الرياضة

خريطة طريق روسية لإنقاذ الشرفاء بعد فضيحة المنشطات

خريطة طريق روسية لإنقاذ الشرفاء بعد فضيحة المنشطات

وضعت روسيا خريطة طريق تمتد على مدار ثلاثة أشهر، وستنفذها اللجنة الأولمبية الوطنية للتأكد من أن فضيحة المنشطات التي طالت رياضة ألعاب القوى في البلاد لن تمنع الرياضيين الشرفاء من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو 2016. وصوت الاتحاد الدولي لألعاب القوى بأغلبية ساحقة على إيقاف الاتحاد الروسي للعبة عقب تقرير كشف عن مخالفات واسعة النطاق لقواعد مكافحة المنشطات. وتسببت هذه المزاعم - الصادرة عن لجنة مستقلة تتبع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات - في أكبر فضيحة رياضية في روسيا على مدار عدة عقود وقد تكلفها عدم المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو. وأكد فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي أن بلاده اتفقت على خريطة طريق مع سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وأنها ستمتثل لقواعده قريبا. وأضاف موتكو للتلفزيون الروسي "في غضون ثلاثة أشهر سنتوجه ثانية إلى الاتحاد الدولي لتقديم أنفسنا باعتبار أننا امتثلنا لمعاييره". وأشارت اللجنة الأولمبية الروسية في بيان إلى إنها ستتولى برنامج إصلاح الاتحاد الروسي لألعاب القوى والوكالة الروسية لمكافحة المنشطات بالتعاون مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات والاتحاد الدولي لألعاب القوى. وقال ألكسندر جوكوف رئيس اللجنة الأولمبية الروسية "اللجنة الأولمبية الروسية مقتنعة تماما بأن الرياضيين الشرفاء يجب أن يشاركوا في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو". وأضاف "في الوقت نفسه فإن كل من ثبت استخدامه المنشطات وساهم في ذلك يجب أن يتحمل المسؤولية كاملة". وأشار موتكو إلى أن انتخابات الاتحاد الروسي لألعاب القوى لتغيير أغلب قياداته ستتم خلال الشهرين المقبلين. وأعلن فاديم زليتشينوك الرئيس المؤقت للاتحاد الروسي أنه لن يخوض الانتخابات المقبلة لرئاسة الاتحاد وأنه جاهز لتقديم استقالته لمساعدة بلاده على تجاوز هذه الفضيحة. وروسيا من القوى العظمى في عالم ألعاب القوى واحتلت المركز الثاني في جدول ميداليات الرياضة في أولمبياد لندن 2012 خلف الولايات المتحدة. وأبدى توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ثقته بمشاركة الرياضيين الروس الشرفاء في أولمبياد 2016. وقال في بيان "نحن نثق بأن المبادرات المقدمة، ستضمن الامتثال للوائح في أسرع وقت ممكن". ومع تعرض الشعور بالفخر الوطني لهزة كبيرة سعى بعض المسؤولين لتحويل الاهتمام بعيدا عن قرار الاتحاد الدولي قائلين إن المنشطات مشكلة كبيرة تضرب بجذورها في الرياضة الدولية، وأشاروا إلى أن روسيا قد تقدم استئنافا حول إيقافها أمام محكمة التحكيم الرياضية في لوزان. وقال موتكو "المشكلة ليست في الرياضيين الروس. هي مشكلة عالمية. والأكثر من ذلك أنها بدأت مع روسيا لأننا أبلغنا الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بأن الاتحاد الدولي لألعاب القوى يخفي عينات لعدة عقود". وأبلغ ميخائيل بوتوف الأمين العام للاتحاد الروسي للقوى وكالة الإعلام الروسية "إذا كانت هناك أشياء لا نشعر بالرضا إزاءها فقد يكون هناك مغزى للحديث عن التقدم باستئناف، أنا واثق من أن روسيا ستشارك في دورة الألعاب الأولمبية". وأشارت وكالة تاس للأنباء إلى أن موتكو سيعقد جلسة طارئة مع أعضاء الاتحاد الروسي لمناقشة الموقف. وبعد اجتماع عبر الهاتف لمدة ثلاث ساعات برئاسة كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى صوت أعضاء مجلس الاتحاد الدولي لمصلحة قرار الإيقاف بواقع 22/1. وفيما يرى بعض الروس أن هذه الهجمة تأتي بدافع سياسي فإن موسكو ستحرم الآن من استضافة بطولة العالم للمشي وبطولة العالم للشباب لألعاب القوى العام المقبل. وقال أحد سكان موسكو لتلفزيون رويترز "رياضيونا أصبحوا رهائن لما يحدث في العالم الآن وسلوك المجتمع الدولي تجاه روسيا". وأضاف موتكو "الرياضيون الذين ثبت ارتكابهم وقائع غش ستتم معاقبتهم. لكن الرياضيين الأصحاء والشرفاء يجب حمايتهم". وزعم تقرير الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات وجود تواطؤ ممنهج بين الرياضيين الروس واتحاد ألعاب القوى في البلاد وسلطات مكافحة المنشطات المحلية، إضافة إلى ثقافة غش لها جذور عميقة. وأوصى التقرير بإيقاف المتسابقين الروس حتى يتم تطبيق إطار عمل جديد داخل الاتحاد الروسي للعبة. وقال كو للصحافيين "سيحدث التغيير الذي نريده وعندما يحدث ذلك فقط سيعود المتسابقون الروس للمنافسات الدولية". وبطولات ألعاب القوى البارزة في 2016 هي بطولة العالم داخل القاعات وبطولة أوروبا، إضافة إلى منافسات الرياضة في الأولمبياد. وستكون بطولة أوروبا لاختراق الضاحية في فرنسا في كانون الأول (ديسمبر) المقبل هي الأولى التي لن تستطيع روسيا المشاركة فيها. وقال كو إن الأمر "يعود كليا إلى الاتحاد الروسي" لتحديد ما إذا كانت البلاد قادرة على القيام بإنجاز التغييرات المطلوبة في الوقت المحدد قبل الدورة الأولمبية. وأضاف "لكننا ناقشنا واتفقنا على أن النظام بأكمله خذل مجموعة الرياضيين، ليس في روسيا فقط بل في كل أنحاء العالم".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة