«طارت» يا دونيس

«طارت» يا دونيس

البارحة الأولى كان أنصار الهلال يأملون بأن يبتعدوا بصدارة ترتيب دوري عبد اللطيف جميل بفارق ست نقاط أمام أقرب منافسيهم الأهلي، لكنهم فشلوا في ذلك رغم أن المباراة أقيمت على أرضهم وبين جماهيرهم.
غياب المهاجم السوري عمر السومة الذي يعد العنصر الأقوى والأهم في كتيبة السويسري جروس كل تلك الأحلام ذهبت أدراج الرياح على أرض ستاد الملك فهد الدولي وأصبح الأهلي في صدارة الترتيب.
الموسم الماضي كان الهلال يئن من المرض الفني والعيوب التكتيكية، حضر اليوناني دونيس ليكون بمثابة الطبيب المعالج في تلك الفترة، نجح في رتق كل العيوب حتى وقف الهلال على قدميه واستطاع تحقيق لقبين في فترة كانت صعبة للغاية، في ظل فراغ إداري ووجوده في الفريق دون أن يكون له خيار في اللاعبين أو مساهمة في فترة الإعداد لكن هذا الإغريقي في الموسم الحالي وبالتحديد في المباريات الكبيرة فشل في إدارتها فنيا، لم يستطع أن يوظف اللاعبين بشكل جيد وقراءة قوة وضعف الفريق الخصم، ويتخبط في اختيار التشكيلة الأساسية ويفشل في تعديلها أثناء المباراة نظرا للقراءة الفنية الضعيفة. يقول المدرب الوطني جلال الزهراني: "لدى دونيس قناعة غريبة وهي اعتماده على اللاعب الأجهز وليس الأفضل وهذا لا يعد خيارا جيدا في علم التدريب، أبعد محمد الشلهوب بحجة عدم جاهزيته في الوقت الذي يعد أكثر فائدة على الصعيد الفني من جاهزية عبدالعزيز الدوسري، الهلال أمام الأهلي كان بحاجة إلى اللاعب الذي يجيد صناعة الهدف وهي التي تتوافر لدى الشلهوب بأفضلية كبيرة عن الدوسري، الأمر ينطبق على إبعاد عبد الله الزوري وعبد الله عطيف رغم أهمية وجودهم".
يلوم أنصار الهلال دونيس على بعض الخيارات التكتيكية الغريبة، التي في الغالب تؤثر سلبا على الفريق فنيا ويقدم في ذلك خدمة للفريق المقابل، لأنه يضعف خطوطه بقناعات لا وجود لأي تفسير فني للقيام فيها والدليل على ذلك ما يحدث داخل الملعب، يؤكد ذلك الزهراني بقوله: "في الكثير من المباريات يفشل اليوناني في وضع استراتيجية اللعب، على سبيل المثال الأهلي يملك قوة كبيرة في الجهة اليسرى وفي عمق الملعب بوجود حسين المقهوي وتيسير الجاسم، دونيس أراد إيقاف الجهة اليسرى باللاعب محمد البريك والكوري كواك وبمساندة من سالم الدوسري، كان من الأجدر به أن يضع عبد الله الزوري لأنه يجيد اللعب دفاعيا أفضل من البريك".
بعد نهاية مباراة الأهلي شنت جماهير الهلال هجوما عنيفا على المهاجم البرازيلي ألميدا الذي أضاع ضربة جزاء ولم يقدم تلك الأعمال الإيجابية التي من المفترض على المهاجم القيام بها، كان سلبيا طوال دقائق المباراة دون أن يضع له أي بصمة إما بالتسجيل أو المساهمة بصناعة هجمات منظمة، يقول الزهراني: "في المباريات الماضية كان البرازيلي ألميدا عبئا على الهلال هجوميا، واتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن وجوده وحيدا في خط الهجوم خيار غير موفق من كل النواحي، ويجب أن يبقى في المباريات المقبلة في مقاعد البدلاء حتى يشعر بحجم السوء الذي يقدمه على الصعيد الفني، مجاملته على حساب ناصر الشمراني ستؤثر على مسيرة الفريق في البطولات المختلفة، يجب أن تكون هناك صرامة فنية أمام اللاعب البرازيلي كما تكون أمام اللاعبين الآخرين". وأضاف: "وجود سلمان الفرج وحيدا في المحور الدفاعي إحدى تلك القناعات الغريبة لدى دونيس رغم أنه في كل مباراة يتضح أن هذا الخيار الفني سلبي على الفريق واللاعب نفسه، إضافة إلى عودة سعود كريري إلى منطقة الدفاع رغم الحاجة الفنية إلى وجوده في المحور الدفاعي؛ لذلك على إدارة الهلال الجلوس مع المدرب من أجل تصحيح وتعديل بعض القناعات الفنية، مع أهمية استمراره مع الفريق لأن الاستقرار الفني في الهلال نقطة إيجابية كبيرة". يُذكر أن الهلال سيواجه في المباريات المقبلة أندية هجر والفيصلي والنصر في غضون عشرة أيام فقط، لن يكون هناك خيار أمام الفريق الأزرق إلا الفوز بها ونيل النقاط التسع قبل نهاية النصف الأول من الدوري، في حين سيواجه الأهلي أندية الرائد والفتح والقادسية على التوالي، وهو الآخر سيحاول جاهدا أن يكون بطل الشتاء حتى يدخل الدور الثاني بثقة وحماس أكبر.