Author

مع التحية .. إلى عيد وزملائه

|
.. يعرف دارسو علم الاجتماع، الظاهرة بأنها: حدث طارئ لا يعرفه المجتمع، يصاب به مجموعة من الناس ويعانون تأثيراته وتبعاته ونتائجه. ويشترط أن يتعدد المصابون بالحدث حتى يسمى ظاهرة. .. والاتحاد السعودي لكرة القدم، هو مؤسسة اللعبة المعنية بالاهتمام بكل جوانبها في البلاد، داخل الملعب وخارجه. وفي كل موسم تخرج كثير من الظواهر المصاحبة للعبة في الملعب والمدرجات سلبا وإيجابا، أجده يقف أمامها مكتوف الأيدي، وهو المعني بها أولا. لا ينحصر عمل مجلس اتحاد اللعبة، في إصدار جداول المباريات، وتكليف الحكام وتنظيم الملاعب ورصد الجوائز فقط، بل هو مدعو للتفاعل أكثر مع الأحداث المصاحبة، وحري به أن ينشئ مركزا للأبحاث والدراسات، يُعنى بكل الظواهر الطارئة والمؤثرة في اللعبة الشعبية الأولى في العالم. .. هذا الموسم مثلا، تفشت إصابة اللاعبين بقطع الرباط المتصالب، حتى تجاوز عدد المصابين فريق كرة قدم كاملا بأساسييه واحتياطييه، ما يعني أن الأمر تحول إلى ظاهرة تستحق البحث والتقصي. لا يمكن أن نلقي باللوم على طرق التدريب الموجودة في الأندية السعودية فقط، ومن المبالغة أيضا تحميل أرضيات الملاعب السبب، فاللاعبون أصيبوا على كل الأرضيات الزراعية الموجودة. وإذا كان هناك لاعبون قد أصيبوا بضرب واضح من المنافسين، فإن الجزء الأغلب، وقع فريسة الإصابة اللعينة دون اشتراك واحد، ما يعني أن هناك أسبابا يجب بحثها ودراستها ومعالجتها تبدأ من اللاعب السعودي نفسه، وممارساته الحياتية اليومية وعاداته السيئة التي يجب أن يتخلص منها إن وجدت. في المنافسات الرياضية السعودية استشرى أيضا عزوف الجماهير عن حضور المباريات منذ مواسم، حتى تحولت إلى ظاهرة تحتاج إلى البحث والتقصي ودراسة الأسباب ومعالجتها. تحتاج الأندية السعودية إلى الجماهير، وتحتاج الشركات المستثمرة إلى أرقام ودراسات يمكن الاعتماد عليها في قراراتها، ونحتاج كمشجعين وجماهير ومسؤولين إلى إجابات عن عدد من الأسئلة: هل تهجر الجماهير ملاعب الكرة بسبب بيئة الملاعب، أم النقل التلفزيوني، أم بسبب أسعار التذاكر، أم غياب البرامج الجذابة المصاحبة للمباريات؟ من الظواهر التي تفشت أيضا في المجتمع الرياضي، غياب دوريات الحواري، وانحسارها بشكل واضح عن ذي قبل، ما يهدد بغياب واحد من أهم موارد المواهب في كرة القدم السعودية، دون بديل واضح. ما الأسباب؟ وكيف يمكن العلاج؟ .. إنشاء ذراع للاتحاد السعودي، تعنى بتقديم دراسات علمية لمجلس الاتحاد، سيحقق مكاسب عديدة، ويؤسس قاعدة للعمل الممنهج علميا، ويوفر معلومات حقيقية يمكن الانطلاق منها لتحقيق نجاحات في أي مشاريع محتملة. كما أن جنوح مؤسسة كرة القدم في البلاد إلى البحث العلمي والإحصاء والاعتماد عليهما، سيفتح له آفاق رؤية جديدة، تلغي الآراء الشخصية التي تتقاذفه، وتمثل مستندا قانونيا في رده على الشبهات التي تلاحقه. .. ويعتقد القارئ الكريم أن الاتحاد السعودي غير قادر بنفسه على تأسيس مثل هذه المراكز، إما لعجز في قدراته المالية أو البشرية، وهذا قريب من الصحة لكنه لا يلغي الفكرة، إذ يستطيع الاتحاد الموقر التعاقد مع مركز أبحاث مستقل، يدعمه ببعض المختصين وفق أهداف كل دراسة، ويحدد الاتحاد بنفسه أهدافه وعناوين الدراسات المطلوبة، ويقدم إجابات علمية عن كل الأسئلة المعلقة.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها