Author

لماذا يهدر اللاعب ضربة الجزاء السهلة؟

|
تشير الإحصاءات العالمية إلى أن 75 في المائة فقط من ضربات الجزاء ناجحة. لم تضع هذه الأهداف المحققة، فأمام اللاعب باب هائل مفتوح تقبع خلفه شباك تتلهف لمعانقة كرته. الحارس إما أن يذهب يمينا أو يسارا. فالإحصائيات تشير إلى أن 57 في المائة من الحراس يذهبون إلى جهة اليسار إذا كنت تسدد بقدمك اليمنى. وسيتجه 41 في المائة من الحراس إلى الزاوية اليمنى إذا كنت تسدد بقدمك اليسرى، ما يعني أن 2 في المائة من الحراس فقط هم من يفضلون البقاء في منتصف المرمى. وتؤكد الأرقام أن التسديد إلى المنتصف يزيد من حظوظ اللاعب بإحراز الهدف بنسبة 7 في المائة. لكن على الرغم من كل ذلك فقط 17 في المائة من تسديدات ضربات الجزاء تتجه إلى هذه المنطقة التي يهجرها الحراس. فلم لا يستغل اللاعبون هذه الفرصة السانحة لإحراز الأهداف عبر التسديد إلى المنتصف؟ يقول ستيفن ليفت، وستيفن دوبنر إن السبب الرئيس يعود إلى أن اللاعب لو أضاع الكرة عند تسديدها في المنتصف سيتعرض لهجوم شرس من أنصار فريقه وسيحملونه المسؤولية كاملة حتى لو كانت الأرقام تشير إلى أنه اتخذ القرار الأفضل. بينما سيغفرون له لو سدد على إحدى الجهتين لأنه في نظرهم بذل جهدا أكبر على الرغم من أن المجهود واحد في كل الحالات. ثمة نظرة قاصرة نحو اللاعب الذي يسدد في الوسط. هناك خلل في ذهنية الجماهير تجاه هذه النوعية من المحاولات. لا يعد الوسط خيارا للاعبين. عندما يواجه اللاعب المرمى في رأسه خيارات محددة إما اليمين في الأسفل أو الأعلى أو اليسار في الأعلى أو الأسفل. الوسط خارج الحسابات خوفا من ردة الفعل الجمعية التعبوية الشرسة. عقلية هؤلاء اللاعبين لا تختلف عن عقلياتنا. الهم الأكبر هو ألا نغضب الجمهور وليس التفكير بطريقة علمية. هذا الاتجاه قسمنا إلى صنفين إما في اليمين أو اليسار. لا أحد يقبلك في الوسط وحتى لو كان هو الخيار الأفضل. فلو فكرت أن تكون في الوسط لن تجد أحدا معك. ستكون معزولا منبوذا لذلك ستجد نفسك مضطرا أن تنحاز لأحد الطرفين على الرغم من أنك تعلم جيدا أن احتمالات الخسارة أكبر. دعك من الآخرين. انحز إلى الوسط. ارتم في حزب قد لا يكسبك كثيرا من الهتاف. لكنه سيكسبك احتراما داخليا يحدث دويا أعظم من الذي يتدفق من مدرجات مملوءة بالخواء. تحدث ضجيجا سرعان ما يتبخر وتنتهي صلاحيته.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها