هزازي.. هل تعرف الصقر؟

يقول حارس المرمى الإسباني الشهير إيكر كاسياس: "نجاح لاعب كرة القدم لا يتوقف على موهبته فقط، بينما يتضمن أيضاً ضرورة ثقته بنفسه". ويضيف حارس الريال: "الثقة بالنفس هو الشيء الأكثر أهمية في حياة أي فرد، ثق بنفسك، ولا تجعل لأي شخص فرصة يحثك على التردد في اتخاذ قراراتك".
.. والثقة بالنفس بحسب علماء النفس هي شعور يمنح الإنسان إحساسا بعلو قيمته بين الآخرين فيتصرف بثقة دون خوف من ردود أفعال الآخرين تجاه تصرفه وتظهر هذه الثقة في كل تحركاته وكلماته التي لا تكترث بمن حوله، فهو سيد نفسه دون منازع. وأبرز علامات انعدام الثقة هي التردد والخوف ومراقبة ردة الفعل، والمبالغة في التصرفات تجاه الأحداث البسيطة أو المعتادة. أما أبرز أسباب انعدام الثقة فهي: الخوف والقلق، الشعور بمراقبة الآخرين لك في كل شيء، التعرض للانتقادات وتمكنها من الذات، والمقارنة مع الآخرين.
في كرة القدم، يهتم الأذكياء من المدربين بزرع الثقة بنفوس لاعبيهم، وفي ذلك يقول بيلاردو: "على المدرب أن يكتشف مصدرا يغذي الثقة بنفوس البقية، كذلك كان مارادونا في مونديال 1986" ويكمل: "دييجو كان النهر الذي يشرب منه البقية الثقة، لم نكن نملك لاعبين مميزين في فريق 1986، لكننا كنا نملك لاعبا يشعر البقية بأنهم الأفضل، ويمنحهم ما يحتاجون من الثقة".
وفي كرة القدم أيضا، ثمة فرق بين الإمكانات والأداء، هناك لاعب ذو إمكانات عالية، ولا يقدم الأداء المتوافق مع إمكاناته لأسباب شتى مثل ظروف وقتية، إدارية وفنية أو بسبب اهتزاز الثقة. واحد من هؤلاء هو نايف هزازي، الذي لا أشك أنه ضمن أفضل ثلاثة مهاجمين سعوديين حاليا يملكون إمكانات فنية هي الأعلى بين أقرانهم دون أن يتوافق أداؤه معها، بسبب اهتزاز ثقته بنفسه والضغوط الواقع تحتها.
..عندما سجل هزازي هدفه الأول تحت ألوان النصر، قفز فوق اللوحات الإعلانية وحاول أن يقف فوق إحداهن بلا ثبات، وبعد نهاية المباراة لم يبق تحية إلا وأرسلها للجماهير مع أننا كنا أمام مباراة دورية عادية جدا تجمع سادس الترتيب بسابعه!! على ماذا يدل ذلك؟ بلا شك يثبت أن المهاجم الخطير يعيش حالة قلق عالية هزّت ثقته بنفسه، أوجدتها مقارناته بصاحب الرقم الذي يحمله، وبالمهاجمين المجاورين له، وببقائه فترة على مقاعد البدلاء، وبالحصار المفروض على كل سكناته وحركاته بعد انتقاله وما رافقه من زخم إعلامي وشعبي، كل ذلك أشعره بالشك في إمكاناته.
.. وبعد، هذه المشكلة فما الحل؟ كيف يستعيد هزازي الثقة؟ يقول علماء النفس أيضا، إن استعادة الثقة وتعزيزها تتطلب التخلص من الأفكار الساذجة التي تسيطر على الإنسان كنظرية المؤامرة أو أن الآخرين يتربصون به، حب الذات وعدم الاهتمام بكره الآخرين أيا كانوا لك، ممارسة حديث الذات الصادق مع النفس بين فترة وأخرى، الاستماع لانتقادات المختصين والمخلصين، تنمية القدرات النقدية الذاتية، تجنب المقارنات والتركيز على أنك أفضل من الآخرين بالعزيمة والإرادة والصبر، الاهتمام بالمهارات التي تملكها مهما كانت صغيرة، والقبول بالفرص مهما كانت صغيرة وخوضها كتحد شرس. كل هذا يقوله علماء النفس، أما أنا فأقول لهزازي انسى يا نايف أن هناك من يراقبك، وشاهد تسجيلات لأهدافك السابقة مع الاتحاد والمنتخب، قبل كل مبارياتك المقبلة، سيمنحك ذلك طاقات إيجابية، واسأل نفسك: هل تعرف ذلك اللاعب الذي يحلق كالصقر؟ لا تقلق كلنا نعرفه، ولا نحتاج لمن يعرفنا به، الأهم أن تعرف أنت، من أنت؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي