الشعب والقيادة

تابع العالم المشهد المهيب للبيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وقد تزامنت مع العزاء في الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ كسلوك إسلامي يبدأ به الملك الجديد عهده.
أجمل ما في قيادة هذا الوطن وشعبه هو التمسك بالشريعة الإسلامية، والتوقف عند الحدود، والعمل بما يرضي المولى ــ جل وعلا.
ثم إن الإعلام لم يستطع أن يرصد بدقة كل ما يحدث بسبب حجم الأعداد، وكثافة الزوار من كل مكان، وردود الفعل المتواترة التي أكدت أن العزاء والبيعة سيطرا على مجريات الأحداث، فلم يعد هناك اهتمام في الصفحات الأولى ومقدمات الأخبار وصفحات الإنترنت إلا بالسعودية.
عندما نربط بين العنصرين، نجد أن هذا مصداق لقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ"، وقوله جل وعلا "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنا".
الدولة التي تعظم شعائر الله وتعتني بالدين وتنصره وتنشره وتذبّ عنه في كل بقاع الأرض، هي تلك التي كانت قبل أقل من 100 عام صحراء قاحلة، تعيش في فقر وعوز، وتأتيها الصدقات من كل مكان، وها قد غدت اليوم قبلة كل رؤساء العالم، جاؤوا ليقدموا العزاء، لكن واقع الأمر هو أن الجميع يريد أن يكون له مكان في مستقبل دولة تصنع القرار العالمي، وتؤثر في المسرح الدولي بحكمة وكفاءة قيادتها السياسية.
يجسد مشهد المملكة اليوم ما تحلم به أغلب دول العالم، أمنا وسعة رزق ومركزا عالميا مرموقا، فلله الحمد أولا وآخرا. هذا يدحض كل محاولات الإساءة والتشويش التي حاول البعض أن يبثها بين الشعب وعلاقته بقيادته.
لكن التحدي هو أن نحافظ على هذه الحالة المتناغمة في منطقة ساخنة ومضطربة، وأول من يجب أن يواجه التحدي هو الشعب بثقته بقيادته التي لم تخذله في السابق ولن تخذله في المستقبل، وبوحدة صفه في وجه المد المعادي الذي يهدف لتقويض ما نحن فيه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي