قراءات

قراءات
قراءات
قراءات
قراءات

الانقسام الفلسطيني

يقدم الدكتور إبراهيم أبراش خلاصة لتجربة يعرفها، وعاش معها لسنوات طويلة، وخاض كثيرا من تفاصيلها وراقب تبعاتها مراقبة العارف ببواطن الأمور. والمسألة لا تتعلق بأن الدكتور أبراش من بين أبرز الشخصيات الفلسطينية، ولا من موقعه كوزير للثقافة في واحدة من آخر حكومات الوحدة الوطنية الفلسطينية، بل لأنه واحد من مثقفي وأكاديميي الشعب الفلسطيني. وهو ما سمح له بأن يعالج قضية الانقسام الفلسطيني، ليس من وجهة نظر المسؤول، بل من وجهة نظر المثقف. تتركز أهمية هذا الكتاب، بالدرجة الأولى، في أنه يقدم الرؤية الغائبة، التي ظل “المسؤولون” الفلسطينيون، من كلا طرفي الانقسام يتنصلون من “مسؤولياتهم” تجاهها. والكتاب إذ يصدر على أعتاب وحدة فلسطينية جديدة، فالحقيقة هي أن عوامل الانقسام لا تزال قائمة. كما أن الحقيقة هي أن الرؤية الغائبة لمعالجة دوافع الانقسام وأسسه، لا تزال بعيدة كل البعد عن إثارة المخاوف لدى أولئك الذين يتحملون المسؤولية عن الانقسام، وفي الوقت نفسه لا يريدون دفع الثمن الواجب دفعه لمصلحة شعبهم.

### آسيا
#2#
تبني فرح الصماني شخصيات روايتها الثانية، بعد «مدينة النجوم»، من بيئة درامية مختلفة، تكاد القيم السالبة لم تجد طريقا إليها.«آسيا» نموذج من نماذج العمالة الشرق آسيوية المهمشة في مجتمعاتها، نموذج من النماذج الكادحة التي لا تحمل غير العناء والصمت النبيل، مثال للصبر، مثال للإباء. تحتاج إلى المال فترحل في سبيله، تتحمل مسؤوليات أفواه كثيرة، ولكن المال لا يشتري كل شيء؛ فكرامة البسطاء أغلى من كل الأموال. و«سامي» له من اسمه نصيب، ففيه السمو والكبرياء، ورغم الثراء والمكانة الاجتماعية، فإنه يخضع للحب، وتقوده العاطفة، فيتمرد على أعراف مغلوطة تنظر لأصحاب الجنسيات الأخرى نظرة أقل من أبناء الوطن، وتكون النظرة أدنى حينما يكون هذا المخلوق امرأة. فكثير من النفوس الضعيفة تستهين بآدمية الإنسان، وتصنف الناس منازل ودرجات حسب أجناسهم، مع أن الإسلام سوّى بينهم. في الأزمات والشدائد تكون التضحية ألزم، ويكون التقدير واجبا لكل مجاهد، حيث تختبر معادن الناس. ولسوف يجد القارئ في هذا العمل مشاهد وأحداثا كثيرة، يجمعها الألم والأمل، يحوطها الحب، وتظللها المشاعر الجميلة. كما أن أحداثها لا تخلو من صراع ومآس، وبذل وتضحية ووفاء.

###بعد الزيف
#3#
إنها حياة ضائعة. ولكنها غارقة بالأحلام أيضا، والخيارات العسيرة والمفارقات الظالمة. ولن تمضي قدما، حتى تكتشف قسوة الأيام على أبطال هذه الرواية، جميعهم في آن معا. وسيكون بوسعك أن ترى أنهم ينزفون، وأن الزيف هو الذي يكسب المعترك فوق ذلك النزيف. هذه الرواية صياغة مختصرة ومختزلة لأزمتنا الحضارية في يوميات صغيرة يعلو فيها النبض العاطفي مرة والأسئلة الوجودية أخرى واستشراف المصير مرة ثالثة عبر أزمنة ثلاثة هي آلام الماضي وزيفه وخفقان الراهن ونزيفه وآفاق الغد وأشواقه. إنها تشريح يومي لجراحات مزمنة متراكمة يعيشها شخوص الرواية ضمن معترك ضروس موروث عبر قرون مشتركة بين مختلف الأجناس والثقافات.

وهي في الأخير رواية تريد أن تنتصر لقضية الإنسان الذي وقع ضحية أفكاره الخاطئة عن الآخر ووصل إلى اكتشاف الذات في ذلك الآخر وبالتالي وجب عليه محو سلمي لكل الحدود بين الأضداد حتى يتماهى الجميع في مسيرة لا تؤمن بالأحادية والإقصاء. لقد قدم جمال خادم في هذا العمل نفسه كروائي متميز. وقد بنى حبكة الرواية، وصراعات أبطالها وفقا لأفضل المعايير الأدبية، دون أن يغفل حقيقة أن الأدب لغة تتسم بالشفافية والقدرة على الإيحاء والعطاء.

###في انتظار السلحفاة
#4#
كادت رواية معتصم الشاعر أن تكون عملا تسجيليا لكثير من الوقائع التي أحاطت بالتغييرات التي انطوت عليها السنوات التي أعقبت احتلال العراق، إلا أن شخوص الرواية وبنيتها حافظا على المستوى السردي المألوف لكل عمل ذي طبيعة واقعية. لقد اختار الشاعر أن يقدم عمله كما قدمت الأشياء نفسها. وأدرج حوارات تتسم بالسطحية والسذاجة التي تتسم بها أفكارنا وتصوراتنا المعدة في قوالب جاهزة. وبذلك فإنه تحاشى كل الأدوات التي كان بوسعها أن تجعل من عمله “صناعيا” أو مفتعلا. لقد رأى صورا، وشارك في مشاهدات، وخاض في نقاشات، وزار أمكنة، والتقى أناسا مختلفين، فأعاد إنتاج ما رأى في نص روائي سلس، وغير معقد. وإذا كانت التسجيلية نادرا ما تدفع بالأفكار نحو أي عمق، فإن واقعنا السطحي، ولغتنا السياسية الرديئة يتحملان العبء الأكبر. ومن المفيد للأدب أن يسجل، وأن يقدم بطولات وهمية وينخرط في مجادلات مزيفة، ليرسم واقعها كما هو، ويحدد تضاريس أفكارها كما هي. ولقد نجح الشاعر في أن يترك شخوصه يعيشون تصوراتهم، وينسجون قضاياهم، وكان متعاطفا معهم، وظل ينتظر ما ينتظرون ... دون طائل طبعا.

الأكثر قراءة