العالم

التنظيمات الإرهابية الحديثة .. هويات أكثر مرونة وقيادات مركزية أقل أهمية

التنظيمات الإرهابية الحديثة .. هويات أكثر مرونة 
وقيادات مركزية أقل أهمية

التنظيمات الإرهابية الحديثة .. هويات أكثر مرونة 
وقيادات مركزية أقل أهمية

شهد عام 2014 تحولا نموذجيا في طبيعة التهديد الإرهابي، تمثل في تنامي ما يعرف بـ تنظيم «داعش». وما زال تنظيم "القاعدة" وجماعات أخرى، يشكلون تهديدات فعلية، كما أن أنشطة المقاتلين الشيعة على غرار "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني و"حزب الله" والميليشيات الشيعية العراقية آخذة في التزايد. وقالت الولايات المتحدة في تقرير أصدرته الجمعة الماضي إن المتطرفين تسببوا في زيادة الهجمات الإرهابية الدموية العام الماضي بشكل كبير، حيث ارتفع عدد القتلى في أنحاء العالم بنسبة 81 في المائة مقارنة بـ 2013. وأوضح التقرير أنه في الإجمال بلغ عدد الهجمات 13463 هجوما في 2014 في نحو 95 بلدا أي بزيادة بمقدار الثلث عن نحو 9700 هجوما في عام 2013، ووقعت معظم الهجمات الدموية في العراق وباكستان وأفغانستان، بحسب تقرير وزارة الخارجية. وشن تنظيم «داعش» معظم الهجمات، حيث شن 1083 هجوما العام الماضي في إطار هجومه الدامي في سورية والعراق. وتليه حركة طالبان بمجموع 894 هجوما. كما ارتفع عدد الهجمات في نيجيريا، حيث تنشر حركة بوكو حرام الإسلامية الرعب في المناطق الشمالية التي قتل فيها نحو 7512 شخصا في 662 هجوما. #2# كما أشار التقرير إلى زيادة عدد الهجمات التي ينفذها "متطرفون منفردون في الغرب" ومن بينها الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو في باريس في كانون الثاني (يناير). وصرحت تينا كيدانو مبعوثة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب أثناء كشفها عن تقرير وزارة الخارجية حول الدول لعام 2014 أن تحديات الإرهاب التي نواجهها تواصل تطورها بوتيرة سريعة، ولا نستطيع التكهن بدقة ما الذي سيكون عليه المشهد خلال عقد أو حتى بعد عام من الآن". وأضافت "علينا أن نبذل مزيدا من الجهود لمواجهة حلقة التطرف العنيف وتغيير البيئة التي تخرج منها هذه الحركات الإرهابية"، ونددت بـ"الوحشية" التي اتسم بها عدد من الهجمات العام الماضي ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى. وزاد عدد عمليات الخطف في أنحاء العالم، حيث احتجز أكثر من 9400 شخص رهائن أي ثلاثة أضعاف عددهم في 2013. واستخدم تنظيم داعش وتنظيم القاعدة أموال الفديات كوسيلة فعالة لجمع الأموال. إلا أن كيدانو قالت إن الأرقام لا تعكس الصورة الكاملة، حيث إن الولايات المتحدة عملت بفعالية العام الماضي لبناء تحالف للمساعدة على محاربة الجماعات الإرهابية ومنع تمويلها ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق. وأضافت "هذه ليست معركة تستطيع خوضها الولايات المتحدة لوحدها". وقال التقرير إنه رغم المحادثات مع إيران الهادفة لخفض نشاطاتها النووية، إلا أن إيران لم تتوقف عن دعم الجماعات المسلحة ومن بينها حزب الله اللبناني. وقالت كيدانو "إيران واصلت رعاية الجماعات الإرهابية حول العالم" إلا أنها لم توضح ما إذا كانت إيران قد وسعت هذه النشاطات. ورصد التقرير الأحداث التي تزامنت مع الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم داعش و"سيطرته غير المسبوقة" على مناطق شاسعة من العراق وسورية العام الماضي. وقال التقرير إنه "رغم تشرذم تنظيم القاعدة وفروعه، فإن الحكم الضعيف والفاشل استمر في توفير بيئة أدت الى ظهور التطرف المتشدد والعنف خاصة في اليمن وسورية وليبيا ونيجيريا والعراق". وجاء في التقرير أن "عدد الهجمات الإرهابية في 2014 زاد بنسبة 35 في المائة والعدد الإجمالي للوفيات بنسبة 81 في المائة مقارنة بـ 2013 ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى العنف في العراق وأفغانستان ونيجيريا"، مضيفا أن الحرب في سورية كان لها دور كبير في زعزعة الاستقرار. وفي الإجمال قتل 32727 شخصا مقارنة بـ 17800 شخص في 2013، طبقا لأرقام أعدها الكونسورتيوم الوطني للإرهاب ومواجهة الأعمال الإرهابية. وقال التقرير إن 34700 شخص جرحوا في نحو 95 بلدا، وذلك بسبب العنف في العراق وأفغانستان ونيجيريا. وأكد التقرير أن "الجماعات الإرهابية استخدمت أساليب أكثر شراسة في هجماتها". فقد مارس مقاتلو تنظيم داعش "القمع الوحشي ضد المجتمعات التي تسيطر عليها"، بحسب كيدانو. وأضافت أن التنظيم "استخدم طرقا عنيفة وحشية مثل قطع الرؤوس والصلب لبث الرعب في نفوس معارضيه". وقال التقرير إن "الحرب الأهلية الدائرة في سورية شكلت عاملا كبيرا في زيادة الأعمال الإرهابية في أنحاء العالم في 2014". وشهد العراق إجمالي 3360 هجوما قتل فيها نحو عشرة آلاف شخص أي نحو ثلث من قتلوا في العالم في هجمات إرهابية. من ناحية أخرى قال التقرير إن دول شرق آسيا والمحيط الهادئ "استمرت في إضعاف قدرات الجماعات الإرهابية في المنطقة". كما شهدت الفيلبين انخفاضا بنسبة 24 في المائة في عدد الهجمات. وفي غضون ذلك، يواجه المسؤولون عن مكافحة الإرهاب، وفقا لماثيو ليفت مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، مجموعة جديدة من المشكلات بفعل تزايد الهجمات "الفردية"، كما هو الحال في أوتاوا وسيدني وبروكسل. إذ تفيد وزارة الخارجية الأمريكية أن "هذه الهجمات قد تنبئ بحقبة جديدة أصبحت فيها القيادة المركزية لمنظمة إرهابية أقل أهمية، وهوية التنظيمات أكثر مرونة، والأحداث المتطرفة العنيفة أكثر تركيزاً على مجموعة أوسع من الشكاوى والأعداء المزعومين الذين قد تتماهى معهم عناصر فردية فتسعى إلى تنفيذ هجمات من تلقاء ذاتها". وفي الواقع، فإن الجمع بين هذه التطورات - أي تنامي «داعش» كتنظيم يستولي على الأراضي، وبروز ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب على نطاق غير مسبوق وانتشار الإرهاب العالمي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي تروج للفكر المتطرف العنيف من جهة والهجمات الفردية من جهة أخرى - يُترجم إلى تحول نموذجي في طبيعة التهديد الإرهابي العالمي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم