منتدى التنافسية : ارتفاع النفقات العامة للسعودية إلى 1.1 تريليون ريال في 2014

منتدى التنافسية : ارتفاع النفقات العامة للسعودية إلى 1.1 تريليون ريال في 2014

بدأت في الرياض اليوم أعمال منتدى التنافسية الدولي في نسخته الثامنة الذي تنظمه الهيئة العامة للاستثمار تحت شعار "تنافسية القطاع الحكومي" بمشاركة قادة الفكر والاقتصاد والسياسة حول العالم وذلك بفندق الفورسيزون ويستمر 3 أيام. وقدم محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان في كلمته الافتتاحية التعازي لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين ولولي ولي العهد وللأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم في المصاب الجلل بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" سائلا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

وقال "لقد شهدت المملكة خلال العقد الماضي نهضة وتطورا في مختلف المجالات من أهمها فيما يتعلق بالاستثمار دخول المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وصدور وتعديل العديد من الأنظمة مع التطوير المستمر للقضاء التجاري وقضاء التنفيذ وتضاعف حجم الاستثمارات الأجنبية في المملكة عدة مرات وتضاعف الناتج المحلي مع انخفاض الدين العام ليصل إلى نحو 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي. مشيرا إلى أن صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير أكد أن الاقتصاد السعودي وفقا لتلك المؤشرات كان خلال العقد الماضي بين أفضل دول مجموعة الـ 20 أداء.

وأكد المهندس العثمان أن ما تحقق لم يتم لولا فضل الله ثم دعم القيادة وتضافر وتكامل الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص. مبينا أنها تمثل محطات مهمة في مسيرة المملكة التنموية التي نقف عندها لنتأملها ونراجعها وننطلق مجددا نحو آفاق جديدة أوسع وأرحب لنكمل هذه المسيرة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو الذي كان أميرا لمدينة الرياض حتى أصبحت خلال زمن قياسي من أكثر عواصم العالم نموا في مساحتها ومرافقها وخدماتها وفي نشاطها الاقتصادي الذي أعطى اهتماما بالتنافسية وقطاع الاستثمار.

ونوه بدعم خادم الحرمين الشريفين في سبيل جذب الاستثمارات للمملكة ومنها ما وجه به خلال زياراته لدول اليابان والصين وفرنسا وبريطانيا والهند بأن يصاحبها عقد معرض "استثمر في السعودية". وعبر محافظ الهيئة العامة للاستثمار عن أمله في أن يحقق الاستثمار خلال الفترة القادمة طموحات القيادة لتحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية وتلبية ما تبحث عنه الاستثمارات النوعية المتميزة وبخاصة في القطاعات الواعدة من فرص وتسهيلات وسهولة في الإجراءات ودعمها في التوسع في مراحل ما بعد التأسيس وفق خطة استثمار موحدة تعمل عليها الهيئة وجميع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالاستثمار في المملكة.

كما تطرق المهندس عبداللطيف العثمان إلى أبرز منجزات الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" ومن بينها تضاعف الناتج المحلي الإجمالي من 1.23 تريليون ريال في عام 2005 إلى نحو 2.82 تريليون ريال في عام 2014 محققا نسبة نمو بلغت 129% وهي أعلى نسبة نمو بين دول مجموعة العشرين التي تضم أقوى الاقتصادات العالمية. وأشار إلى انخفاض حجم الدين الحكومي العام من 460 مليار ريال في عام 2005 إلى 44 مليار ريال في نهاية عام 2014 محققة معدل بلغت نسبته 90.4% وانخفضت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 37.3% في عام 2005 إلى 1.6% في عام 2014 وبذلك تكون المملكة أقل دول العالم في نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لصندوق النقد الدولي.

ونوه بارتفاع إجمالي أرصدة الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة خلال 9 سنوات 5 أضعاف من 125 مليار ريال عام 2005 إلى 780 مليار ريال عام 2014 وارتفاع النفقات العامة للدولة من 346 مليار ريال في عام 2005 إلى 1.1 تريليون ريال في عام 2014 مرتفعة بنسبة 217 % نتيجة زيادة دعم البرامج التنموية وزيادة عدد العاملين في الدولة وزيادة رؤوس أموال صناديق الاقراض الحكومية وإعانة الباحثين عن عمل "حافز" والتوسع في الانفاق على مخصصات برامج معالجة الفقر والمخصصات السنوية المتعلقة بالضمان الاجتماعي ومشاريع الاسكان ومشاريع النقل الضخمة وغيرها من برامج تنموية.

ولفت إلى ارتفاع إجمالي أصول المملكة الاحتياطية بنحو 4 مرات حيث ارتفع إجمالي الأصول الاحتياطية للمملكة من 581 مليار ريال في عام 2005 إلى نحو 2.75 تريليون ريال في نهاية عام 2014 محققة معدل ارتفاع بلغت نسبته 372% فيما أصبحت المملكة ثالث أغنى بلد من حيث حجم الأصول الاحتياطية بعد الصين واليابان وفقا لأحدث بيانات صادرة عن صندوق النقد الدولي وتمثل احتياطيات السعودية نحو 56 % من إجمالي احتياطيات دول منطقة اليورو مجتمعة. ونوه المهندس العثمان بأن البيانات الصادرة عن مؤسسة النقد العربي السعودي تشير إلى أن فائض الحساب الجاري لميزان المدفوعات ارتفع من 337 مليار ريال في عام 2005 إلى نحو 440 مليار ريال في عام 2014 مرتفعا بنسبة 30%. لتصبح المملكة وفقا لصندوق النقد الدولي ثالث أكبر اقتصاد عالمي من حيث فائض الحساب الجاري بعد الصين والمانيا.

وقال محافظ الهيئة العامة للاستثمار في كلمته خلال افتتاح منتدى التنافسية : إن عدد المدن الصناعية بالمملكة تضاعف من 14 مدينة صناعية في عام 2007 إلى 34 مدينة صناعية ما بين قائمة أو تحت التطوير في 2014 بزيادة تقدر بنحو 135% فيما زادت مساحة الأراضي الصناعية المطورة من 40 مليون م2 في عام 2007 إلى 178 مليون م2 في عام 2014 بزيادة تصل 339% وزاد عدد المصانع بين المنتجة وتحت الإنشاء من 1950 مصنعا في عام 2007 إلى 5600 مصنعا في عام 2014 منتشرة في جميع المدن الصناعية بزيادة تقدر بـ 178% وباستثمارات تزيد عن 450 مليار ريال.

وأشار إلى ارتفاع عدد السعوديين العاملين في الدولة من 713 ألف مواطن ومواطنة في عام 2005 إلى مليون و 146 ألف مواطن ومواطنة في عام 2013 مرتفعا بنسبة 42% وهذه من أعلى معدلات النمو التي تحققها الحكومات في العالم في توظيف المواطنين. كما ارتفعت مخصصات الضمان الاجتماعي من 3 مليارات ريال في عام 2005 إلى نحو 13 مليار ريال في عام 2013 أي بمعدل نمو بلغ 331% في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" وارتفاع عدد المستفيدين من برنامج الضمان الاجتماعي من 387 ألف مستفيد إلى نحو 781 ألف مستفيد بزيادة بلغت نسبتها 102.1% خلال الفترة في الوقت الذي يزيد إجمالي ما تم صرفه للمستفيدين من برنامج الضمان الاجتماعي عن 100 مليار ريال.

ونوه المهندس عبداللطيف العثمان بمحافظة المملكة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" على مكانتها وعضويتها المستقلة في مجلس إدارة صندوق النقد الدولي واحتلالها المرتبة الثامنة عالميا من حيث القوة التصويتية في صندوق النقد الدولي من بين 185 دولة عضو في الصندوق. كما صدر وعدل في عهده "رحمه الله" أكثر من 140 نظاما وتنظيما ولائحته تنظيمية وفي مختلف المجالات وإطلاق عدد من المشاريع العملاقة ومنها مدينة وعد الشمال ومدينة رأس الخير ومركز الملك عبدالله المالي ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومشروع بترو رابغ وجامعة الملك عبدالله.

وأشار محافظ الهيئة العامة للاستثمار إلى بلوغ اجمالي التكاليف التي اعتمدت لتنفيذ مشاريع الطرق خلال العشر سنوات الماضية 107 مليارات ريال وفي مجال السكة الحديد يجري حاليا تنفيذ قطار الحرمين الذي يربط المدينة المنورة بمكة وجدة وتبلغ تكاليف تنفيذه 56 مليار ريال كما يجري تنفيذ قطار الشمال الذي يربط منطقة الحدود الشمالية بمنطقة حائل والقصيم والرياض والمنطقة الشرقية كما تم اعتماد مشاريع النقل العام في المدن الرئيسية في المملكة بتكاليف تصل الى 200 مليار ريال. وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن منجزات عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" وجهود المملكة المستمرة والمتواصلة في تحقيق النمو والازدهار استكمالا لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعلى كافة الصعد.

عقب ذلك انطلقت أولى جلسات منتدى التنافسية الدولي بالرياض بجلسة شارك فيها كل من وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ووزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالرحمن البراك ورئيس وزراء جورجيا الأسبق نيكا جيلاوري والرئيس التنفيذي لشركة (علم) الدكتور عبدالرحمن الجضعي. يذكر أن جلسات منتدى التنافسية الثامن تبلغ 14 جلسة إضافة إلى ورش العمل والخطابات الرئيسية التي سيلقيها عدد من المتحدثين قدموا من 25 دولة. إضافة إلى عدد من المتحدثين من داخل المملكة كما يشهد المنتتدى مشاركة متنوعة من كبار رجال الأعمال وقادة الرأي حول العالم من "العالم العربي وتركيا وكوريا وأوروبا وأمريكا والمكسيك".

الأكثر قراءة