الزواج من جنية

تذكرت رواية الجنية التي كتبها الدكتور غازي القصيبي ــ يرحمه الله ــ وأنا أقرأ التقرير الذي نشرته "الاقتصادية" الخميس الماضي عن محاضرة لعالم الفيزياء الفلكي ستيفن هوكينج حول ما يعرف علميا بالثقوب السوداء، مفترضا أنها تمثل نافذة صوب عوالم وكائنات أخرى. لكنه قال إنه لا يتمنى تجربة العبور من ثقب أسود.
هوس الناس بمصافحة كائنات فضائية، جعل الحديث عنها يستغرق الكثير من الوقت منذ ستينيات القرن الماضي.
وهناك من يصر على إن هناك كائنات فضائية وصلت إلى الأرض، ولكن وكالة ناسا تخفي ذلك. البعض يتوهم أن بناة أهرامات مصر مثلا ليسوا بشرا، بل كائنات فضائية. لك أن تتعامل مع هذا الأمر باعتباره نكتة أو ترويجا سياحيا.
هناك تشابه بين قصص الجن والعفاريت، وقصص المخلوقات الفضائية، ومثلما يتردد في الأساطير عن الزواج من الجنيات، هناك من يزعم أنه شاهد مخلوقات فضائية وجالسها وتناقش معها.
لا يمكن إنكار وجود الجن بالنسبة للمسلم، وفي القرآن الكريم سورة كاملة عن الجن، الذين استمعوا للقرآن فأسلموا بين يدي الرسول الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ وفي كتب السيرة تفاصيل عن هذا الحدث اليقيني غير القابل للتشكيك.
والزواج من جنية هي الصيغة التي اتكأ عليها غازي القصيبي في كتابه "الجنية"، التي تحكي قصة مبتعث سعودي تزوج من جنية مغربية.
إن الأساطير هي إحدى المواد التي تسهم في الترويج للأماكن والأفكار. وعندما تسافر للسياحة، ستسمع حكايات عن مواقع ترتبط بهمسات ونداءات وإشارات، البعض يؤكد أنها تصدر عن كائنات خفية، بينما العلم يعتبرها مؤشرا لتعب عقلي يستدعي العلاج.
ولو تصفحت التطبيقات الخاصة بأدلة أرقام الهاتف، سوف تكتشف أن هناك من وضع ضمن سجله اسم الجنية. ولا أدري هل المقصود الشخصية التي تناولها غازي القصيبي في روايته، أم أنها مجرد تسمية ساخرة.
تذكروا إن اليوم السبت وهو إجازة، فاقرأوا المقالة بهذه الروح. واقرأوا أيضا "الجنية" لغازي القصيبي فهي ماتعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي