ريال مقارنة بـ 1.4 مليون قبل عامين.
وقال إنه رغم انخفاض أسعار الأراضي والوحدات السكنية بأنواعها، إلا أن هناك ارتفاعا كبيرا في أسعار الوحدات السكنية الشقق والدبلكسات وصل إلى أكثر من 80 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك بسبب كثرة الوافدين للمنطقة من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى قلة المعروض للإيجار، حتى أصبحت المنطقة تعاني عدم وجود وحدات سكنية للإيجار خاصة للعائلات".