«السوبر اللندني» .. خطوة جريئة

«السوبر اللندني» .. خطوة جريئة

بين فترة وأخرى تخرج بعض الأفكار الاستثمارية على أرض الواقع، وترى النور بعد دراستها لوقت كافٍ قبل اعتمادها من أجل الوصول إلى نقطة النجاح. في الفترة الماضية ظهرت بوادر إقامة مباراة السوبر السعودي خارج الحدود لأهداف استثمارية وتسويقية، التكهنات ذهبت إلى أن تقام المباراة في دبي أو الدوحة المدينتين الواثبتين في المجالات الرياضية، من خلال استضافة مباريات ودية عالمية وكأس السوبر الإيطالي الذي أقيم العام الماضي في الدوحة، إضافة إلى أنهم في دول الخليج يعتبرون الكرة السعودية هي الأفضل في المنطقة، واستضافة المباراة ستكون له جوانب تسويقية وجماهيرية بالذات أنه في فترة إجازة لطلاب مراحل التعليم العام، لكن ظهرت ودون سابق إنذار بوادر تؤكد إقامة المباراة في لندن مهد كرة القدم، في تجربة جديدة وفريدة وفقاً لقرار لم تتم دراسته طويلاً وكأن نتائجه الإيجابية تلوح في الأفق وبشكل كبير. البعض يرى هذه الخطوة إيجابية من الناحية المادية من خلال عوائد الإعلانات المتوقعة هناك في لندن، والبعض الآخر يرى أن أي استثمار يكون بعيداً عن الجمهور فهو استثمار خاسر ولن يفيد بأي حال من الأحوال، وبين هذه وتلك فإن الآراء اتفقت على أن خطوة إقامة المباراة في لندن جريئة، ويبقى الأهم عن النتائج التي ستحملها مباراة الغريمين الهلال والنصر في الأراضي الإنجليزية.
عن ذلك يقول الاقتصادي طارق الضويحي "في الرياضة وكرة القدم بالتحديد فإن مجالات الاستثمار تكون بدايتها من أفكار بسيطة، تكون ذات مردود كبير وعوائد مالية ضخمة تختص في المكان مثل إقامة مباراة السوبر السعودي في لندن، لكن في نفس الوقت قد تكون مثل هذه الخطوة تختص بالجوانب المالية وتهمل أشياء أكبر وأهم من مسألة المال والأعمال، لأن كرة القدم ليست استثماراً مالياً لأنها لعبة شعبية تهتم بتفاصيل جانبية تختلف عن أي مشروع تجاري آخر".
في عرف كرة القدم فإن المجال التسويقي يكون في إقامة مباراة في دولة أقل من الناحية الفنية، السوبر الإيطالي يقام في الدوحة لأن السكان هناك يحلمون بمشاهدة نجوم الدوري الإيطالي، ولا يمكن أن تقام هذه المباراة في إسبانيا على سبيل المثال لأن هناك تشبع من رياضة أفضل أو في المستوى ذاته. هذا الأمر انعكس تماماً في التجربة التي تنوي الكرة السعودية القيام بها في مباراة السوبر للموسم الجديد، حيث ستقام في مكان يلعب فيه أقوى دوري على مستوى العالم ما يقلل من أهميتها هناك، ويضيف الضويحي "بالتأكيد أن العوائد المالية في لندن ستكون أكبر بكثير من إقامتها في أي مكان آخر، لكن سيكون عدم الحضور الجماهيري والمدرجات الخاوية التي من المتوقع أن تكون حاضرة أمراً سلبياً للغاية، لذلك فإن الخيار الأفضل الذي كان من الممكن إقراره هو إقامتها في إحدى دول الخليج، لأن ذلك سيمنحها أهمية كبيرة من الناحية الجماهيرية إضافة إلى أن العوائد المالية لن تكون أقل من العوائد في لندن، والدليل على ذلك نجاح دبي والدوحة في استضافة مباريات مهمة على مستوى أعتى المنتخبات والأندية في العالم".
وأضاف "السوبر الكويتي أو البحريني لو تمت إقامته في السعودية لن تكون له أهمية كبيرة لدى السعوديين، لسبب واحد وهو عدم وجود أي دافع نظراً لأن الكرة السعودية تفوق البلدين في المستويات الفنية، هذا الأمر ينطبق على إقامة السوبر السعودي في لندن لأنه من الصعب أن يسعى مشجع إنجليزي لحضور المباراة، لكن في نفس الوقت فإن المشجع الإماراتي أو القطري سيحاول جاهداً حضور المباراة لو كانت في بلده، وسيدفع قيمة التذكرة دون أن يسأل عن قيمتها لأنه يعلم أن قيمة المباراة تعني له الكثير".

الأكثر قراءة